الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

اللواء عبدالحميد عمران لـ«الشعب»: أطالب الفريق السيسى بحقن دماء المصريين وتحقيق الاستقرار والدخول تحت مظلة الشرعية (1)

اللواء عبدالحميد عمران لـ«الشعب»:
 أطالب الفريق السيسى بحقن دماء المصريين وتحقيق الاستقرار والدخول تحت مظلة الشرعية (1)



حوار: مصطفى إبراهيم
>>عقيدة الجيش المصرى لم تتغير.. و«إسرائيل» هى العدو الرئيسى
>>على الإدارة الحالية تدارك الوضع ومنع الانزلاق إلى السيناريو السورى
>>لا وجه لمقارنة دستور 2012 الذى وضعه جهابذة وفقهاء القانون بتعديلات لجنة الخمسين
دعا الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور مهندس «عبد الحميد عمران» إلى العودة لمظلة الشرعية وذلك بطرح (عزل د.مرسى، وتعطيل دستور 2012، وحل مجلس الشورى على الاستفتاء الشعبى، مؤكدا أن ذلك الحل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار وحقن الدماء، وتفريغ الاحتقان الذى يهدد مصر وإنهاء الأوضاع المضطربة التى تعانيها البلاد.
ورفض اللواء «عمران» فى الحلقة الأولى من حواره مع «الشعب» ترشح عسكرى حالى للرئاسة فى الفترة الراهنة، مؤكدا أن ذلك يجهض التجربة الديمقراطية التى تعد أهم مكتسبات ثورة 25يناير، مطالبا قيادات القوات المسلحة المصرية بترك العمل بالسياسة وعدم الانغماس فيها والتفرغ لدورهم الوطنى فى حماية الحدود وحفظ الأمن القومى لمصر.
وحذر من استغلال الدولة العبرية الموقف المرتبك فى المنطقة والسعى لمهاجمة سيناء والاستيلاء عليها وضمها إلى أراضيها التى تتكون فى معظمها -بعد الجزء الذى حصل عليه بموجب قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين- من أراضٍ اجتاحها جيش الدفاع الصهيونى فى مناسبة أو أخرى وعجزت الجيوش العربية عن استرجاعها فأصبحت ملكا خالصا لـ«إسرائيل».
وأعرب الخبير العسكرى عن أمله أن تتدارك السلطة الحالية فى مصر الأمور، لمنع الانزاق للسيناريو السورى، موضحا أن وضع المؤسسة العسكرية فى تعديلات لجنة الخمسين تضع الجيش فوق مؤسسات الدولة وعلى رأس النظام الديمقراطى.
كما رفض المقارنة بين دستور 2012 الذى شارك فى إعداده جهابذة القانون وكبار الفقهاء الدستوريين بتعديلات لجنة الخمسين التى لم تستغرق سوى شهرين فى الصياغة رغم قلة خبراء القانون والدستور ومشاركة بعض قادة جبهة تمرد الذين يعرفهم القاصى والدانى
وإلى نص الحلقة الأولى من الحوار.

*هل تؤيدون ترشح عسكرى لرئاسة الجمهورية أم لا؟
- القضية ليست ترشح عسكرى من عدمه، ولكنها ما هى القاعدة التى يرشح عليها هذا العسكرى، إذا كان هذا العسكرى مغتصبا للسلطة ويريد تأكيد اغتصابه عن طريق ترشح شكلى فهذا لا يجوز،أما إذا كان عسكريا ترك الحياة العسكرية منذ فترة كافية فلا بأس أن يترشح مثله مثل أى مواطن عادى، شريطة ألا يحصل على أى دعم من أى نوع من المؤسسة العسكرية.
* ألهذا السبب رفضتم من قبل ترشح المشير طنطاوى للرئاسة؟
- نعم، لأنه كان مازال فى السلطة وكان سيحصل على دعم القوات المسلحة لو ترشح، ويضاف إلى ذلك أنه قد تجاوز سن العطاء المناسب لرئيس دولة، فالعالم حولنا يديره الشباب، فيما عدا دول العالم المتخلف.
* هل معنى ذلك أنكم ترفضون ترشح أى قيادة عسكرية حالية للرئاسة؟
- نعم، وهذا من أجل صالح الوطن، ومن أجل نجاح التجربة الديمقراطية التى تمثل المنتج الثمين لثورة 25يناير، وقد قلت ذلك فى أثناء إثارة الحديث عن ترشح المشير طنطاوى، وأكدت أن هذا يفقد المؤسسة العسكرية مصداقيتها فى أنها لا تسعى إلى السلطة وغير طامعة فيها.
السيناريو السورى
*أعربتم عن خوفكم من انزلاق مصر إلى السيناريو السورى..فكيف
ترون احتمالية ذلك الآن؟

- انشقاق الجيش السورى لم يحدث منذ الوهلة الأولى وقد نتج عن تراكم ضغط نظام بشار الأسد على الثورة الشعبية السورية؛ مما دفع بعض وحدات الجيش إلى الانضمام إلى الثورة وتأييدها، ومن هنا حدث الانقسام، ولو أن بشار لم يبالغ فى التنكيل بالوطنيين السوريين – كما يحدث عندنا الآن -لما حدث هذا الانشقاق داخل الجيش السورى، ومن الواضح أن الرئيس الذى يفقد عقله ويهدم مدنه ومصانعه ويقتل ثلاثمائة ألف من شعبه هو إنسان فاقد العقل يدافع عن رقبته ومنصبه وبقائه فى السلطة بالدرجة الأولى وبأى ثمن، ولا يدافع عن سوريا ولا الصمود ولا غير ذلك مما يتشدقون به نظام بشار ليل نهار.
وما زلت آمل أن تتدارك الإدارة الحالية فى مصر هذا الموضوع حفاظا على الوطن ومنعا من الانجرار إلى النموذج السورى.
*ماذا تطلب منهم بالضبط؟
- سبق أن طلبت من الفريق أول عبد الفتاح السيسى حقنا لدماء المصريين وتفريغا للاحتقان القائم أن يدخل تحت مظلة الشرعية، بمعنى أن يطرح ما قام به على الاستفتاء الشعبى، وكذلك يطرح على الاستفتاء الشعبى ثلاثة مواضيع أخرى أولها هل يوافق الشعب على عودة الرئيس مرسى أم إجراء انتخابات رئاسية جديدة، وثانيا:هل يوافق الشعب على عودة العمل بدستور 2012، وثالثا هل يوافق الشعب على عودة مجلس الشورى، وأيا كانت نتائج هذه الاستفتاءات الشعبية فإنها ستضع الإدارة الحالية فى موقف شبه شرعى يصعب المزايدة عليه.
*وكيف يكون الوضع إذا تعارض ذلك مع طرح تعديلات الدستور للاستفتاء؟
- ذلك الطرح له الأولوية عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى أجرتها لجنة الخمسين.
تعديلات لجنة الخمسين
*كيف ترون الدستور بعد إجراء التعديلات الأخيرة عليه؟
- لا وجه للمقارنة بين الدستور الذى استغرق إعداده ستة أشهر وشارك فى صياغته مائتان من جهابذة الفقه الدستورى وبين دستور تمت صياغته خلال شهرين ولم يشارك فى صياغته إلا القلة القليلة من الفقهاء الدستوريين، بالإضافة إلى بعض الأعضاء الذين يعرفهم القاصى والدانى.
*فكيف ترون وضع المؤسسة العسكرية فى التعديلات التى أجريت على دستور 2012؟
- رغم أن البعض يتصور أن هذه التعديلات فى صالح القوات المسلحة، إلا أن حقيقة الأمر ليست كذلك،لأن عددا كبيرا من المحللين ويتفق معهم قطاع كبير من الشعب يرون أن هذه التعديلات قصد بها أن تعلو المؤسسة العسكرية على النظام الرئاسى، وهو ما يتعارض مع أسس الديمقراطية.
*هل ترون أن هذه التعديلات ترسخ لما سماه «يزيد صايغ» جمهورية الضباط دولة فوق القانون؟
- فى الحالة المصرية أرى أنها لن تقود لذلك الوضع، لكن لا شك أنها من المحاذير التى يجب الاحتراس منها.
* وما رأيكم فى الكتاب المذكور؟
- كتاب ثرى من شخص متخصص أحسن تحليل المعلومات المتوافرة لديه وأحسن صياغتها للقارئ.
* طالبتم قادة الجيش بالابتعاد عن السياسة وتفويت الفرصة على إسرائيل التى قد تستغل الظروف الحالية وتفكر أو تعمل على غزو سيناء وإعادة احتلالها.. فهل لمستم استجابة ممن ناشدتهم؟
- كلا، هم فى شغل شاغل بالأمور السياسية.
*هل تواصل معكم أحد من هؤلاء القادة للحديث فى هذا الشأن؟
- التواصل يتم مع بعض الأصدقاء وليس بصفة رسمية.
*كيف ترون علاقة الشعب المصرى بالجيش؟
- الشعب المصرى هو الظهير الحامى لجيش الوطن، الذى هو بدوره هو الحامى لأمن الوطن وحدوده، وأدعو الله أن تعود العلاقة بينهما إلى ماكانت عليه بعد تقديم المسئولين عن المذابح المختلفة إلى القضاء.
 عقيدة الجيش 
*هل تتفقون مع تحذيرات العديد من الخبراء من تغير عقيدة الجيش المصرى بعد توجيه الرصاص لصدور المصريين والتهديد بالحرب على غزة؟
- لا يوجد ما يمكن أن نسميه تغير العقيدة القتالية للجيش المصرى، فالذى يحدد العدو الاستراتيجى المحتمل لمصر هو مجلس الدفاع الوطنى، وهذا على قدر علمى لم يتم تغييره أو العبث به، لكن ما نراه الآن على الساحة الداخلية هو محاولة السلطة الحالية إسكات الأصوات المعارضة باستخدام القوة.
*كيف ترون الموقف الأمريكى من السلطة والأوضاع الحالية فى مصر؟
-  من المعروف سياسيا أن أمريكا تقيم علاقاتها مع الطرف الأقوى دائما وسوف يظل هذا الوضع قائما طالما بقى نظام الحكم الحالى فى السلطة، ونذكر أنه فى عهد د.مرسى كانت أمريكا تقف «ولو ظاهريا إلى جانب الرئيس» فى حين أنها – مراعاة لأمن إسرائيل تفضل سقوطه، وهى الآن تؤيد الحكم الحالى ولا شك أن موقف واشنطن سيتغير وفقا لمصالحها.
* فلماذا لم تصف ماحدث بالانقلاب؟
- لأن القانون الأمريكى يحتم عليها عدم تقديم معونات لأى دولة تحكم بانقلاب عسكرى، وبالتالى هى راوغت، وفى النهاية قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن أمريكا ليست مجبرة على تسمية ماحدث فى مصر.
* وماذا تقولون عن اتهام الإخوان والتيار الإسلامى بالعمالة لأمريكا وإنهم يدفعون واشنطن لمحاربة وغزو مصروالتضييق عليها عسكريا؟
- هذا كلام مثير للسخرية والضحك،ولا يصدقه عاقل، فكيف لأمريكا أن توالى نظاما يعادى الكيان الصهيونى.
* ماذا تقولون عن خطوة التقارب المصرى الروسى؟
- لا يوجد تقارب مصرى روسى رغم زيارة وزير الدفاع الروسى لمصر، وهى فقاعة هواء، وفى دهاليز السياسة الدولية لا يتم الحكم على الأمور بما يقال بأغراض المناورة، ولكن يتم الحكم بالنتائج الحقيقية المترتبة على أرض الواقع، ولا أستبعد أن يكون الوزير الروسى جاء لمصر على أمل الحصول على جزء من الكعكة، لكن الحكومة المصرية لا تستطيع إغضاب أمريكا وتقوم بإعطائه هذا الجزء من الكعكة.
قانون منع التظاهر
*ما رأيكم فى قانون التظاهر؟
- أرى أن التسمية الصحيحة له هى قانون منع التظاهر وليس قانون التظاهر وهو معاد لأى رأى مخالف لتوجه الحكومة.
*لماذا يؤيد معظم القادة العسكريين المحالين للتقاعد كل أو معظم الخطوات التى حدثت بعد 3يوليو؟
- الضباط بطبعهم لا يقبلون الانقياد للسلطة المدنية وهذا طبقا لتكوينهم وتركيبتهم النفسية، وزاد من ذلك كم الفوضى والتسيب الذى حدث فى بدايات عصر الدكتور مرسى فأقنعتهم أكثر بأن المدنيين لا يصلحون للحكم، وأنا ضد هذا الرأى الذى يتسم بالسطحية لأن ثورة 25يناير أعظم منتجاتها الديمقراطية والحكم المدنى، كما أن العالم المتقدم تأكد له عدم جواز حكم العسكريين للدولة والأفضل تفرغهم لعملهم فى الدفاع عن الوطن.
*ذكرتم أن الدكتور مرسى كان ينوى إقالة عدد كبير من قادة الشرطة وإحالة قضاة تخطوا سن الستين للمعاش..هل نما إلى علمكم أن د.مرسى كان سيفعل الأمر ذاته مع قادة فى المؤسسة العسكرية؟
- هذه المعلومة استقيتها من حديث الأستاذ محمد حسنين هيكل مع مذيعة قناة سى بى سى، وكان طبقا لكلماته محددا لها تاريخ 10أغسطس لتنفيذ تلك الخطوات،لكن لم يذكر هيكل ولم يكن هناك داع لأن يضيف القوات المسلحة لسبب بسيط هو أن القوات المسلحة بناء نظيف، وأخطاؤها ليست أخطاء خلقية ولا سلطوية بقدر ما هى أخطاء عن طاعة أوامر خاطئة من القادة.
*هل توافقون على مبدأ قيام كل مؤسسة بتطهير نفسها بنفسها؟
- هذا غير عملى، فكيف يطهر اللصوص أنفسهم وأصحاب المزايا لا يتنازلون عن مزاياهم وهذا ما كان ينتويه الدكتور مرسى، الذى تأخر كثيرا ولولا هذا التأخر لما صرنا إلى ما نحن فيه الآن.
والرئيس مرسى أعلن فى إحدى خطبه عن ضبط مواطن فى السويس يخفى 54 مليون لتر سولار بالقرب من ميناء الأدبية، وفى الإسكندرية قرب الماكس مواطن آخر يخفى 175مليون لتر سولار، وقد ناشدت الدكتور مرسى بإعدام المسئولين عن هذه السرقات تنفيذا لقوله تعالى«إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض»،  وقد ناشدته أن أقوم أنا بتنفيذ هذا الحكم إذا كان لا يريد أن ينوى إعدام أحد، لكنه كان يرفض أن تلوث يده بالدماء، فطلبت منه أن ينفذ الحد الأدنى وهو النفى فى سجن، وقد سبق أن أوضحت أن د. مرسى كان يقيده حاجزان يمنعانه من التصرفات العنيفة أو الاستثنائية والضرب على يد الفاسدين، أول هذين الحاجزين هو عدم رغبته فى اتخاذ اى إجراء استثنائى لا يتفق مع صحيح القانون رغم توليه منصب الرئاسة، ولكى لا تكون سنة سيئة يسير عليها من يخلفه فى المنصب، والثانى هو أنه كان يخشى بشدة من الدماء ولا يريد أن يقع فى مأزق إهدار دم برىء مهما كان ضعف احتمالية براءته.
تسريب الفيديوهات
*كيف تفسرون خروج تسريبات لفيديوهات لبعض القادة العسكريين من داخل مقرات المؤسسة العسكرية ؟
-  بالنسبة لما يتسرب من داخل مقرات القوات المسلحة فيجب أن يكون مفهوما أن الأشرطة المسجلة يتم تداولها من خلال عدة أفراد ويمكن لأى منهم الحصول على نسخة من هذه التسجيلات وتصل لأى أحد بهذه الوسيلة.
 وقد دأبت أجهزة الأمن فى جميع دول العالم على تسجيل مقابلات وأحاديث المسئولين جميعا بما فيهم رؤساء الدول، وذلك بخلاف التسجيلات الخاصة التى تتم بواسطة طاقم الرئاسة، كما تحتفظ أجهزة الأمن بتسجيلات لجميع المسئولين المحتملين للترشح لمناصب حساسة أو سيادية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق