"المطرية"..صمود أسطوري وعهد جديد لثورة كاسحة
يقول الثوار إنه عمل ثوري جديد، تصعيد نوعي، موجة قوية لها ما بعدها، ممتد في كافة مناطق مصر.
الرصاص الحي والخرطوش تهاطل بغزارة، الأمن اندفع بشكل جنوني، لكنه فشل في الأخير، فشل في رد الثوار فعادوا في المطرية وغيرها بأقوى مما كانوا عليه.
قناصون وبلطجية وضباط ومجندون وشرطة مركزية ومخبرون وترسانة من المدرعات والأسلحة لم ينالوا من عزيمة الثوار المندفعين.
عمل ثوري جديد، ظن الانقلاب أن غزارة الدماء سترهبهم وتدفعهم إلى التراجع وربما الانسحاب، خاب ظنه، فإذا بشباب لا يُعرف له انتماء ملتحما مع ثوار الميادين يتقدم ويحاول وقف همجية الأمن باستنزافهم وقطع الطرق وتشتيته وإنهاكه، فخرجت المطرية وصويحباتها منتصرة مرفوعة الرأس مرغت أنف الانقلاب، نفذت ذخيرته وخارت قواه أمام صمود أسطوري.
جرب الانقلاب كل الخطط وأنواع البطش والتنكيل والقمع، ليجد نفسه اليوم فزعا قلقا مضطربا، ما العمل؟
فرغت جعبة مستشاريه، بماذا عساهم أن يشيروا عليه أكثر مما صدر عنهم خلال الفترة الماضية؟ وهل بقي من أساليب الإخضاع ومخزون القمع والتصفية والاستئصال لم ينصحوا به؟
إنه الميدان، ولا شيء غير الميدان، النزول والالتحام والتواصي بالثبات والصمود والعزيمة هي قلب الثورة النابض، هي عقل الثورة وسر قوتها، كل ما عدا الميدان تابع له وخادم لثواره، والميدان برجاله، وغير ذلك هو من قبل التحسين والتكميل.
وهذه شهادة المحامي والناشط الحقوقي أحمد حلمي في مظاهرات المطرية اليوم تنقل صورة عن زمن ثوري جديد اليوم أكثر صمودا ومقاومة:
المطرية .. رهيبة رهيبة رهيبة
لم أر في حياتي أبدا مثل الذي رأيته اليوم، أي مصنع للرجال خرَج هؤلاء.
شاركت في أي حدث يخطر على بالك من يوم 28 يناير 2011.. لم أشاهد مثلما رأيته اليوم.
فالذي سبق وأن شاركت فيه كان اسمه ثورة .. أما الذي عشته اليوم في المطرية، فاسمه حرب.
عندما تمر من ميدان المطرية إلى شارع المطراوي تشعر أنك انتقلت من القاهرة إلى غزة فجأة .. ومن دون مقدمات.
منظر رهيب..رتبة مفتول العضلات يلبس ملابس النينجا ويحمل سلاحا آليا .. قسما بالله مرعوب من فتى عمره لا يتجاوز 12 سنة..وهذه هي أسطورة المطرية.
ميزة هؤلاء الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة أنهم لا يعرفون مصطلحات "اختنقنا بالغاز.. محاصرون أدركونا.. ضربونا.."..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق