الخميس، 23 يناير 2025

غزة... وفشل الصهاينة!

 

ربيع الكلمات

غزة... وفشل الصهاينة!




                   عبدالعزيز الكندري

نحمد الله تعالى على انتهاء حربي غزة ولبنان، ونتمنى أن تتوقف الحروب في عالمنا العربي؛ لأنّ كلمة حرب مزعجة مدمّرة على مستقبل الشعوب لما لها من آثار تمتد لعشرات السنين، حتى بعد انتهاء الحرب، التي تخلف الأيتام والأرامل والمشاكل النفسية تظل محفورة في النفس.

وفي عالم السياسة فان التحليل السياسي كلما كان موضوعياً كان أقرب إلى الصواب، ولكن هذا ما نفتقده في العالم العربي، حيث إن التحليلات تغلب عليها العواطف وما يريد الناس أن يسمعوه لا ما يجب أن يسمع، وهذا ينطبق على مؤسسات وقنوات فضائية مختلفة.

الآن، وقد وضعت الحرب أوزارها ومع توقف التراشق الإعلامي، فأول ما يجب فعله هو دعم البلدان المنكوبة والتي خرجت من الحروب مثل غزة ولبنان وسورية، وقبل أي حديث آخر، فهناك أناس وإخوة لنا فقدوا كل شيء تقريباً وهم بحاجة إلى الوقوف بجانبهم في هذا الوقت العصيب، ومرحلة الإعمار قد تمتد إلى سنوات ما لم تكن هناك تطورات جديدة لا قدر الله، ولكن تعودنا والتاريخ قال لنا إنه لا أمان للصهاينة، والغدر صفة أساسية فيهم، وماذا تتوقع من أناس تهدم مستشفيات ممنوع الاقتراب منها وفق القانون الدولي، واستهداف دُور العبادة، وكل شيء في غزة تم استهدافه، وحتى قبل الهدنة بساعات تم تدمير مبان وقتل مجموعة من الفلسطينيين العزل.

ولو نظرنا بعقلانية إلى المكاسب والخسائر لوجدنا هناك مكاسب كثيرة لم تكن في الحسبان، خصوصاً أن الكيان الصهيوني لديه ترسانة عسكرية رهيبة، مع جيش يعتبر من الجيوش المتقدمة واقتصاد من أقوى الاقتصادات بالمنطقة، ويحتل المرتبة 16 بين 187 دولة على مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، ومع كل هذا الزهو، خصوصاً في بدايات الحرب والتي وضعت شروطاً عدة منها، استسلام «حماس»، وتحرير الرهائن بالقوة، وتهجير سكان غزة، واحتلال المحاور، وخطة اليوم التالي للحرب، وخطة الجنرالات، وغيرها من أهداف... ولكن أسقطتها المقاومة كلها وأظهرت الكيان أمام العالم بصورته الحقيقية، وكسبت القضية الفلسطينية تعاطف شعوب العالم أجمع، وشاهدنا ذلك خلال المسيرات الداعمة للقضية.

ولعل من أهم الدروس التي يستفاد منها هو أنه لا يمكن أن تعيش وأنت شبعان، بينما جارك يتضور جوعاً، ولا يمكن أن يعيش الكيان الصهيوني بسلام بينما يمتهن كرامة الفلسطينيين ويغتصب أرضهم، ويحاصرهم منذ 18 عاماً ويمنع عنهم أبسط مقومات الحياة، في أكبر سجن عرفه التاريخ في العصر الحديث، ولن يكون هناك سلام من دون أن تتمتع به جميع الدول وبمسطرة دولية واحدة.

الكيان فشل فشلاً ذريعاً في حرب غزة، وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي استقالته من منصبه، تحملاً لمسؤوليته عن فشل الجيش خلال هجوم حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، وفي بيان الاستقالة، كتب هيرتسي هاليفي، لوزير دفاع إسرائيل، كاتس، إنه «في صباح السابع من أكتوبر، فشل الجيش الإسرائيلي في مهمته لحماية مواطني إسرائيل»، وقال: «إن مسؤوليتي عن الفشل الذريع ترافقني كل يوم، ساعة بساعة، وستظل كذلك لبقية حياتي».

من الوضح أننا أمام تحولات كبيرة ستكون في قادم الأيام، وحرب غزة كانت نقطة ارتكاز هذه التحولات، ولعل هذه فرصة حل القضية الفلسطينية بشكل عام للفلسطينيين، والدماء التي سالت تحتم إنهاء الانقسام الحاصل بين قطاع غزة والضفة، ومن الواضح أن هذا العام سيكون مليئاً بالمفاجآت مع الإدارة الأميركية الجديدة، التي ضغطت بقوة لإيقاف الحرب بغزة، ومن الواضح هناك قرارات جديدة، وما قبل حرب غزة بالتأكيد لن يكون كما هو قبله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق