الخميس، 30 يناير 2025

شعب “الجيتو” المنبوذ

 شعب “الجيتو” المنبوذ

د عزالدين الكومي 


يزعم اليهود أنهم شعب الله المختار ، ولكنهم في الحقيقة شعب منبوذ من كل شعوب الأرض قديما وحديثا ، بل يعتقد فريق منهم أنّهم شعب مكروه منبوذ .
ولذلك كان “الجيتو” هو الملاذ الآمن لليهود .
وكلمة «جيتو» تعني : أحياء اليهود التي يعيشون فيها في أوروبا .
وقد أقامت روما أول جيتو لليهود في عام 1516 لإسكان اليهود لرصد تحركاتهم والوقوف على أحوالهم ،وكان الجيتو بمثابة حصن يعيش بداخله اليهود للحفاظ على هويتهم، ودفع خطر الاضطهاد ، فكان اليهودي يرى في حياة الجيتو الأمن والأمان ، فانتشر الجيتو في عدد من البلدان الأوربية في إسبانيا وإيطاليا وأوروبا الشرقية .

 لذلك نجد أنّ كراهية الشعوب الأوروبية لليهود ليست ظاهرة حديثة ، لكنّها  ظاهرة تاريخية قديمة ترجع لعدة قرون .
 ففي العصور الوسطى تعرض اليهود  للعديد من أشكال التمييز ، فكان الأوروبيون يفرضون على اليهود قيوداً في بعض المجالات والمهن ، كحرمانهم من التعليم الجامعي والعمل في قطاعات الحكومة ، ويفرضون عليهم الإقامة في مناطق محدّدة .
ولعل التنافس بين المسيحية واليهودية شكّل اللبنة الأولى لظاهرة معاداة اليهود ، مما أدّى إلى تنافس الديانتين .
ومع إعلان المسيحية معتقداً رسمياً للإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع الميلادي .. لجأت الكنيسة إلى تقييد أنشطة اليهود تدريجياً.
وتعرّض اليهود حتى القرن الـ 16 لعمليات تهجير في دول أوروبية عديدة منها بريطانيا عام 1291، وفرنسا عام 1394، وإسبانيا عام 1492.
ولم يقف الأمر عند حدّ التهجير ، بل قرر مسؤولوا الكنيسة  عام 1215 حظر منح اليهود مناصب ووظائف في المؤسسات الحكومية والجيش ، مشترطين عليهم ارتداء القبعة ووضع الشارة اليهودية.
وفي أواخر القرون الوسطى بدأ المسيحيون ينظرون إلى اليهود على أنهم “خونة” لعيسى عليه السلام ، وغير جديرين بالثقة .
كما انتشر في القرن الـ19 اضطهاد اليهود على نطاق واسع في روسيا وبولندا ، وهما المركزان الرئيسيان للشتات اليهودي.
وارتُكبت مذابح ضد اليهود في الإمبراطورية الروسية، خاصة في عهدي ألكسندر الثالث (1881-1894) ونيكولاس الثاني (1894-1917)، بتشجيع من الحكومة.
وبعد تعرض اليهود للقمع والإذلال، اختار العديد من يهود أوروبا الشرقية الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
ولنا هنا أن نتساءل : ما الذى فعله اليهود في ألمانيا حتى يتعرضوا للإبادة ؟ .
ولكن قبل أن تسأل ما الذى فعله الألمان في حق اليهود عليك أن تسأل قبلها : لماذا حدث هذا؟ والواقع أنّه منذ 1850 سيطر اليهود على المناصب الكبرى في الرايخ الألماني- الرايخ الألماني هو الاسم الرسمي لألمانيا في الفترة من 1871 إلى 1945 ، ويعني باللغة الألمانية الإمبراطورية الألمانية –
بالرغم من أنّهم كانوا أقلية لا تتجاوز 2% من الشعب الألماني.
ولك أن تتخيل أن هذه الأقلية الصغيرة نجحت فى السيطرة على 50% من الإعلام و70% من مناصب القضاة.
وبما أنهم كما وصفهم الله تعالي في كتابه العزيز بصفة الفساد في الأرض فقد نشروا الفساد في ربوع ألمانيا ، قال الله تعالى : {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} الإسراء آية (٤) .
ووصف الفساد من أبرز صفات اللصيقة باليهود في الحاضر والماضي .
فمن خلال سيطرتهم الاقتصادية في ألمانيا  تسببوا فى العديد من الانهيارات الاقتصادية التى لحقت بالبنوك فى الفترة بين 1870 و1920.
وكان نتيجة ذلك أن فقد الملايين من الألمان دخولهم ومدخراتهم بسبب جشع وفساد اليهود.
فضلاً عن نشر ثقافة الانحطاط الخلقي بين الألمان ، فأسسوا أول مسرح للشذوذ الجنسي في برلين فى عشرينيات القرن الماضي، وقدموا أول عرض إباحي فى 1880 و1890 ، كما نشروا الفجور والزنا والدعارة  ودور البغاء وكل أنواع الهوس الجنسي !! .
وكتبوا كتابات تسخر من المسيحية ومن يسوع وغيرها من رموز وقيم المسيحية.
وقد خلقت هذه التصرفات حالة من الغضب والثورة داخل المجتمع الألماني ، واستفاد النازيون من هذا الغضب والثورة.
فلما وصل أدولف هتلر إلى السلطة كان تعداد العاطلين عن العمل قد بلغ ستة ملايين ألماني.
 وقد استطاع هتلر فى سنتين (من 1933 إلى 1935) توظيفهم جميعا. لقد خلق ستة ملايين وظيفة في سنتين، وهذا عمل مذهل. 
ولهذا أراد اليهود تشويه هذا النجاح الذي حققه هتلر ، وقالوا : إنه إذا كان هتلر قد خلق 6 ملايين وظيفة .. فذلك لأنه أحرق 6 ملايين يهودي !!).
وانتصرت دعاية اليهود حتى أصبحت سائدة في كل وسائل الإعلام بأن هناك ستة ملايين يهودي ذهبوا ضحية هتلر ، بينما كان كل عدد اليهود فى ألمانيا أقل من ربع هذا العدد الذى يقولون إن هتلر أحرقه!
تبنّت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فكرة توطين اليهود الباقين على قيد الحياة في فلسطين.
وكما يقول الدكتور“عبدالوهاب المسيري”- رحمه الله – :
“فالكراهية تجاه اليهود في أوروبا كانت الدافع وراء صدور وعود بلفورية من ألمانيا وروسيا وبريطانيا  وليس حباً لليهود وإنما كانت الرغبة في التخلص منهم باعتبارهم شعبا عضويا منبوذا” !! .
وكان معظم الذين يصدرون الوعود البلفورية يهدفون إلى توظيف اليهود في خدمة مشاريعهم وإلى تحويلهم إلى عملاء لهم.
هذا الشعب إذن من أحقر الشعوب وأذلها ، شعب منبوذ من كل شعوب العالم .
ويوم أن طردتهم الدول الأوروبية التي لم تُطِق شرهم استقبلتهم دولة  الخلافة الإسلامية على اعتبار بأنهم بشر تعرضوا للظلم والمهانة ، وعاملتهم معاملة إنسانية كريمة كما أمر الإسلام ، لكنهم ردوا الجميل بأن تآمروا على دولة الخلافة  وأسقطوها ، ولذلك فإن أوروبا حريصة على عدم عودتهم إليها ، لكنهم حتما سيعودون من حيث أتوا منبوذين مكروهين تلعنهم ملائكة الأرض والسماء !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق