مسيرة باريس.. وفراء الشانشيللا!
خلود عبدالله الخميس
بعيدا عن كل ما سبق لنفتح ملف: مسيرة باريس.
منذ ظهور الإسلام والعالم منقسم لمعسكرين دينيين. الإسلامي والمسيحي. بينما اليهودية لم تمثل قط كدين كتلة وقوى. لذا فهي تندس تحت جناح الفريق المنتصر منهما وتبدأ بنخر قواه وإثارة الفتن وكل ما هو معروف عن سلوك وأخلاق اليهود في قصص القرآن.
وبعد تأسيس نظام دولي للسلام العالمي. بعد الحربين. لم تتوقف القوتان «الإسلامية والمسيحية» عن الصراع على الصدارة مع وجود هيئات ومنظمات دولية. ولكن بمسميات دول. والجديد أن صار لليهود «دولة» سرقوها من فلسطين. ودولتهم تحتمي بحلفاء سياسيين من دول العالم «المسيحي» يتحكم في اقتصاده مواطنون «يهود الديانة» وهكذا تستمر الحلبة ويختلف «الثيران» فقط.
وليس بسر أن المنظمات الدولية صنيعة المسيحيين وبصم عليها المسلمون عن ضعف لا قناعة مع تداعيات إسقاط الخلافة العثمانية وتقسيم الشرق الأوسط. ومن يمسك منها بزمام القرار السياسي ذي القوة العسكرية. فرغم أن الهدف من تأسيس الهيئات إيقاف الحروب التي أبادت مناطق بكاملها. فإن الواقع يثبت العكس.
إذاً: لنطرح أقوال أصحاب القرار. بناء على ما سبق. من مسيرة باريس:
أميركا: زار كيري باريس بعد عشرة أيام من أحداث الصحيفة التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. وهي بذلك تستذكر مقتل سفيرها في بنغازي بعد عرضها للفيلم المسيء له صلى الله عليه وسلم. يبدو أن «كيري» جاء في حافلة نقل للخضراوات وعبر سفن شحن البحرية من واشنطن. لذلك وصل متأخراً!
المستشارة الألمانية ميريكل «أو المعجزة» فقد تقدمت مسيرة باريس ثم هرعت لتتقدم مسيرة في ألمانيا تناهض التمييز ضد المسلمين. نعم موقف المتهيب من غضبة أمة المُساء إليه عمداً وكِبراً وترصدا. لم تنتظر أكثر من يوم واحد هذه «السيدة الفولاذية» لتدعم مسيرة ترفض تعميم الإرهاب ووصم الإسلام به.
تركيا قوة فرضت قراراها بحنكة رجال السياسة وقوة مؤسسات الاقتصاد. وهي حالة منفردة من العالم «الإسلامي – الأوروبي» شاركت برئيس وزرائها رفضاً للإرهاب كمفهوم. بينما في الوقت ذاته انتقد رئيسها من شارك وتعاطف وأيد المسيرة. وخرجت مسيرات في مختلف ولاياتها ضد جرأة ووقاحة صحيفة شارلي على نبي الإسلام.
وهنا أسترجع أمراً عندما صار أردوغان رئيساً وصوت حزب العدالة والتنمية على اختيار أحمد داود أوغلو لرئاسته ومن ثم لرئاسة الوزراء. بُثت إشاعة بأن أردوغان «الدكتاتور» اختاره ليملي عليه أسلوب إدارته للبلاد. وها هو يشارك في مسيرة هاجمها ورفضها أردوغان. ولكن الإرجاف لا دين له. والبرابوجاندا العلمانية لا رب لها إلا المصالح. فها هو رئيس حزب الشعب الجمهوري. الأتاتوركي. يؤيد إعادة الرسوم المسيئة للنبي. هم يبغضون الإسلام يا سادة.
أما الشرق الأوسط فليس لديه قرار دولي لأنه غارق في دماء الشأن الداخلي.
والخليج يجف نفطه وهو صاحب النبرة المرتفعة وهي الآن خجلة. فقد ذهبوا يهرعون بـ «بشوتهم» للمنافسة على الصف الأول ولم يلحقوا أو لم يفسح لهم لأن الجزار نتنياهو احتله وفريق حمايته!
بابا الفاتيكان نكتفي بذكر رده على سؤال وجه له عن رأيه بعملية شارلي حيث قال ملتفتاً لأحد مساعديه: «رغم أننا أصدقاء جيدون ولكن إن سبّ أمي فلينتظر مني لكمة».
نستذكر هنا عراب الحروب الصليبية على العالم الإسلامي. البابا أوربان الثاني. وحشده الناس بحجة « إنقاذ نصارى الشرق «من إرهاب الإسلام. فكانت الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي.
كان ذكياً سياسياً خطيباً مفوهاً جريئاً حاسماً مطلعاً على أحوال العالم المعاصر له ومن أكبر الحُقّاد على المسلمين، لأنهم يحكمون بلاد المشرق وهي عنده أرض المسيح، وحكمت الأندلس لأربعة قرون متتالية حتى زمان تولِّيه البابوية وهي قطعة مهمة من أوروبا. لكن الصفة الأهم. أنه«كان ذا طموح كبير وأحلام واسعة بأن يصبح الزعيم الأكبر والأوحد للمسيحيين جميعاً في العالم، بتوحيد الكنيستين الغربية والشرقية استكمالاً لجهود البابا السابق له «جريجوري السابع».
إذاً هو الطمع الشخصي! الرغبة في الرياسة والقيادة. عوامل غير الدين دفعته لشن الحروب الصليبية التي راح ضحيتها ملايين النصارى والمسلمين لإشباع غروره وجموحه.
كلاكيت المشهد مرة أخرى: رفع شعار الدين لعصر العامة في متاهات الحروب لمصلحة خاصة.
فماذا تريد «مسيرة باريس» مع تخلي البابا عن فكرة «الحرب المقدسة» التي تبناها سلفه أعلاه. بل هو يؤيد من يأخذ حقه بقبضته.
الذين خرجوا في مسيرة باريس بمعاطف من جلود الثعابين وفراء الشانشيللا. لا يختلفون عن أولئك الذين رفعوا الصليب استجابة لأوربان الثاني إلا في مشاركة مسلمين منا بصفهم ضد الإسلام باسم الإرهاب. فقط!
وهؤلاء لم يتشبعوا بعد من العار. وهم الحدث الذي يجب أن نفهم من خلاله «مسيرة باريس».
• @kholoudalkhames
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق