صفعة الحقيقة للسفير الجاهل: توم باراك ووهم الغطرسة الأمريكية
د عز الدين الكومي
يا لها من مهزلة أن يتجرأ السفير الأمريكي، باراك، على التحدث عن الشرق الأوسط وكأنه عالم بالتاريخ، بينما هو ليس إلا دمية في مسرح السياسة الأمريكية، يردد أكاذيب الاستعمار ويروج لروايات مشوهة عن أمة كانت وستظل منارة الحضارة.
يظن هذا الجاهل، في غطرسته، أنه بإمكانه اختزال منطقة عاشت قرونًا من الوحدة والعزة تحت راية الخلافة الإسلامية إلى مجرد “قبائل وقرى” لا تعرف إلا التشرذم والفوضى!
أي جهل هذا الذي يعمي بصره عن حقائق التاريخ؟ وأي وقاحة تجعله ينكر هوية أمة امتدت جذور حضارتها لأكثر من ألف وأربعمائة عام؟
إن هراء باراك ليس إلا امتدادًا للرواية الاستعمارية التي حاولت تمزيق نسيج الأمة الإسلامية.
بدأت هذه المؤامرة مع سايكس وبيكو، حين جلس الاستعمار البريطاني والفرنسي ليرسما خطوطًا عشوائية على خريطة المنطقة، ظنًا منهما أنهما يستطيعان محو هوية أمة عاشت متحدة تحت ظل الخلافة قروناً.
لكن هيهات! فالخلافة لم تكن مجرد نظام حكم، بل كانت رمزًا لوحدة الأمة، تجمع تحت رايتها العرب والأتراك والأكراد وغيرهم من القوميات، في إطار الإسلام الذي جعل الانتماء إلى الدين هو الأساس، لا القبيلة ولا العرق ولا الجغرافيا.
يقول باراك، في غمرة جهله، إن “الدولة القومية تأتي في المرتبة الأخيرة” في الشرق الأوسط، وكأنه لا يعلم أن هذه الدول القومية لم تكن وليدة إرادة شعوب المنطقة، بل كانت نتاج مؤامرات استعمارية أرادت تفتيت الأمة وإحلال النعرات القبلية والقومية محل الوحدة الإسلامية.
إن الاستعمار الغربي، الذي يمثله باراك وأزلامه، هو من زرع بذور الفرقة، وهو من دعم الانقلابات والفتن لضمان استمرار الهيمنة الغربية.
فمن أين لهذا السفير أن يتحدث عن “وهم السلام” في المنطقة، ودولته هي التي أشعلت الحروب وزرعت الفوضى في العراق وسوريا وليبيا وغيرها؟
إن حديثه عن “القبائل والقرى” محاولة يائسة لتشويه هوية المنطقة وإنكار تاريخها العريق.
ألم يقرأ هذا الجاهل كيف كانت بغداد مركزًا للعلوم والحضارة؟
ألم يسمع بدمشق وإسطنبول وقرطبة، مدنٌ كانت منارات العالم بينما كانت أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى؟
أم أن غطرسته الأمريكية تمنعه من رؤية أي شيء لا يخدم أجندة بلاده الاستعمارية؟ويزيد باراك جهلاً على جهله حين يتحدث عن استحالة الوحدة بين “27 دولة قومية و110 مجموعات إثنية”.
ألم يخبره أحد أن الأمة الإسلامية، في ظل الخلافة، استطاعت أن توحد هذه التنوعات تحت راية واحدة؟ إن الإسلام، الذي يحاول باراك وزمرته تشويهه، هو الذي جعل من العربي والتركي والكردي والفارسي إخوة في العقيدة، يعملون معًا لبناء حضارة تفوقت على كل الحضارات في زمانها.
وإن الخلافة، التي بشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستعود حتماً كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، بسنده إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها. ثم تكون مُلكًا عاضًا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون مُلكًا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”، ثم سكت.
هذا الحديث هو وعد إلهي بأن الخلافة ستعود، لتعيد للأمة ريادتها ووحدتها، رغم أنف الاستعمار وأذنابه.
يا باراك، إن كنت تظن أنك تستطيع بكلماتك المسمومة أن تمحو تاريخ أمة، أو أن تنكر وعد الله سبحانه وتعالى بعودة الخلافة، فأنت واهم.
إن الشرق الأوسط الذي تتحدث عنه ليس مجرد “قبائل وقرى”، بل هو مهد الحضارات، وموطن أمة عصية على الانكسار.
إن محاولاتكم لزرع الفتنة وإحياء النعرات القومية لن تنجح، فالأمة التي تحمل في قلبها عقيدة التوحيد ستنهض من جديد، مستندة إلى وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، بأن الخلافة ستعود على منهاج النبوة، لتجمع شتات الأمة وتعيد لها عزتها وريادتها.
فارجع إلى كتب التاريخ، يا سفير الجهل، وتعلم كيف كانت الأمة الإسلامية تنير العالم بينما كانت بلادك لا تزال في مهدها.
واعلم أن الخلافة التي مزقها الاستعمار الغربي ستعود، كما وعد الله ورسوله، لتصفع غطرسة أمريكا وأذنابها بيد من حديد.
وأما أنت وأمثالك، فستظلون مجرد هوامش في كتاب التاريخ، تنسجون المؤامرات وتحيكون الانقلابات، لكنكم لن تستطيعوا إطفاء نور الله الذي سيظل يضيء طريق الأمة إلى يوم الدين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق