الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

الأزهر يتفجع ويتوجع


الأزهر يتفجع ويتوجع

الأزهر الشريف ضمير الأمة وإمام العالمين ، وأمان الجماعة والدولة لايزال يتوجع مما ينزل بأبنائه وبناته الطلاب والطالبات فضلا عن مانزل وينزل بعلمائه الأبرار، حيث إنهم وهم الأئمة قد صاروا غرضا للرصاص القاتل وغيره من أسلحة القتل وادوات القمع

بغير حق وعلي غير هدى،قد استبيحت عرصاته فوطئت بغير توقير ولا نكير بأحذية المغيريين والمعتدين بعد ان استبيحت أعراض بناته وأريقت دماء بعض أبنائه لا لشيء إلا لأنهم كان لهم رأي خالف مايراه الانقلابيون ومواقف مشروعة لم ترق لأصحاب السلطان الغاصبين ، الأمر الذي من شأنه أن يهدد مسيرته ويعطل رسالته ،هذه الرسالة التي لايصلح لها غيرهم ، ولاتستقيم أمر لحياة بدونها ، ومع هذا لا يزال الكثير من أبنائه رهن القضاء الجائر والبطش الفاجر ، وساحاته ميدان الآن للحرق والتحريق ،وإسالة الدماء المعصومة النازفة آناء الليل وأطراف النهار ،يحتسب ذلك كله عند الله تعالي في سبيل عتق رقبة الأمة كلها من سطوة وسلطان الجائرين



إن الطلبة حتي الآن لايزالون مستهدفين بأبشع الأسلحة التي لاتصلح لغير عتاة المجرمين، والدراسة فيه لاتزال مهددة –على ماجاء في شهادة الكثير من أساتذته اليوم على بعض الفضائيات ،ومنازل طلبته من بنين وبنات في مدنه الجامعية صارت غرضا ثابتا للشرطة بأنواعها، وأشكالها، وهم خير أبناء مصر بل والأمة ،وخير بناتها كذلك، لأنهم حملة شرعه، وورثة كتابه، ومالم يراجع المسؤلون على جميع مستوياتهم أمرهم وموقفهم نحو الأزهر الشريف وأبنائه الذين هان عليهم أمره وأمرهم، ورخص عندهم حقه وقدرهم، هذا الحق العظيم الذي يعرفه له العالمون غيرهم؛مالم يراجعوا موقفهم من جرائمهم تلك فلا رجاء في خيرٍ قريب، ولا طمع في أمانٍ ولو كان بعيدا، ذلك أن الأزهر بأبنائه المستهدفين من شرطة الدولة وعساكرها، وعلمائه المستهان بهم عندهم وعند غيرهم ممن هانوا على الله بسبب جرائمهم ووفرة خطاياهم ،هذا الأزهر هو رائد الأمة كلها، وإمامها الحق في كل مكرمة ونائبة، وهو الوريث الشرعي لخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، واسترخاص حقه علي النحو الذائع الآن هو استهانة بالدين كله ،و هو شهادة حقٍّ في حقِّ كل معتد أثيم ، باغٍ، ظالمٍ، فاجرٍ، معتدٍ، أثيم، قد بلغ المنتهى في فجوره؛ فاستحق على ذلك بسنة الله تعالى بقاء الخيبة ودوامها فيه وفي ذريته؛ لقول الله جل جلاله فيه وفي أمثاله الذين سبقوه إلى موارد الهلكة ( وقد ْ خَابَ مَنِ افْتَرَى)(طـه: من الآية61) ، خاب خيبة على وجه الإطلاق ،وعلى جميع الأوجه ، وفي جميع المجالات، ذلك أن التحذير من مغبات تلك الجرائم جرائم الافتراء- كان قاسما مشتركا بين الأمم كلها ،وبه نزلت الكتب قبل كتابنا الذي هو القرآن الكريم حيث قال تعالى في حق اليهود (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طـه:61) يسحتكم فيأخذكم أخذا ماحقا، ونظن أن معالم نُذُرِه قد لاحت لكل ذي بصيرة أو بصر صحيح في الآفاق، كما قال تعالى في سورة العنكبوت ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ) (العنكبوت:68) فقرن تعالى جريمة الافتراء بجريمة الكفر الماحقة الساحقة، فلا عذر لمعتذر بعد ذلك بجهالة لهذا الحكم أو ضعف أمام أمرٍ يخالف شرع الله وأمره، وتسترخص فيه أعراض الأمة وكرامة علمائها

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:٦٣)

صدر عن جبهة علماء الأزهر الشريف عشاء الخامس من صفر 1435هـ الموافق 9 من ديسمبر 2013م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق