قضايا وأحداث.. تركيا تواجه العنصرية.. أوزداغ من التحريض إلى الاعتقال
أكاديمي وسياسي وكاتب تركي
أخيرًا وبعد سنوات من العنصرية وتحريض الأتراك ضد العرب والسوريين والأفغان على وجه الخصوص، تمَّ اعتقال العنصري أوميت أوزداغ، ومثل أمام القضاء بتهمة بث مشاعر الكراهية والمعاداة.
لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلَادٌ بِأَهْلِهَا..
وَلَكِنَّ أَخْلَاقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ
أخيرًا وبعد سنوات من العنصرية وتحريض الأتراك ضد العرب والسوريين والأفغان على وجه الخصوص، تمَّ اعتقال العنصري أوميت أوزداغ، ومثل أمام القضاء بتهمة بث مشاعر الكراهية والمعاداة.
والحقيقة أن المِلف الإجرامي لأوزداغ واضح جدًّا في طريق زعزعة استقرار المجتمع ونشر الاضطرابات لتقسيم البلاد طوائف مشحونة بالكراهية. ولا يملك أوزداغ ومن على شاكلته سوى نشر الأكاذيب لتقويض الاقتصاد وتدمير القيم الوطنية والأخلاقية للأمة وانتهاك حياة الناس الشخصية وتشويه سمعتهم والإضرار العام بالمنطقة من خلال إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية التي يمكن أن تأتي على الأخضر واليابس.
وخلال تلك السنوات لم يتوقف أوزداغ عن الإدلاء بتصريحات والقيام بأفعالٍ تثبت ضلوعه في كل تلك الجرائم التي لا شك تُمثل تهديدًا للأمن القومي التركي والسلم العام.
ورغم هذا الدور غير الأخلاقي من أوزداغ وداعميه، فقد رأى الجميع في الداخل التركي وخارجه ردود الأفعال المسؤولة والعقلانية من اللاجئين السوريين في أحداث كثيرة، منها على سبيل المثال ما قام به بعض الأشخاص الذين تمت إثارتهم بذريعة قضية ألتين داغ في العاصمة أنقرة، بمهاجمة المناطق التي يعيش بها السوريون والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، الأمر الذي تسبب في اندلاع الحرائق في العديد من المنازل والسيارات والشركات.
ورغم هذا الدور غير الأخلاقي من أوزداغ وداعميه، فقد رأى الجميع في الداخل التركي وخارجه ردود الأفعال المسؤولة والعقلانية من اللاجئين السوريين في أحداث كثيرة، منها على سبيل المثال ما قام به بعض الأشخاص الذين تمت إثارتهم بذريعة قضية ألتين داغ في العاصمة أنقرة، بمهاجمة المناطق التي يعيش بها السوريون والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، الأمر الذي تسبب في اندلاع الحرائق في العديد من المنازل والسيارات والشركات.
في المقابل تصرف السوريون بصبر وحكمة شديدين ولم ينجرفوا وراء هذه الأفعال المتهورة، بل ساهموا بشكلٍ كبيرٍ في تهدئة الأوضاع قبل أن تصل إلى ما لا يمكن أن تُحمد عقباه.
وبالنظر في أرشيف تغريدات أوزداغ المحرّضة على تهييج مشاعر العنصرية والكراهية ضد السوريين، تجدها وحدها تكشف مدى فظاعة الاستفزاز والتحريض الذي يتعرض له مجتمعنا والمنطقة كلها من الداخل والخارج. ويمكن للجميع مراجعة مثل تلك التغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وليست مدينة قيصري بعيدةً عما حدث من محاولات في أنقرة، وما شهدته قيصري قبل فترة واستغلاله في استفزاز الشعب لا يختلف من قريب أو بعيد عن استفزازات تنظيم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» الإرهابي بحجة قضية كوباني «عين العرب» خلال 6-8 أكتوبر 2014.
وبالنظر في أرشيف تغريدات أوزداغ المحرّضة على تهييج مشاعر العنصرية والكراهية ضد السوريين، تجدها وحدها تكشف مدى فظاعة الاستفزاز والتحريض الذي يتعرض له مجتمعنا والمنطقة كلها من الداخل والخارج. ويمكن للجميع مراجعة مثل تلك التغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وليست مدينة قيصري بعيدةً عما حدث من محاولات في أنقرة، وما شهدته قيصري قبل فترة واستغلاله في استفزاز الشعب لا يختلف من قريب أو بعيد عن استفزازات تنظيم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» الإرهابي بحجة قضية كوباني «عين العرب» خلال 6-8 أكتوبر 2014.
ففي قيصري كان الأمر قد بُيِّت بليلٍ، حيث كانت هناك أيادٍ تخطط للأحداث من قبل، ورسمت خُطة لتنفيذها بتحديد منطقة الأحداث ومنازل السوريين وأماكن عملهم، بل ووضع علامات عليها قبل أيام، بل وتحديد الأشخاص الذين سيتم استهدافهم، وكانت الأمور مدروسةً بالكامل من إضرام النيران في البيوت وأماكن العمل والاعتداء على الأشخاص بالضرب.
وبعد كل ذلك رأينا أوزداغ وزعماء حزبه في مقدمة المحرضين الناشرين للأخبار الاستفزازية الكاذبة تمامًا كما فعل في أحداث ألتنداغ أنقرة.
إن استضافة تركيا اللاجئين السوريين منذ عام 2011 أمر يجسّد القيم الإسلامية الأصيلة للشعب التركي، ويتماشى مع عاداته وتقاليده الإنسانية والإسلامية، والنُّبل الذي تميزت به تركيا وشعبها، ومدعاة للفخر بها.
الناس للناس ما دام الوفاء بهمْ..
والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ
إن استضافة تركيا اللاجئين السوريين منذ عام 2011 أمر يجسّد القيم الإسلامية الأصيلة للشعب التركي، ويتماشى مع عاداته وتقاليده الإنسانية والإسلامية، والنُّبل الذي تميزت به تركيا وشعبها، ومدعاة للفخر بها.
وبهذه الطريقة، أحدثت تركيا فرقًا بين جميع دول العالم في القضايا الإنسانية المتعلقة بالمنطقة والعالم. ومنذ البداية لم يكن هذا مجالًا تعتبره تركيا استثمارًا، بل كان نهجًا إنسانيًّا خالصًا، لكنها تمكنت من تحقيق مكاسب سياسية كثيرة بعد تحسُّن الأوضاع في سوريا.
واليوم، يمكننا القول إن تركيا أصبحت ذات مكانة مؤثرة وبارزة بين دول العالم في إعادة بناء سوريا وتشكيل مستقبلها.
واليوم، يمكننا القول إن تركيا أصبحت ذات مكانة مؤثرة وبارزة بين دول العالم في إعادة بناء سوريا وتشكيل مستقبلها.
ولا شك أن هذا يعود إلى السياسة التي اتبعتها تركيا الوطنية تجاه اللاجئين. بينما وقف أوزداغ على الطرف الآخر ساعيًا وأتباعه دائمًا بأفعالٍ وتصريحاتٍ من شأنها أن تقوّض السياسة الوطنية التركية وتعرقل جهودها بل وتقف حائلًا أمام وجود تركيا كقوةٍ مؤثرةٍ في المنطقة.
وبعبارة أخرى، تصرف أوزداغ وفريقه نيابة عن القوى التي تسعى دائمًا للإضرار بتركيا ومعاداتها في كل حالة. ولا عجب أنهم قاموا بهذا الدور وعملوا لصالح هؤلاء باسم القومية التركية لتحقيق أهدافهم الخبيثة؛ فالتاريخ مليء بأمثال هؤلاء الذين تستروا وراء قيم قومية أو إنسانية لتحقيق أهدافهم الدنيئة بعيدة عن أي قيم.
فالأيديولوجيا الغربية تسعى دائمًا للسيطرة على خيرات الشعوب لا سيما شعوب الشرق، وتتظاهر بالمحافظة والغَيْرَة على قيم القومية، وتوظفها بخبثٍ شديدٍ لتفريق الشعوب والتحكم في ثرواتهم.
ولا يزال العنصريون الراديكاليون مثل أوزداغ يخدمون هذه الأيديولوجيا الغربية للإضرار بالشعوب وزيادة الضغوط على الدول للتناحر والبقاء في تبعية للغرب المتمدن تحت شعار التنوير، لكن القليل من الفطنة وحُسن النظر سيكشف خبث هذه الكلمة ومن خلفها، وتأثيره المدمر للسلم الاجتماعي الداخلي وسعيه الحثيث للقضاء على حواس الأمة بنشر غرائز حيوانية عدوانية تحت ستار القيم.
ولهذا يمثل اعتقال أوميت أوزداغ خُطوةً إيجابيةً في مواجهة العنصرية وخطاب الكراهية ودعوة لاستمرار الجهود القانونية والاجتماعية لمُحاربة كل ما يهدّد السلم الاجتماعي والقيم الإنسانيّة.
وبعبارة أخرى، تصرف أوزداغ وفريقه نيابة عن القوى التي تسعى دائمًا للإضرار بتركيا ومعاداتها في كل حالة. ولا عجب أنهم قاموا بهذا الدور وعملوا لصالح هؤلاء باسم القومية التركية لتحقيق أهدافهم الخبيثة؛ فالتاريخ مليء بأمثال هؤلاء الذين تستروا وراء قيم قومية أو إنسانية لتحقيق أهدافهم الدنيئة بعيدة عن أي قيم.
فالأيديولوجيا الغربية تسعى دائمًا للسيطرة على خيرات الشعوب لا سيما شعوب الشرق، وتتظاهر بالمحافظة والغَيْرَة على قيم القومية، وتوظفها بخبثٍ شديدٍ لتفريق الشعوب والتحكم في ثرواتهم.
ولا يزال العنصريون الراديكاليون مثل أوزداغ يخدمون هذه الأيديولوجيا الغربية للإضرار بالشعوب وزيادة الضغوط على الدول للتناحر والبقاء في تبعية للغرب المتمدن تحت شعار التنوير، لكن القليل من الفطنة وحُسن النظر سيكشف خبث هذه الكلمة ومن خلفها، وتأثيره المدمر للسلم الاجتماعي الداخلي وسعيه الحثيث للقضاء على حواس الأمة بنشر غرائز حيوانية عدوانية تحت ستار القيم.
ولهذا يمثل اعتقال أوميت أوزداغ خُطوةً إيجابيةً في مواجهة العنصرية وخطاب الكراهية ودعوة لاستمرار الجهود القانونية والاجتماعية لمُحاربة كل ما يهدّد السلم الاجتماعي والقيم الإنسانيّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق