الاثنين، 26 يناير 2015

عالم الجزيرة"احتلوا وول ستريت".. قوة شعبية ضد سطوة المال

عالم الجزيرة
وثائقي 
"احتلوا وول ستريت".. قوة شعبية ضد سطوة المال





استحوذ متنزه زوكوتي بمنهاتن الأميركية على انتباه العالم بوصفه رمزا لـ"احتلوا وول ستريت"، وهي حركة شعبية فجّرت سلسلة من الغضب ضد نخبة البلاد السياسية والمالية، ولكن بعد ستين يوما من إصرار المحتجين على احتلال أرض في قلب عاصمة العالم الماليّة، قامت السلطات بقمعهم.

ناشطون مخضرمون من نيويورك وآخرون من اليونان وإسبانيا ومصر كانوا قد اجتمعوا ليناقشوا معا إمكانية بناء حركة ديمقراطية شاملة تستلهم ما جرى في ميدان التحرير بمصر ومدريد بإسبانيا.

وبدأ عقد اجتماعات أسبوعية لمناقشة كيفية ترجمة تلك النماذج للجمهور الأميركي، ويقول ماكس راميو إنه في عام 2011 اجتمع أعضاء في حركة "استعيدوا الأرض"، وفي 17 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه نشرت مجلة "أدبسترز" الكندية نداء بعنوان "احتلوا وول ستريت". وقد ترددت أصداء ذلك النداء عبر الشبكات الرّقمية للناشطين وهي تحث الجماهير على الخروج بأعداد كبيرة إلى شوارع جنوبي مانهاتن.

ولم يكن هناك توقيت محدد للخروج، لكن المطالبة بالتحرك لقيت دعما من الإدراك الجماهيري لحقيقة أن أموال الشركات الكبرى تتحكم في النظام السياسي.

ووضعت المجموعة نصب عينيها احتلال تشيس مانهاتن بلاتزا، المقر السابق لبنك مورغان تشيس قرب وول ستريت. ولكن عندما بدأت المسيرة صبيحة 17 سبتمبر/ أيلول قوبلت بوجود كثيف للشرطة. وفي ظهيرة ذلك اليوم أُرسلت رسائلُ نصية إلى مجموعة كبيرة من مناصري الحركة للتجمع في متنزه زوكوتي.

في تلك الليلة وعلى اعتاب المتنزه عقدت جماعة "احتلوا وول ستريت" أول اجتماع لجمعيتها العمومية.

وبالنسبة لساندي نيرس من منظمي "احتلوا وول ستيريت" فقد زاد حماستها أن الحدث كان عبارة عن تحليل نقدي لعمل وول ستريت، وللعدالة الاقتصادية وللعلاقة المشبوهة بين الدولة والشركات التجارية الخاصة.

وبينما يؤكد أمين لحلقة 25/1/2015 من برنامج "عالم الجزيرة" أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في تدهور مستمر، يضيف ماكس أن الناس مستاؤون من الوضع الاقتصادي، ومن أزمة الرهن العقاري، وعمليات الإنقاذ المالي.

مع العلم أن 1% فقط من الأثرياء الأميركيين يملكون 40% من الثروة، ولذلك تنامى الشعور العام بأن الأغنياء فقط لهم من يمثلهم. وأصبح الشعار الرئيس لحركة "احتلوا وول ستريت" هو "نحن التسعة والتسعون بالمائة".

تعتيم إعلامي
وبينما حققت الحركة انتشارا في أنحاء أميركا كافة، وبدأت المخيمات تُبنى في مئات المدن والبلدات، أخذ السياسيون والإعلام الرسمي على أعضائها أنهم لا يعرفون ماذا يريدون، لكن الحركة تمكنت من تغطية نشاطاتها إعلاميا بشكل ذاتي، فكانت كل حركة وكل عملية اعتقال تقريبا يتم تسجيلها على هاتف ذكي أو كاميرا، ثم بثها على الإنترنت لتنتشر بين الناس بسرعة.

وتكشف ساندي أن التعتيم الإعلامي على نشاطات الحركة توقف نوعا ما بعد قيام الشرطة الأميركية برش الفلفل في وجوه فتيات محتجات.

غير أن القوة والطاقة التي كانت لدى "احتلوا وول ستريت" لم تخل من التحديات، ففي الصباح الباكر من 25 أكتوبر/ تشرين الأول طوقت شرطة مكافحة الشغب مخيم حركة "احتلوا أوكلاند" في الجانب الغربي من الولايات المتحدة في كاليفورنيا.

وفي الأربع والعشرين ساعة التالية، تم اعتقال مائة شخص في مواجهة بين آلاف المحتجين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. وفي الأيام التي أعقبت ذلك، تم فض احتجاجات أعضاء الحركة في العديد من المدن.

ويتحدث ماكس عن ما سماه مؤامرة كانت تحاك من قبل دوائر حكومية ومسؤولين منتخبين لإزاحة الجماهير من أماكنها، ولزحزحة القوة الشعبية الحقيقية، بل واقتلاعها من جذورها.

ويقول أنصار الحركة إنها لا تزل حية تنبض، وأن ما شهده الأميركيون ليس إلا غيضا من فيض، وما هو إلا بداية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق