نهاية الفكرة الصهيونية
محمد هنيدإن أخطر ما يؤرق العقل الصهيوني العالمي اليوم هو نهاية الفكرة الصهيونية التي تأسس عليها المشروع الاستيطاني في فلسطين.
لكن كيف انتهت الفكرة الصهيونية؟
الفكرة الصهيونية هي نواة المشروع الصهيوني وهي قائمة على مثلث من الأسس والمبادئ أهمها فكرة أرض الميعاد وشعب الله المختار وهي أن الله قد وعد اليهود أرضَ فلسطين.
ثاني هذه المبادئ فكرة الهلوكوست أو المحرقة التي ارتكبتها النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
أما ثالث هذه المبادئ ففكرة معاداة السامية التي تنال من كل من يشكك في الرواية الصهيونية أو ينتقد مجازر الكيان المحتل.
أما أول أسس الفكرة الصهيونية المتعلق بأرض الميعاد وشعب الله المختار فقد أثبتت الدراسات التاريخية والحفريات أن هذه الفكرة لا تعدو أن تكون خرافة توراتية وأكذوبة تلمودية صاغها حاخامات صهيون للتأسيس إلى مشروع استعماري استيطاني لا أساس تاريخي له.
كان لابد للمشروع الصهيوني من إسناء تاريخي عقائدي يجمع المتطرفين من اليهود والمتعصبين من الصهاينة حتى يكتسب الجهد الاستيطاني طابعا عقائديا مقدسا.
تمثل فكرة الهلوكوست أو المحرقة أحد أهم أسس الفكرة الصهيونية إذ تقفز على عشرات الملايين من ضحايا الحرب العالمية الثانية لتركز على اليهود ضحايا النازية دون أن تشير إلى التحالف الذي كان قائما بين الوكالة الصهيونية من جهة وبين النظام النازي من جهة ثانية.
بل إن النظام العالمي يمنع ويقمع كل من تسول له نفسه مجرد مناقشة حادثة المحرقة وأسبابها أو حتى التشكيك في رقم الضحايا بعد أن تمكنت السينما الأميركية من ترسيخ هذه الحادثة في الوعي الجمعي لأجيال بكاملها.أما تهمة معاداة السامية فقد تحولت إلى سيف مسلط على رقبة من يتجرأ على نقد المشروع الصهيوني أو التنديد بجرائم الاحتلال في فلسطين.
من جهة ثانية أثبتت الدراسات الجينية والأبحاث الوراثية أن معظم سكان الكيان المحتل لا يمتون إلى السامية بصلة بل إن أغلبهم من أصول شرق أوروبية لا علاقة لهم بأرض فلسطين ولا بالسامية التي ينحدر منها العرق العربي.
إن وحشية المجازر الصهيونية تؤكد أن المحرقة الوحيدة التي عرفها العالم هي محرقة الشعب الفلسطيني وأنه لا يمكن لمن يدعي المظلومية التاريخية أن يرتكب جرائم بمثل هذه البشاعة والوحشية.
إن هذه الحقائق التي ظهرت للعلن بعد الإبادة الجارية في غزة هي التي عرّت حقيقة الفكرة الصهيونية بما هي فكرة استعمارية استيطانية عنصرية قائمة على الإرهاب والقتل وإبادة أصحاب الأرض تحت قناع أساطير تلمودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق