فرحة وسرور... غبطة وحبور... غزة الصبور
د. محمد المقاطع
الكيان الصهيوني، وفقاً لكل المعايير ووفقاً للقرارات الدولية وللمنطق الإنساني السليم، كيان استعماري مغتصب، وهو كيان لقيط تم زرعه في قلب العالم العربي النابض، ألا وهو فلسطين!
وهو كيان بُني وفق نظرية عسكرة المجتمع الصهيوني وتدريبه على العنف والقتل وسفك الدماء! ولذا فإن الواهمين ممن يروجون للتعايش سلمياً مع هذا الكيان، عبر اتفاقات سلام وتطبيع للعلاقات، يعيشون وهماً ووهناً حقيقياً، فلن يغيّر الصهاينة سلوكهم، ولن يتحولوا إلى مخلوقات آدمية محبة للبشرية والسلام، ومرجع ذلك هو غاياتهم العدوانية والتوسعية التي تتحكم في تعليمهم وتفكيرهم، وتنعكس في سلوكهم الإجرامي العدواني القائم على العنف والعدوان وسفك الدماء، وهذه هي حقيقتهم وتاريخهم وممارساتهم في كل الدول!
في عام 1992 بمحاضرة لي أمام طلاب جامعة سان دييغو، سألتني إحدى الطالبات: متى تتوقف إراقة الدماء بين العرب والإسرائيليين؟ when bloodshed ends in Palestine، فأجبت بأنه لن يتوقف أبداً ما دام هناك محتل وغاصب لفلسطين، يسعى إلى القضاء على أهل الدولة الأساسيين ويتعمد تطهيرهم عرقياً، وإن خفّت أو وقفت لأسباب محددة زمنياً أو تكتيكياً!
فعقيدة الصهاينة تهيمن عليها تربية العنف والعدوان وسفك الدماء والتطهير للفلسطينيين، ثم للعرب واحتلال بلادهم بتوسع استعماري مبرمج مع الأميركيين والغرب، وهو مضمون نشيدهم العدواني!
فلا مجال في مواجهة هذا الكيان المغتصب، الذي اعتاد نقض العهود والمواثيق بنماذج وأدلة دامغة، سوى القوة ودحره عن أرض فلسطين، وذلك قادم لا محالة طال الزمن أو قصر!
والأمر المخزي والعدواني هو الموقف الأميركي الإجرامي في مشاركة الصهاينة جرائمهم وتبريرها، ودعمها بالسلاح والتكنولوجيا والاستخبارات!
وهو موقف سيرتد عليهم، وستكون له انعكاساته السيئة عليهم، خصوصاً في حقبة ترامب الثانية، التي تصم أذنها وتغمض عينها عن الحقيقة، وتدعم الإجرام الصهيوني! والمضحك حقاً هو التصريحات المتتالية لترامب، بشأن نقل أهل غزة خارج القطاع، وكأنهم قطع من الحديد والحجارة والخشب والأثاث حتى ينقلهم بمزاجه!
وقد جاء الرد العملي والواقعي عليه وإسقاط مشروعه بالعودة البشرية الهادرة التي سطرها أهل شمال غزة بعودتهم إلى الشمال، وقبل ذلك الصمود الأسطوري لأهل غزة ومقاومتهم الثابتة والشامخة، والتي جعلت الصهاينة يجرون ذيول الخيبة ويدب بينهم التنازع الداخلي، ولم يتحقق لهم أي هدف من أهداف حربهم العدوانية والإجرامية على غزة، وستكشف الأيام القادمة فشل كل تلك المؤامرات والمخططات، وستكون العودة الكبرى ليافا وحيفا والقدس قريبة بإذن الله.
ولتكتمل حالة الفرحة والسرور... وغبطة وحبور الثبات والصمود... ولتشرق شمس غزة الصبور على أهلها بغد كله نور وتفاؤل.
لعبة الاستعمار بشعار الأقليات
إن اللعبة المكشوفة لقوى الاستعمار الغربية تحت شعار تمثيل الأقليات في مؤسسات الحكم، هي استراتيجية استعمارية لتفتيت المفتت وفرض هيمنة استعمارية ببناء دولنا العربية بمكونات هشة تزعزع استقرارها وترهن مصيرها بقيود الغرب السامة!
وهو ما خلفوه في العراق بنظام هجين أورث العراق نزعات طائفية وعرقية دمرته! وهو ما تم في اليمن أيضاً! والسودان! وفي السابق بلبنان الذي أدركت مكوناته - اليوم - غرض الغرب، وتعمل بحنكة وذكاء لتجاوز ذلك!
وها هم يحاولون إدخال سورية إلى أتون هذا التفتيت للدولة، وخاب مسعاهم أمام وعي السوريين وحنكتهم في تجاوز ذلك!
لماذا لا تضع أميركا نظاماً يضمن تمثيل كل أقلية فيها بكل مؤسسات الحكم الأميركية! بتمثيل الهنود الحمر والإسبان والمكسيك والعرب والمسلمين والأفارقة والصينيين واليابانيين وأوروبا الشرقية والهنود والباكستانيين والروس وغيرهم!
ومثله في ألمانيا وفرنسا وكل دول أوروبا!
وهم لم يفعلوا ولن يفعلوا ذلك! إذاً فليخرسوا للأبد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق