الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

حادثة الرياض وحقيقة الوجود العسكري الأمريكي في السعودية

حادثة الرياض وحقيقة الوجود العسكري الأمريكي في السعودية

حادثة مقتل موظف شركة "فينيل ارابيا" ليست الأولى من نوعها، والشركة توظف مئات الأمنيين الأمريكيين لتدريب الحرس السعودي وللقيام بمختلف الوظائف الأمنية داخل المملكة العربية السعودية وفي كل أرجائها


أكدت وزارة الداخلية السعودية أن شخصًا أمريكيًا قُتل وأُصيب آخر في حادث إطلاق نار في العاصمة الرياض ظهر أمس، الثلاثاء، حيث قالت الوزارة إن المتهم الأساسي في الحادثة اسمه "عبد العزيز فهد عبد العزيز الراشد" ويحمل الجنسية السعودية والأمريكية.

وفي المقابل قالت السفارة السعودية في أمريكا إن عبد العزيز كان يعمل في الشركة ذاتها التي يعمل فيها الأمريكيون الذي تعرضوا للهجوم، وأضافت أنه سُرح من وظيفته في الشركة قبل أيام لـ "أسباب لها صلة بالمخدرات"، في حين قال مسئول بوزارة الخارجية إن الأمريكيان اللذان تعرضا لإطلاق النار كانا يعملان ضمن شركة "فينيل أرابيا"، وهي شركة أمنية متعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية لمساعدة الحرس الوطني السعودي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية "جنيفر بساكي" إن السفارة الأمريكية عززت إجراءاتها الأمنية في المملكة، مؤكدة أن شركة "فينيل ارابيا" تعمل في إطار "برامج عسكرية للحرس الوطني السعودي" في الرياض.

وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بعد وقوع الحادث، قالت الصحيفة إن شركة "فينيل ارابيا" تتبع لشركة "نورثروب جرومان" ومقرها ولاية فرجينيا، وهي شركة دفاع أمنية عملاقة، منوهة إلى أن فينيل العربية تعمل مع الجيش الأمريكي بموجب عقد طويل الأمد، لتوفير خدمات التدريب للحرس الوطني السعودي، وإلى وجود 300 مواطن أمريكي من أصل 800 موظف يعملون في الشركة في السعودية.

وأشارت الغارديان إلى أن 36 شخصًا قتلوا في مايو 2003 من بينهم 9 موظفين لفينيل من بينهم 7 أمريكيين، في هجوم بسيارات مفخخة على ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض.

وأشار موقع شئون خليجية إلى أن شركة "نورثروب جرومان" أعلنت في 2010 أن فينيل فازت بعقد قيمته تصل إلى 550 مليون دولار لتدريب الحرس الوطني السعودي، حيث قالت الشركة في بيان رسمي إن فينيل توفر تدريبًا عسكريًا من قبل الجيش الأمريكي وتقدم خدمات لوجستية وخدمات دعم في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.

ويذكر أن القوات الأمريكية تستخدم العديد من المدن العسكرية التابعة للجيش السعودي، بما في ذلك مدينة الملك خالد العسكرية في الشمالية (حفر الباطن) وهي أكبر المدن العسكرية في البلاد ومن أكبر المدن العسكرية في العالم والتي بلغت تكاليفها 18 مليار ريال وتستوعب 50 ألف عامل ومساحتها 2400 كم مربع، وبداخلها مقرات لأركان القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية، وغرف عمليات تحت الأرض، ومركزًا للقيادة العامة، ومدرسة لسلاح الهندسة، وتحميها أنظمة صواريخ وأسراب عدة من الطائرات، حيث كانت هذه القاعدة مركز عمليات الجيش الأمريكي في حروبه في العراق.

وفي سنة 2012 كشف موقع وايلد الأمريكي صورًا مسربة عبر الأقمار الاصطناعية تثبت وجود قواعد جوية أمريكية سرية في الربع الخالي جنوب المملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن، مشيرًا وجود صفقة غير رسمية أبرمت بين إدارة أوباما والمملكة منذ سنة 2010 بنيت بموجبها قاعدة جوية في الجنوب السعودي.

وأظهرت الصور وجود قاعدة عسكرية ضخمة تضم مدرجين لطائرات دون طيار ومدرجًا تحت الإنشاء يُعتقد أنه سيستخدم كمدرج خاص بالطائرات الحربية، إلى جانب ثلاثة مواقع صدفية الشكل بطول 150 قدمًا وعرض 75 قدمًا للموقع الواحد ومساحة شاسعة وسوداء يعتقد أنها تضم منشآت عسكرية محصنة.

وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا عن وجود قاعدة للطائرات بدون طيار أُنشئت سنة 2009 جنوب السعودية، وعن استخدام هذه القاعدة لتنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على أهداف في اليمن تقول إنها تابعة لتنظيم القاعدة ويكون ضحاياها غالبًا مدنيون وأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق