قراءة في كتاب “لماذا تصمت الحملان؟”
كتاب :لماذا تصمت الحملان ؟
كيف تدمر الديمقراطية النخبوية والنيوليبرالية مجتمعنا وأسس حياتنا"
ترجمة : محمود عبد الله
المؤلف رانير ماوسفيلد، من مواليد 1949، وهو أستاذ ألماني في علم النفس في جامعة كيل. لديه عدة كتب عن علم النفس الإدراكي وعلم الإدراك و تاريخ علم النفس. حظيت بحوثه ومنشوراته منذ عام 2015 حول التلاعب في الإعلام والسياسة وتحويل الديمقراطية التمثيلية إلى الديمقراطية النيوليبرالية النخبة، باهتمام كبير.
يتحدث الكتاب عن موضوع الديمقراطيات والإستراتيجيات والمناهج التي تعيق تحقيقهما.. كونه كتاب يعري مفهوم الديمقراطية الذي تتوهمه النخب السياسية ورؤوس الأموال!
ويتطرق الكتاب إلى ما تخفيه تلك النخب خلف هذا المصطلح “الديمقراطية” الذي ابتدعته لتسيير المجتمعات كما تشاء! فتصل في نهاية المطاف إلى درجة تحقق فيها بنفسها أهدافها بموجب سياسة مبنية على أسس علمية ونفسية.
ويسلط المؤلف الضوء على المعايير المزدوجة، ودور الدعاية الإعلامية، في قلب الحقائق وتشويهها وتزييفها! ويشير إلى انتهاكات حقوق الإنسان تحت مسميات محاربة الإرهاب والتعذيب والقمع لأي حركة تحررية حقيقية تقف في مواجهة أطماع الدول الاستعمارية.
ويسلط المؤلف الضوء على المعايير المزدوجة، ودور الدعاية الإعلامية، في قلب الحقائق وتشويهها وتزييفها! ويشير إلى انتهاكات حقوق الإنسان تحت مسميات محاربة الإرهاب والتعذيب والقمع لأي حركة تحررية حقيقية تقف في مواجهة أطماع الدول الاستعمارية.
قراءة محمد البشير بن طبة
درس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
في هذا الكتاب :
ينتقد راينر ماوسفيلد كيف يتم في ظل النظام النيوليبرالي والديمقراطية النخبوية التلاعب بالرأي العام،
وتفكيك أسس التضامن الاجتماعي والديمقراطية الحقيقية.
أن ما يحدث ليس مجرد أزمة اقتصادية أو سياسية، بل هو هجوم منظم على الوعي الجماعي والخيال السياسي يهدف إلى:



من ديمقراطية تشاركية إلى ديمقراطية نخبوية
في الماضي، كانت الديمقراطية قائمة على مشاركة المواطنين والرقابة الشعبية.
اليوم، تحولت إلى ديمقراطية نخبوية:
النخبة الاقتصادية والسياسية تتحكم بخيارات السياسات.
المواطنون يُتركون كمتفرجين سلبيين.
يرى ماوسفيلد أن جوهر الديمقراطية التمثيلية أصبح:
"تصنيع القبول الشعبي بدل التمثيل الحقيقي للإرادة العامة."
النيوليبرالية: أيديولوجيا السيطرة
النيوليبرالية لا تقتصر على السوق الحر،
بل هي عقيدة سياسية واقتصادية
تهدف لتدمير التضامن الاجتماعي:
خصخصة الخدمات العامة.
إضعاف حقوق العمل.
تسليع كل شيء.
تعزيز اللامساواة.
كيف تتلاعب النيوليبرالية باللغة:
استبدال مفاهيم مثل "العدالة الاجتماعية" بعبارات تقنية مثل "الكفاءة".
تقديم الفقر والبطالة كمسؤولية فردية وليست هيكلية.
آليات إنتاج الطاعة والصمت
لماذا يلوذ الناس بالصمت؟
ثم يشرح أن ذلك يحدث عبر:
ترويض الوعي
التضليل الإعلامي المنهجي.
تبسيط الأخبار حتى تفقد سياقها النقدي.
إشغال الناس بالخوف والقلق والاستهلاك.
الإجهاد النفسي
سياسات التقشف وضغوط العمل تجعل الناس منشغلين بالبقاء اليومي.
استنزاف الطاقة الفكرية والعاطفية يمنعهم من التفكير النقدي.
إلغاء البدائل
تقديم النموذج النيوليبرالي على أنه "الوحيد الممكن".
تشويه سمعة كل محاولة لتصور أنماط اجتماعية جديدة.
دور الإعلام كأداة للهيمنة
الإعلام لا ينقل الحقائق فقط، بل:
يحدد ما يمكن التفكير فيه.
يصنع التوافق الزائف.
يخدم مصالح الشركات الكبرى.

تدمير أسس العيش المشترك
النيوليبرالية لا تقوض الاقتصاد فقط، بل أيضًا:
قيم التضامن.
الشعور بالمسؤولية الجماعية.
الثقة بين الناس.
بهذا، يتم إضعاف الديمقراطية من الداخل وتفتيت القدرة على المقاومة.
إمكانيات المقاومة
رغم هذا التشاؤم، يدعو المؤلف إلى:



"أول خطوة للتحرر هي الوعي بأننا خاضعون للتلاعب."
يقدم ماوسفيلد تحذيرًا قويًا:


لماذا يلوذ الحملان بالصمت؟
هو كتاب صادم يكشف كيف تفرغ الديمقراطية من محتواها حين تتحول إلى مجرد قناع لإخفاء سلطة المال والنخب، ويحذرنا من أن الصمت العام ليس عجزًا طبيعيًا بل نتيجة ترويض وتلاعب واعٍ.
رابط تحميل الكتاب : هـــــــــنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق