الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

أخرِجوا المشركين من جزيرة العرب

أخرِجوا المشركين من جزيرة العرب
عبد المنعم إسماعيل
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية




ورد في السنة المحمدية قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب». 
رواه البخاري ومسلم. 
وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً». 
أخرجه مسلم (1767).
وجاء عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: آخر ما تكلَّم به النبي صلى الله عليه وسلم: «أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». 
رواه أحمد (3/221) وصححه ابن عبد البر في التمهيد (1/169)، ومحققو المسند، والألباني في السلسلة الصحيحة (1132).

ظن البعض أن هذا الحديث مجرد بلاغ استهلاكي أو توجيه بلا أثر فعلي، كونه في واقع الحياة يجب أن يظهر في واقع أهل الإسلام عامة وأهل الجزيرة العربية خاصة.
إن توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراج المشركين من جزيرة العرب فيه عدة دلالات:
أرض الجزيرة العربية أرض إسلامية ربانية لا يشرع أن يكون فيها دينان لهما راية يتوازيان في القوة والحكم والسيطرة على الأرض.
أرض الجزيرة العربية بشكل عام أرض وقف لله تعالى، ليست ملكاً لأحد يعطيها عطايا لمن يشاء، خاصة الكفار اليهود والصهيونية أو النصارى تحت مزاعم سياسية وهمية.
من خان الشريعة وانقلب على النصوص الشرعية وحاول تمكين اليهود من قواعد عسكرية لتحقيق الأمن حتماً يبوء بالفشل، لتظهر فاعلية الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم.
..
المحافظة على الأخوة الإيمانية وواجب الولاء والنصرة أحد أهم الواجبات بعد الغارة على فلسطين والعراق والشام، وهنا جاءت الحاجة إلى التاريخ والواقع. نجد أن المحافظة على أهل السنة عامة، والأمة السنية المصرية التي تعيش حقيقة الانتماء للإسلام والأمة العربية والإسلامية، هي الممر الآمن لبلاد العرب والمسلمين أمام طوفان الصهيونية الجارف الذي يسعى نحو اقتلاع الشعب الفلسطيني وتحطيم الشعب العراقي وتدمير الأمة اليمنية العظيمة وتسطيح شعوب المال في الخليج، حتى أصبح الغرب يتعامل معهم وكأنهم في احتلال كامل الأوصاف، وما الحكومات التي لديهم إلا كوكيل انتداب بريطاني أو أمريكي عن طريق تحريك كلب اللصوصية الصهيوني إسرائيل لتقتل أو تسرق أو تهدم عقلاً أو تخرب فكراً أو تغير أخلاق شعوب عن طريق ثعالب التغريب وتفكيك المجتمع العربي الشريف بأخلاق الإسلام والعروبة والمروءة والشهامة، التي كانت صانعة لخلق الحياء والعفاف والعطاء والشهامة والنجدة، حتى جاء التغريب لتمرير مخطط تفكيك البنية الأخلاقية للشعوب العربية من خلال شرعنة تيه العصيان والانقلاب على التوحيد والشريعة باسم الترفيه والحرية الكاذبة، والتي هي مقدمة قدوم الاحتلال العسكري عقب تمكين وتمتين الاحتلال الفكري وتغيير طبائع الشعوب لتعيش الهزيمة والانتكاسة باسم الحرية الفكرية المزعومة.

يجب أن تفهم الشعوب العربية أن وحدة المصير بين الأمة العربية السنية خاصة، والإسلامية بشكل عام، كافية وكفيلة ببناء وعي رشيد يجعل الأمة العربية السنية جسداً واحداً، في القلب منه مصر الأمة العظيمة، التي بفضل الله ثم الإسلام والسنة ومحبة الصحابة رضوان الله عليهم وآل البيت الكرام رضي الله عن الجميع، هي أداة العز والتمكين والحراسة للأمة أمام طوفان المغول والصليبيين في الماضي، وأمام طوفان بني صهيون وصفوي إيران في الحاضر.

ترامب ولندن رموز الخيانة:
لن يمنع وجود القواعد الأمريكية في الخليج كلاب الصهيونية من تمرير مخطط التوسع أو البطش الصهيوني، لأن ترامب ولندن يعيشان على عقيدة واحدة، وهي خدمة إسرائيل الكبرى كما يزعم أحفاد اليهود والصهيونية.
الحرب على حماس في قطر جريمة كبرى أظهرت حقيقة التفريط في حقوق الأمة المصرية العظيمة، التي تعاني وتتحمل ضغوط الكيان الإسرائيلي الغاشم الساعي نحو تهجير أهل غزة وتفجير أهل الضفة واحتلال جنوب سوريا والبطش بقطر، وتمرير مشروع اقتصادي مع الخليج تحت سيف البطش الصهيوني. ولا يستطيع أن يقف ضد هذا المخطط سوى رجالات مصر الأمة الذين يعرفون من أين تُهزم إسرائيل، فرجالات مصر وطبيعة العقلية المصرية من الأطفال والنساء والشباب والرجل العادي لا يرى في إسرائيل إلا العدو المحتل، ثقافة فطرية متوارثة لم ولن تزول بفضل الله تعالى.

مصر الأمة العربية السنية والإسلامية هي الممر الآمن للأمة العربية والإسلامية بشكل عام، وهذا يتطلب أموراً:
- كسر حاجز التبعية للغرب وهدم صنم الحماية الغربية للخليج، لأنها في الحقيقة سبوبة ووسيلة ابتزاز لأموال من الخليج خاصة، وفي الحقيقة هم جيوش احتلال وتجسس لصالح إسرائيل الإرهابية المجرمة.

- هدم كيان الطابور الخامس الخادم لفكرة التغريب والباطنية العقدية تحت مزاعم الوسطية والاعتدال الإسلامي، وما هي إلا فكرة الطعن والتشويه لربانية الشريعة وعموم الإصلاح الشامل للأمة العربية والإسلامية.

- دعم وحراسة الفضيلة والبناء المجتمعي للحفاظ على البنية الأخلاقية للمجتمع العربي والإسلامي، عن طريق الضرب بأيدي من حديد على أوكار المخدرات والأفكار الباطنية والتغريبية الكارثية، التي هي الوجه الخبيث والحقيقي للاحتلال الفكري والتدليس العقدي.

- إعلان نزع فتيل النزاع بين الحركة الإسلامية وبين النظم العربية والإسلامية الموجودة، وتوجيه الجهود نحو التوافق لمواجهة خطر الصهيونية والصليبية والصفوية المدمر للجميع. وهذا ليس هدراً لقضية الإصلاح، بل تفعيل الربانية في منهج النصيحة مع منع حالة الصدام والتخوين والتكفير والهدم المتبادل بين الجميع.

- إعلان تفكيك كافة الجماعات الإسلامية والعلمانية داخل الأمة العربية والإسلامية، وذوبانها في كيان الأمة العربية والإسلامية بشكل عام، مع قبول التعاون على البر والتقوى بين عموم الشعوب، استثماراً لحالة التوافق بين المجموعات ولنزع فتيل الانقسام داخل الشعوب، فلا قيادات متعددة أو ولاءات منقسمة، بل شعوب واحدة بقيادة واحدة تحسن إدارة الواقع المعاصر والمستقبل القريب والبعيد.

- إعلان المصالحة الشاملة داخل شعوب الأمة العربية والإسلامية، فلا صراع صفري من أجل رؤية سياسية أو مسألة فقهية أو تصور اجتماعي أو أزمة اقتصادية، بل تعاون على البر والتقوى وتشكيل مرجعية علمية لحل الإشكاليات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية المشتعلة في عقول البعض من أبناء الأمة العربية والإسلامية.

خلاصة الخلاصة:
دعم الدولة المصرية والأمة الشامية وأهل السنة في العراق العظيم وأهل السنة في اليمن، والعمل على تحرير الأحواز العربية وطرد عصابات الشؤم من العراق، واستثمار التفوق العسكري المصري وتحويل مصر إلى دولة نووية موازية لجحيم الصهيونية والصليبية والصفوية العالمية. ومن هنا تأمن شعوب الخليج عامة ويعيش أهل فلسطين على أرضهم، عندما يشعر يهود أن قرار مصر والأمة والأمة العربية والإسلامية السيادي يرفض فكرة الهيمنة وطرد أهل فلسطين من بلادهم المحتلة.

أهل السنة ومصر السنية المقاومة للصليبية العالمية، وكاسرة أنف المغول والخمينية الفاطمية واليهودية العالمية في العاشر من رمضان، هما طريق البقاء الوحيد للأمة العربية والإسلامية فوق كل أرض وتحت كل سماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق