الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

مترجم: خطة غزة الكبرى .. هل تخطط إسرائيل لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء؟

مترجم: خطة غزة الكبرى ..

هل تخطط إسرائيل لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء؟


يتساءل المحللون والمراقبون عن النوايا الإسرائيلية بشأن قطاع غزة. لكن المؤشرات تبين أن لدى واشنطن وتل أبيب خطة بشأن غزة بدأت ملامحها في الظهور.
إن قطاع غزة شديد الازدحام والمحاصر منذ ثماني سنوات، والذي يعاني شحًا في الموارد وبنية تحتية مدمرة بفعل الحروب الإسرائيلية المتكررة عليه، يبدو مثل برميل بارود ضخم على شفا الانفجار.

ستواجه إسرائيل إن عاجلاً أو آجلاً تمردًا في غزة، فكيف تخطط إسرائيل لذلك؟ تشير تقارير في الإعلام العربي والإعلام الإسرائيلي بأن مصر ربما تكون محور الخطط الرامية لحل مشكلة إسرائيل. فقد زعم الإعلام الإسرائيلي بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عرض على القيادة الفلسطينية التخلي عن مساحة 1600 كيلومترًا مربعًا من سيناء يتم إلحاقها بغزة، بما سيوسع حدود القطاع الخمسة.

خطة غزة الكبرى

وفقًا للتقارير الإعلامية، ستكون تلك الأراضي (التي ستعرف باسم غزة الكبرى) منزوعة السلاح، حيث سيجري تخصيصها لعودة اللاجئين الفلسطينيين من الشتات. وستخضع مدن الضفة الغربية لحكم مستقل تحت سلطة محمود عباس، في مقابل تخليه عن إقامة دولة في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية.

إلا أن الخطة التي تقضي بانتقال عدد كبير من الفلسطينيين إلى خارج الحدود التاريخية لفلسطين وصفت بأنها مفبركة ولا أساس لها من قبل المسؤولين المصريين والفلسطينيين.

ورغم نفي الطيب عبد الرحيم – المتحدث باسم عباس – مزاعم إسرائيل متهمًا إياها بمحاولة تدمير الوحدة الفلسطينية، إلا أنه أدلى بادعاء مفاجئ: الرئيس المعزول محمد مرسي عرض خطة مشابهة.

الاستراتيجيات الصهيونية
لطالما فكر الصهاينة في إنشاء دولة فلسطينية خارج الحدود التاريخية لفلسطين – سواءً في الأردن أو سيناء – إلا أن اليمين الإسرائيلي فضل خيار سيناء. وقد زاد الدعم لهذه الخطة في أعقاب خطة فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005 وفوز حماس في الانتخابات التشريعية بعدها بعام. وقد أصبحت الفكرة محور مؤتمر هيرزليا لعام 2004 وهو اجتماع سنوي للنخب السياسية والأمنية والأكاديمية في إسرائيل.

كما تحمس أوزي أراد – مؤسس المؤتمر ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو لفترة طويلة – للفكرة. حيث عرض حصول الفلسطينيين على جزء من سيناء، بينما ستحصل إسرائيل على معظم الضفة الغربية، وستحصل مصر على طريق بري يصلها بالأردن عبر النقب.
هل عرض مرسي التخلي عن سيناء؟

بالنظر إلى أن الخيار الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء مرفوض من كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، فلماذا يدعم مرسي مثل هذا المقترح؟ ولماذا يعرض التخلي عن جزء من أرضه لإرضاء إسرائيل، في مقابل تقويض مصداقيته داخليًا، في الوقت الذي يقاتل فيه للنجاة سياسيًا على جبهات عدة؟

ثمة احتمال يقول بأن مكتب محمود عباس قد اختلق القصة لدعم السيسي في مواجهة الإخوان المسلمين. إلا أن بعضًا من المصريين والفلسطينيين صدقوا هذا الادعاء. ولكن لماذا يختلق عباس قصة قد تنقلب ضده وتظهره ألعوبة في يد مصر وأمريكا وإسرائيل؟

يقول الكاتب أن ثمة احتمالين آخرين يقترحان بأن قصة التخلي عن سيناء لها الكثير من الخفايا.
الأول يتعلق بتصريحات لعباس قبل وقت قصير من كشف الإعلام الإسرائيلي عن العرض. أشار عباس في لقائه مع مناصرين لحركة فتح إلى أن فكرة إقامة دولة فلسطينية في سيناء لا تزال تلقى اهتمامًا لدى المسؤولين المصريين.

فقد نُقل عن عباس قوله “إن مسؤولاً بارزًا في مصر أخبره (بأنه يجب إيجاد ملجأ للفلسطينيين ونحن لدينا كل هذه الأرض المفتوحة). لقد قيل لي هذا شخصيًا، ولكن من غير المنطقي حل المشكلة على حساب مصر، لن نقبل بذلك”.

ماذا عن مبارك؟

ظهر تلميح ثانٍ منشور بالإنجليزية على موقع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية المقربة من آل سعود. زعمت الصحيفة أنه في آخر عهده، تعرض مبارك لضغط مكثف من قبل أمريكا للتخلي عن أراض من سيناء للمساهمة في إنشاء دولة للفلسطينيين. نقل المقال معلومات عن مسؤول سابق في إدارة مبارك – لم يسمه – بأن الضغوط بدأت على مصر في 2007.

نقل المصدر عن مبارك قوله “نحن نقاوم ضغوطًا إسرائيلية وأمريكية. ثمة ضغوط علينا لفتح معبر رفح للفلسطينيين وضمان حرية الإقامة لهم وخاصة في سيناء. وخلال عام أو اثنين، سيتم تدويل قضية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سيناء”.
بعض أجزاء الأحجية


يمكن تفنيد كل المزاعم السابقة. إن تقرير صحيفة الشرق الأوسط ينقل عن مصدر مجهول وقد يكون من مصلحة السعودية الترويج للقصة. وبالمثل، قد يكون هذا من مصلحة إسرائيل. ولكن بالنظر إلى أن عباس هو من كشف عن جانب مهم من العرض، فعلى الأرجح أن تلك التقارير مبنية على أنباء واقعية نوعًا ما.

يقول الكاتب إن ثمة شك بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هي من وضع خطة سيناء وتدفع باتجاهها بقوة. كما يبدو أنه تم التعجيل بعرض الخطة بعد سيطرة حماس على قطاع غزة.

ترى إسرائيل في الخطة فرصة لتقويض حملة عباس في الأمم المتحدة الرامية للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وهو ما تعارضه إسرائيل وأمريكا بشدة.

وما يصعب معرفته، هو ما إذا كانت مصر قد ردت بإيجابية على حملة كهذه أم لا. يوضح محلل مصري الرد المتوقع من السيسي وجنرالاته بالقول: “تحاول مصر بلا هوادة إبقاء الوضع في غزة على ما هو عليه. حيث يجري تدمير الأنفاق وهناك مخطط لإقامة منطقة عازلة. فجذب المزيد من العناصر العدائية نحو مصر ستكون خطوة متهورة وخطيرة”. فما النفوذ الذي تمتلكه إسرائيل وأمريكا على مصر لإقناعها بتجاوز مخاوفها نحو أمنها القومي؟
البدء بتنفيذ الخطة


بعيدًا عن حجم المساعدات العسكرية الكبير الذي تتلقاه مصر سنويًا من واشنطن، تزداد الضغوط على القاهرة بسبب نقص الوقود، بما ينذر باندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات في الشارع. اكتشفت إسرائيل كميات كبيرة من الغاز عند سواحلها، وأبدت استعدادها لتصديره إلى الجيران، وتشير تقارير إلى أن مفاوضات التصدير بلغت مراحل متقدمة مع مصر.

أخيرًا، أكد عباس معارضته لمثل هذه الصفقة، فكيف ستعمل إسرائيل على إقناعه بالعدول عن رأيه؟ تشير احتمالية مثيرة للجدل بأن إسرائيل قد تلجأ إلى زيادة الخناق على الفلسطينيين وخاصة في غزة.

ومن الملاحظ أن هجمات إسرائيل المتكررة على غزة قد بدأت بعد مدة قصيرة من بدء إسرائيل وأمريكا بممارسة الضغوط على مبارك للتخلي عن غزة، وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط. كما أن تلك الهجمات المتكررة قد تدفع بالقاهرة إلى عرض التخلي عن قطعة من سيناء إلى الفلسطينيين بوصفها حاجة إنسانية ملحة.

ختامًا، قد يكون من الصعب حاليًا تأكيد وجود مثل تلك الفكرة، ولكن علينا أن نبقيها في اعتبارنا حتى ندرك الأحداث المفاجئة في المنطقة في السنوات المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق