السبت، 9 أغسطس 2014

أوضاع اللاجئين في غزة وجهود إيوائهم

غزة تنتصر
أوضاع اللاجئين في غزة وجهود إيوائهم 



ما زالت آلاف الأسر الفلسطينية في غزة تكتوي بنيران التشرد وفقدان البيت والمسكن عقب الحرب الإسرائيلية التي دمرت كل شيء، ولم يتبق لهذه الأسر سوى مراكز اللجوء والمستشفيات والشوارع في بعض الأحيان.

ودمرت الغارات الإسرائيلية 5510 وحدات سكنية دمارا كاملا، و30920 دمارا جزئيا، وهو ما حول نصف مليون شخص إلى لاجئين دمرت بيوتهم وسكنوا المدارس والمساجد، رغم أن 150 مدرسة و60 مسجدا تعرضت للقصف.

ولتوضيح الجهود المبذولة لمساعدة هؤلاء اللاجئين، قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة لحلقة الجمعة 8/8/2014 من برنامج "غزة تنتصر" إن 221 ألف مواطن يقيمون في مدارس أونروا موزعين على 90 مدرسة، ولكن هناك قطاعات أخرى من الأسر التي لا تملك بيتا ولا مأوى وغير مسجلين لدى أي جهة حتى تقوم بمساعدتهم، مؤكدا أن جلب المياه والخبز للمدارس يعد جهدا يوميا مضنيا لموظفي الوكالة التي تعتني بالموجودين داخل المدارس والمسجلين فقط.

ووعد أبو حسنة أن يبحث وضع هؤلاء لأنهم يعدون نازحين أيضا، وهناك الألاف حول مستشفى الشفاء لم يتلقوا غذاء ولا مساعدة.

واعترف أبو حسنة بصعوبة تقديم الخدمة المناسبة لكل هؤلاء اللاجئين، لأن أعدادهم تفوق مقدرة أونروا، وأكد أن هذا العمل يعد الأضخم في تاريخ الوكالة منذ إنشائها عام 1948، ودعا المواطنين إلى التعاون مع الوكالة حتى تستطيع القيام بدورها.
"دمرت الغارات الإسرائيلية 5510 وحدات سكنية دمارا كاملا، و30920 وحدة دمارا جزئيا "
الحل العاجل

من ناحيته قال مسؤول وحدة البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان سمير زقوت إن التهجير القسري يعد جريمة بحد ذاته، وأضاف أن الوضع يستدعي تقديم المساعدة بشكل عاجل، واتهم المجتمع الدولي والدول العربية بالتواطؤ ضد غزة، لأنهم سمحوا بتدهور الأوضاع الإنسانية لأهلها.

وأكد أن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية مطالبة بإيجاد حل عاجل لإيواء هؤلاء اللاجئين في أماكن غير المدارس، ويجب على الحكومة والمؤسسات الدولية فتح مخيمات مؤقتة لأن فترة إعادة الإعمار قد تطول.

وعن الدور الحكومي قال رئيس وحدة الطوارئ في وزارة الشؤون الاجتماعية رياض البيطار إن الحكومة على استعداد لفتح المدارس لاستقبال القاطنين في مستشفى الشفاء الذي يعد مكانا للعلاج وليس مركزا للإيواء، وأضاف أن الوزارة فتحت حوالي 12 مدرسة حكومية، ووصل عدد كبير من اللاجئين لهذه المدارس، وأبدى الاستعداد لفتح مدارس إضافية، ولكنه أشار إلى خوف البعض من تجدد القصف الذي جعلهم يفضلون البقاء بالمستشفى بحثا عن الأمن.

وضع مأساوي
ومن أحد مراكز الإيواء وصفت المراسلة وجد وقفي الوضع الإنساني بـ"الصعب جدا"، إذ أكدت أن المدرسة بها ازدحام غير معقول والغرف لا تكفي لاستقبال كل أعداد اللاجئين، وقالت إحدى اللاجئات إنهم يعيشون على هذا الوضع منذ رمضان، وإن بيوتهم تحولت إلى كومة من الركام، وأوضح أحد المواطنين أن كل المنازل والمساجد بحي الشجاعية دمرت بالكامل وأن هناك شحا شديدا في الأكل والشرب، إضافة لقطع الكهرباء والماء.

وتمنت إحدى اللاجئات الموت لأبنائها بدلا من تعرضهم لما وصفته بالعذاب والمعاناة التي واجهوها بعد تدمير منزلهم والأوضاع التي وصفتها بـ"المأساوية" التي يعيشونها في المدرسة.

وتحولت المتنزهات العامة قرب مركز الشفاء الطبي إلى منازل يسكنها اللاجئون الذين نصبوا خيامهم بعد أن دمرت بيوتهم في حي الشجاعية، وقال أحد اللاجئين إنهم هربوا بملابسهم فقط وتحصلوا على هذه الخيمة المؤقتة من أهل الخير، وأكدت إحدى النساء الحوامل أن حياتهم صارت عذابا، ولم يتلقوا مساعدة من أي جهة حتى الآن، وكل ما يطلبونه بيت يؤويهم ويقيهم الحر والبرد والمطر.

وقالت الطفلة دينا -المقيمة مع أهلها بخيمة- إن القصف جعلنا نبكي ونختبئ، وهربنا من منزلنا دون أن نحمل معنا ملابسنا ولا ممتلكاتنا. وعبرت لاجئة أخرى عن خوفها لأن إسرائيل تهادن غزة لمدة عامين ثم تعود لتقصفها مجددا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق