الأحد، 19 أكتوبر 2014

أحسنوا الظن.. وعبروا عن مشاعركم


أحسنوا الظن.. وعبروا عن مشاعركم

سلوى الملا
• الدنيا تضم في أركانها وزواياها وحجراتها وسهولها وهضابها وصحرائها أشكالا من البشر وأنواع من العقول ومستويات من الفكر والأخلاق تتماوج بينهما الروح رقيا وسموا وتعاملا أو تلك التي لا تجد جسدا وبشرا يستحقون تكريم الروح الراقية في أجسادهم.. لتهجرهم وتغادر بحثا عمن يقدر الرقي والأخلاق.. ومعنى الروح التي تضمها أرواحهم.

تقوم العلاقات الإنسانية على روابط وحوار وأفكار ومواقف، تستمر متى استمر الحوار والمصارحة ولغة واضحة الحروف.. وتنقطع وتبتر العلاقات متى دخلت المصالح والنفاق وسوء الظن وبترت الحروف ولم تكمل جملة مفيدة! عندما تسيطر المادية والمصالح في العلاقات لا يبقى منها إلا حدود ما يربط العلاقة من مصلحة ومنافع تنتهي وتبتعد العلاقة لدرجة نسيان اسم الشخص وملامحه ومسح رقمه!!.

أحسنوا الظن وإن لعب الشيطان بأفكاركم صارحوا من يهمكم بأفكاركم وهواجسكم.. وتبينوا واطمئنوا، كم من علاقات هوت لسوء ظن وفهم وكم من علاقات ذهب تاريخها أدراج الريح وكل ذلك لوسوسة شيطان وعند وكبر يمنع الحوار وفهم الحقيقة بدلا من هجر وقطع وابتعاد.

• رغم المواقف.. وتقلب البشر تمنح بعضهم فرصة لتصحيح أخطائه وسوء تصرفه وحماقته وجهل سلوكه لكن للأسف لا يدركون أهمية هذه الفرصة! الحياة مواقف وفرص.. ولا تبنى على مصالح ولا تنتظر فرصة أخرى تهبط من السماء لتعيد الحياة لروح العلاقة!.

بعض البشر يخاف ويرتاب من كم الصدق والمشاعر التي تكتب أو تقال عبر حديث وحوار أو عبر رسائل وكلمات ومشاعر يرتابون ويعتقدون خلفهما سر وغرض وغاية في نفس يعقوب! وكم المشاعر والحب والإحساس الصادق في الواقع ليس إلا غلاف لكتاب حياة إنسان ووضوح وحياة وبراءة روح وحياة عمر لم تتأثر بتغير السنوات ولا بتغير البشر، لاتزال الدنيا بخير.. بما تحمل عليها من بشر أوفياء ومحبين وصادقين.. يتذكرون المعروف وأهله.. ويعبرون بحب وصدق لا لشيء إلا لأجل التعبير عن المشاعر وإسعاد أصحابها..

في جهة ما.. بعض البشر لا يستحق إضاعة الوقت والجهد والفكر في الرد عليهم وبعضهم يحتاج الرد عليه ليس لشيء إلا لأنه يظن إنه من يفهم ويتكلم هذه النوعية تحتاج من يلقنها وبعضهم يحتاج إسكاته عن التفلسف والثرثرة!.

من غير نبرة صوته وطريقة كلامه وأسلوب لغة حروفه ولغة جسده وتعامله بسبب منصب أو جاه أو أي سبب تأكد إنه فارغ في أعماقه.. وعديم الثقة بذاته! كم هي المواقف التي تظهر فيها معنى أن تتحلى بالحكمة والعقل.. الحكمة نعمة والجهل والغرور نقمة.. ولا يبقى للإنسان إلا السيرة الحسنة والذكر الطيب في حياته وبعد رحيله.

آخر جرة قلم:

كم هم رائعون أولئك الكرماء بخلقهم وعلمهم.. ووقتهم.. وحوارهم وإنصاتهم ونصحهم هؤلاء الذين لم تغير أرواحهم المناصب ولا المراحل العمرية ولا الظروف ولا البُعد المكاني.. وانشغالهم رائعون لأنهم صادقون في كل خلجاتهم حوارهم والأهم في حبهم وإحساسهم.. على بعد المسافات نشعر بكم المشاعر الصادقة.. التي يحملونها..

يصل ببعض البشر أن يشك أن الحياة لاتزال تحمل عليها بشرا قلوبهم نظيفة وأرواحهم نقيه وأفكارهم سوية.. الدنيا فيها خير فقط يحتاج الأمر أن نمعن النظر ونحسن الظن الناس لا تريد إلا الخلق الحسن والمعاملة الطيبة التي نتذكرها متى زارت أرواحنا مشاعر الاشتياق..وذكرى إنسانيتهم وطيب مواقفهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق