ذهب المالكي وبقي مالكوه!!
أخيراً.. غادر طاغية العراق نور المالكي كرسي السلطة المطلقة راغماً صاغراً، وما كاد أن يغادر.. ولو كان قراره في يده لأغرق العراق بمزيد من الدم والتدمير ليواصل تشبثه بسلطة ما كان ليحلم بها يوم أن كان يبيع ملابس نسائية مستعملة في ضاحية السيدة زينب بالقرب من دمشق، حيث يفد ملايين المغفلين من الرافضة إلى ما يدَّعون أنه مقام زينب بنت علي بن أبي طالب ليتبركوا بقبرها المزعوم!!
أجل!!رحل المالكي غير مأسوف على فراقه، بل مكروهاً من أهل السنة والكرد وقسم من الشيعة!!
انقلع المالكي بعد أن قدم الدليل الدامغ على حقيقة يعلمها الجميع عنه، وهي أنه مجرد أداة رخيصة في يد التحالف الصليبي الصفوي الذي جاء به إلى مقعد السلطة فجأة قبل ثمانية أعوام عجاف، عاث فيها في الأرض فساداً وأهلك الحرث والنسل، ونهب ثروات العراق الأسطورية..
فبعد ساعات من وعيده باستعمال فرق الموت التابعة له للاستمرار في اغتصاب الحكم، اضطر أن يلعق لعابه من على الأرض، عندما تخلى عنه سيداه أو مالكاه:أوباما وخامنئي!!
لم ينقلع الطاغية إلا بعد أن كشف المستور من خبايا سيديه، اللذين لم يحزما أمرهما ويتخليا عنه إلا في الساعات الأخيرة، تحت وطأة شعورهم بأن زمام الأمور سيفلت من أيديهم فالثوار حققوا نتائج باهرة ، وأصبحوا على اسوار بغداد، فقد اتسع الخرق على الراقع.. وباتت الأمور مفتوحة على أسوأ الاحتمالات بالنسبة إلى الاحتلالين..
سيلاحظ كل متابع حصيف أن القوم تمسكوا بصبيهم طويلاً على غير عادتهم مع عملائهم إذ إنهم يتخلصون منهم فور انتهاء الحاجة إلى خدماتهم.. فهل يشعر الأمريكيون والمجوس الجدد بأن المالكي "عملة نادرة"، وأن من العسير تعويضه بعميل يمتلك "المواهب " ذاتها؟
أليس "طابور" الخونة المتلهفين للخدمة كبيراً ويمكن الانتقاء منه بيسر؟
إن مستوى الولاء الذي قدمه المالكي يجعل سادته قلقين ومتخوفين من صعوبة العثور على من يملك ذاك المعدل من الخبث والخيانة.
هو يشبه تماماً حالة قرينه وشريكه في الإجرام:بشار الذي نوى الأمريكيون التخلي عنه وبحثوا في صفوف عملائهم المسجلين عن بديل، لكن اليهود أقنعوهم بأن العثور على خونة من مسطرة عائلة الأسد بوفائها المطلق لسادتها صعب ومتعذر فتخلى البيت الأبيض عن رغبته..
إن التخلص من فظاعة المالكي مهم وحيوي لكنه ليس كافياً، لأن المسيطرين على القرار العراقي حتى اللحظة هم أنفسهم أركان الحلف الصليبي الصفوي..
والشخص الذي اختاروه ليخلف المالكي ينتمي إلى المستنقع الآسن نفسه، من حيث التبعية العمياء لطهران وواشنطن، ومن حيث الحقد الطائفي الإجرامي، والسجل الدموي الوحشي في رعاية فرق الموت..
ومن نسي ينبغي لنا تذكيره بكيفة تسليط المالكي سنة 2006م من الحلف نفسه، مع أن كتلة إياد علاوي هي التي فازت في الانتخابات. وليذكر الجميع اتفاق أربيل الذي أبرمه الأمريكان يومئذ لتمرير ما فرضوه، إذ لم ينفذ أي بند من الاتفاق المذكور باستثناء تسليم العميل نور المالكي مقاليد العراق كافة..
إن على الثوار العراقيين الأحرار ألا ينخدعوا بإبعاد المجرم المالكي، فهو أداة لا أكثر.. وخليفته أداة كذلك..
ولأن المؤمن لا يُلْدّغُ من جحر مرتين، فلا يليق بأهل السنة والجماعة أن يصدقوا تجار السياسة المنحدرين من عائلات سنية مرة أخرى..
فقد دفع المسلمون في بلاد الرافدين ثمناً باهظاً نتيجة تصديق قسم منهم مخاتلات هؤلاء التجار، الذين خانوا دينهم وأهلهم وارتضوا أن يقوموا بدور شهود الزور، في مقابل مكاسب بخسة لأنها شخصية رخيصة.. ولذلك لوحق هؤلاء بعد انتهاء الحاجة إلى ديكورهم فإذا بنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مطارد بتهمة الإرهاب!!
إنها فرصة أهل التوحيد لفرض شروطهم من موقع القوة، فالأوراق في أيديهم أقوى من غطرسة عدوهم، وذلك يحدث للمرة الأولى منذ الغزو سنة 2003م!!
ونحن نحذِّر أشقاءنا هناك من عواقب القبول تحت أي ظرف بأقل من تحقق الشعارات التي رفعها المتظاهرون في المحافظات الست الثائرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق