الخميس، 14 مايو 2015

رسالة من واجبكم جميعا قراءتها

رسالة من واجبكم جميعا قراءتها
الدكتور محمد عباس لكي لا ننسى:هذه رسالة وصلتني من قاريء،أرى أن قراءتها واجبكم جميعا،فالوعي فرض عين.

Akila Ghmougui
May 1st, 4:38am
... كلام يرويه صحفي جزائري وصل لمعلومات و وقائع و اكمل بحثه حتى وصلل للحقيقة التي هي بين يدينا ...
قصة مقبرة الجزائريين بدمشق المخفية عن عين التاريخ ..
انتزعوا عنوة من أرضهم و ديارهم و ذويهم .. سيقوا مكبلين في طريق اللاعودة .. ذهبوا للدفاع عن فرنسا .. فوجدوا أنفسهم مجبرين للقتال على جميع الجبهات، لكنهم لم يتخيلوا للحظة أنهم منساقون إلى طريق موحش و مظلم يقاتلون فيه أشقاءهم في العروبة والدين.
عذبوا .. شردوا .. أعدموا .. قتلوا دون رحمة .. فلم يبق من ذكراهم سوى لوحة مكتوب عليها »ماتوا من أجل فرنسا« .. جملة قصيرة حاول الجاني تكريمهم بها على طريقته، لكن الأرض التي دفنوا فيها و السبب الذي ماتوا من أجله.. جعلها مصدر لغتهم عبر الأجيال، و مبعث عذابهم في العالم الآخر .. وهناك .. بعيدا عن الأنظار و في منآى عن يد التاريخ و وريت رفاتهم في مقبرة، دفنت فيها جريمة عمرها 90 عاما .. أما الأرواح التي أزهقت ظلما و عدوانا أبت أن تترك الجان يفر من العقاب، فصرخت حتى زلزل صوتها جدران السنين و عبر آلاف الأميال، ليكشف أخيرا عن واحدة من بشع جرائم فرنسا الاستعمارية في حق الجزائريين.

حكاية يعرفها الجميع إلا الجزائريين ..
في دمشق و أثناء جلسة جمعتنا بشخصيات مثقفة و فكرية، دار الحديث عن جرائم الاستعمار القديم و الحديث في حق أمتنا، كنا نحاول الوقوف على أبعاد الخطة الجهنمية التي رسمها الأعداء من أجل إشعال حرب كبرى بين الشعوب و الدول الإسلامية، لإضعافها و التهامها جميعا دفعة واحدة، و تلمسنا مدى حماسة واشنطن وتل أبيب لهذه الخطة بعد أن أتت ثمارها على أيدي أبناء الوطن الواحد في العراق و فلسطين.
و أثناء تطرقنا للمحور المتعلق بالاستعمار القديم و قيامه بخطة مشابهة لتلك، فجر أحد المحاورين المفاجأة التي صعقتنا دون الآخرين، لقد تحدث عن آلاف الجزائريين الذين زجت بهم فرنسا لقتال السوريين و أهل الشام قبيل الاحتلال الفرنسي لهذه المنطقة العربية، الجميع كان يتابع الكلمات و الحقائق و الأرقام التي يذكرها الرجل بما يدل على معرفته التامة بتلك الحكاية، إلا أنها كانت المرة الأولى التي نسمع فيها عن أبناء الوطن قاتلوا مع فرنسا في جبهات عربية.
المتوافر لدينا من معلومات حول استغلال فرنسا الاستعمارية للشعب الجزائري و المقاتلين الجزائريين يتعلق بجبهات القتال في الحربين العالميتين، و دوائر القتال في أوروبا أثناء تلك الفترة، وذلك بشهادة الفرنسيين أنفسهم، و من واقع سجلاتهم التي تقول بأن أكثر من 600 ألف مسلم توافدوا إلى فرنسا للدفاع عنها، ضمن قرابة الـ 9 ملايين جندي قاتلوا تحت الراية الفرنسية في أوروبا، و هو ما أكد على الدور العسكري الفاعل الذي لعبته المستعمرات الفرنسية التي شملت 12 مليون كيلومتر مربع من مساحة كوكب الأرض، و ما يفوق الـ 60 مليون شخص يعيشون عليها.
و يعد رقم الـ 600 ألف القادمين من شمال إفريقيا قليل بالمقارنة بالعدد الحقيقي الذي يتكتم عليه الأرشيف الفرنسي، إلا أن معظم هؤلاء انتزعوا من ديارهم بالجزائر، مضافا إليهم 120 ألفا آخرين، فباشروا العمل في مصانع الأسلحة و المجهود الحربي، الأمر الذي يشير إلى أن قرابة الـ 400 ألف جزائري، أخذتهم فرنسا عنوة أثناء الحرب العالمية الأولى. و رغم أن جبهة التحرير الوطني اتهمت فرنسا في الخمسينات و الستينات بأنها استخدمت الجزائريين في الصفوف الأمامية لتأمين الجنود الفرنسيين من الخطر، إلا أن أعداد القتلى الجزائريين المصرح بهم في هذه الحرب هي 23 ألفا، فإذا افترضنا أن هذا الرقم حقيقي، فأين اختفى الباقون، ولماذا لم يحدد مصيرهم حتى الآن.
لقطة من الغوغل إرث لموقع المدفن العسكري الفرنسي قرب مدينة ضمير شمال شرق دمشق
قتال حتى الموت ..
كلمات كانت مدعاة للبحث و التنقيب، فقضينا ليلتنا نلتمس دليلا يجعلنا نمسك بخيوط الحقيقة، فوقع في أيدينا مؤلف للباحث و المؤرخ »مارك ميشال« و الذي أكد أن ما بين 300 إلى 400 ألف جزائري أخذوا من وطنهم الأم في الجزائر إلى فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918، فيما عرف بموجات الهجرة الأولى، إلا أن معظم هذا العدد قتل أو فقد في حروب فرنسا داخل و خارج أوروبا، و أن أعدادا كبيرة منهم استخدمتهم فرنسا في حروبها حول العالم، و في إخماد الثورات المناهضة لها، فكان هؤلاء محكوم عليهم بالقتال حتى الموت، و كانوا يشاركون في أكثر من حرب، فالطريق بالنسبة إليهم أصبح بلا عودة، بعد أن كانت أحلامهم العمل و التوطين و الجنسية، بات جل همهم ألا يقتلوا في المعارك و نيل الحياة بأي شكل كان!!.

الطريق إلى مقبرة الجزائريين ..

على مدى يومين كاملين و نحن نحاول تجميع المعلومات الكافية عن أولئك الجزائريين المسنين، المعلومات شحيحة، و مصادرها العلمية و الميدانية أشح، فكان لا بد من النبش عن الحقيقة من تحت الثرى.
لم يكن الطريق إلى مقبرة الجزائريين صعبا .. فجميع أهل الشام يعرفون مكانها، إلا أنهم للأسف يجهلون حقيقة من دفنوا فيها، فالصورة التي تشكلت عبر السنين و الأجيال مظللة بالعار، و لا يبرز كادرها سوى جزائريين يلبسون ثياب العدو و يحملون سلاحه، و يقاتلون في صفوفه ضد أشقائهم في العروبة و الدين، صورة لا يتخيلها عقل، و حكاية لم يسبق و أن حدثت، لكن الفضل فيها يعود لفرنسا الاستعمارية التي حملت الأخ على قتال أخيه.
تقع المقبرة في قرية تدعى »ضمير« التي تبعد عن دمشق بحوالي 50 كيلو مترا، و بمجرد أن وصلنا إليها وجدنا لافتة كبيرة مكتوب عليها بالعربية والفرنسية »المقبرة العسكرية الفرنسية«، و أمام الباب مباشرة توجد لافتات أخرى تشير إلى مواعيد الزيارة، و التي تشترط إذنا مكتوبا من السفارة الفرنسية أو لمن يحملون الجنسية الفرنسية، و كلا الأمرين ليسا متوافرا لدينا إضافة إلى أننا وصلنا في وقت غير مخصص للزيارة، لم أستغرق وقتا طويلا في التفكير، بعد أن أدركنا بأن أية وسيلة من الوسائل التي اعتدنا اتباعها مع مثل هذه الحواجز لا تجدي نفعا أمام هذا الموقف فابتعدنا عن كاميرات المراقبة وتسلقنا أحد الأسوار، و قفزنا لقلب المقبرة، و على عجل التقطنا الصور لعشرات القبور .. و فجأة شعرنا بيد غليظة تمسك بنا و تمتد اليد الأخرى محاولة نزع آلة التصوير.
المدفن العسكري الفرنسي قرب مدينة ضمير شمال شرق دمشق
مغامرة على أعتاب القبور ..
التفتنا لنجد مجموعة من العمال السوريين الذين كانوا يقومون بأعمال النظافة بالمقبرة، و صاح فيَّ أحدهم »من أنت؟ كيف دخلت؟ ماذا تفعل هنا؟«، استجمعت قواي وصحت عليهم بصوت أعلى: »وما دخلكم أنتم؟ أنا أقوم بعملي«، فهدأت حدة نبرة الرجل الذي يمسك بي، وحررني من يديه، قائلا: »هل أنت مسؤول في وزارة السياحة أو الإعلام؟«، فأجبته: »كلا.. أنا صحفي«، فبهت الرجل و قال و الرعب يملأ قلبه: »ممنوع يا سيدي.. لو أمسكوا بك هنا لأوقعوك في مشاكل كبيرة، ممنوع دخول أي شخص هنا، و بالأخص الصحفيين، عليك أن تخرج فورا من حيث أتيت، فقلت له بتوسل: ولكني في حاجة لمعرفة حكاية أصحاب هذه القبور، و أريد مزيدا من الصور لها، فرد الرجل بنبرة أكثر توسلا: »أرجوك يا بني .. لا تهلك نفسك و تهلكنا معك، هنا حراس لا يعرفون الرحمة، عليك أن تخرج قبل أن يعودوا«، قلت له: »ولماذا كل ذلك؟ ما السر الذي تدفنونه هنا؟«، فقال : »المسؤولون عن المقبرة تابعون للسفارة الفرنسية، و لا يسمحون لغير الفرنسيين و أهل الموتى بدخولها.. أنت تخالف القانون .. إذهب يا بني و لا تخبر أحدا بما دار بيني و بينك«، ابتسمت محاولا التهدئة من روع الرجل، قائلا: »لا تخف.. أنت تهول من الأمر، فقط أطلب منك أن تلتقط لي بعض الصور مع هذه القبور«، فوافق الرجل على مضض، و في غفلة منه التقطت عددا من الصور الأخرى وقبل أن أخرج سألته عما إذا كان هناك جزائريون يأتون للمكان، كنت أوجه له السؤال و أنا يائس من الإجابة، كانت محاولة، إلا أنها أثمرت حينما قال الرجل »يوجد جزائري مقيم في قلب القرية المجاورة، يأتي بين الحين و الآخر لزيارة ذويه هنا«.
مقابر الجزائريين المسلمين ( 2500 قبر ) في المدفن العسكري الفرنسي
ألفي جزائري مدفونون في المقبرة الفرنسية ..
بمجرد أن خرجت من المقبرة و تلك الصور النادرة بحوزتي، شعرت أنني قطعت أول خطوة في هذا الملف الشائك، فقد أحصيت ما يقارب الألفي قبر، جميعها تحمل أسماء جزائرية، و بمحاذاتها توجد عشرات القبور الأخرى التي دق فوقها الصليب، يحمل أصحابها أسماء فرنسية، و بينهما توجد لوحة رخامية كبيرة توضح تاريخ سقوط القتلى، أما أبرز ما شاهدته العين هو تلك اللوحة الموضوعة فوق قبور الجزائريين و المكتوب عليها بالفرنسية »ماتوا من أجل فرنسا«!! و انتابني شعور ملح بأن الوصول لذلك الجزائري الذي أخبرت عنه، أهم مرحلة في هذا التحقيق.
و ما هي إلا 5 كيلومترات حتى وصلت لقلب قرية »ضمير« قادما من المقبرة التي تقع في أطراف القرية، و أخذت أسأل عن الجزائري الوحيد الذي يقطن القرية و الذي لا أعرف اسمه، فوجدت كل الناس يعرفونه، و تطوع أحدهم ليوصلني إلى منزله، فوجدته منزلا متواضعا مثل بقية منازل القرية، لكن صاحبه الذي فتح لي الباب يحمل شخصية ذات مهابة و إجلال، و بمجرد أن عرفته بنفسي رحب بي، و لم يترك لي الفرصة للحديث من فرط سؤاله عن الجزائر .. و أخيرا قال لي: »أنا جزائري الأب و الأجداد .. لكني لم أزر الجزائر مرة واحدة، فقد ولدت هنا، و مثلما دفن أبي و أعمامي الثلاثة، أشعر أنني أيضا سأموت و أدفن هنا .. لكن ليت القدر يمنحني فرصة لرؤية الجزائر قبل الموت«.
مقابر الضباط و الجنود الفرنسيين ( 500 قبر ) في المدفن العسكري الفرنسي
شاهد وحيد على المأساة ..
إنه الحاج »زياد نور الدين« الذي يبلغ من العمر 56 عاما و الذي أخذ يروي لنا قائلا: »أنا و أشقائي و أبنائي، وجدنا من يعرف تفاصيل هذه الحكاية، فقد أوصانا والدنا رحمه الله و الذي كان أحد ضحايا هذه الجريمة أن نظل نتذكرها و نلقنها لأولادنا جيلا بعد جيل، و رغم أن أحدا لم يسمعنا حتى اليوم، إلا أننا أبدا لم نفقد الأمل في رد الاعتبار لأولئك الأبرياء الذين ارتكبت فرنسا بحقهم أبشع الجرائم.
يواصل الحاج زياد حديثه »أنا الابن الأصغر لواحد ممن أحضرتهم فرنسا بالقوة من أجل احتلال هذه الأرض، كان ذلك في عام 1920 أي قبل ميلادي بـ 31 عاما، كان عمر والدي آنذاك 18 عاما، و أخذته فرنسا برفقة أشقائه الثلاثة بالقوة من منزلهم بولاية تلمسان، و هو طفل لم يتجاوز الـ 14 من عمره، و تركت الأم تبكي على أولادها الأربعة الذين ذهبوا للمجهول دون عودة، و لم يمر سوى عام و نصف على انتهاء الحرب، حتى وجد أبي و أعمامي أنفسهم يحملون سلاحهم مرة أخرى، و ير**** البحر إلى جهة غير معلومة.
جزائريون وجها لوجه ..
يضيف الحاج زياد: كان أبي يروي لنا قصة هذه الرحلة الغامضة في اليوم أكثر من مرة، فعبر عن هول المشاعر السيئة التي عاشها رفقة 12 ألف جزائري شكلوا معظم القوات الفرنسية في تلك الحملة و أن القادة الفرنسيين كانوا يخبرونهم بأنهم ذاهبون لمحاربة الأتراك و البريطانيين »أعداء فرنسا و المسلمين« ولم يتوقعوا أنهم ذاهبون لقتال أشقائهم السوريين، و يقول والدي -الكلام للحاج زياد- وصلنا للشواطئ السورية و نحن لا نعرف في أي أرض نحط، فخرج لنا الثوار فالتحمنا معهم في معارك طاحنة قتلوا منا وقتلنا منهم الكثير، دون أن يعرف كلانا أننا أشقاء.
مرت عشرة أيام كاملة حتى عرفنا أننا في بلد عربي اسمه سوريا و أن من قاتلناهم هم إخوتنا في العروبة و الإسلام، ليس هذا فحسب، بل كنا نقاتل سوريين من أصول جزائرية و هم أحفاد الأمير عبد القادر و رفاقه الذين نفتهم فرنسا لسوريا.
البطولة و العصيان في مواجهة التعذيب و الإعدام ..
يقول الحاج زياد: »كان والدي يخبرنا بأن معظم الجنود و الضباط الجزائريين أصيبوا بصدمة عنيفة حينما عرفوا الحقيقة المرة، وهنا بدأت الأدوار البطولية لأبناء الشعب الجزائري الأصيل، فقد كانت فرنسا تتعمد وضع الجزائريين في مقدمة الصفوف حتى يتلقوا الضربات الأولى في الاشتباك مع الثوار السوريين، بل إنها -أي فرنسا- كانت تلقي بالجزائريين كطعم للكشف عن أماكن اختباء و كمائن السوريين، و في كل الحالات كانت تسقط أعداد كبيرة من القتلى في صفوفنا، في حين ظل الجنود الفرنسيون في مأمن معظم أيام الحرب، تماما مثلما كان يحدث في معارك الحرب العالمية، و في نفس الوقت كان يسقط من الطرف السوري قتلى، و دون اتفاق مسبق أو خطة مبرمجة بدأ الجنود الجزائريون ينكسون سلاحهم و يتظاهرون بأنهم يقاتلون، في حين أنهم أبعدوا فوهات بنادقهم عن أشقائهم السوريين، فقد حسموا أمرهم في قلوبهم، اختاروا الموت عن قتال إخوتهم في الدين".


قصة مقبرة الجزائريين في سورية
(25-07-2011, 06:51 الجنس : قصة مقبرة الجزائريين في سورية 1921م انتزعوا عنوة من أرضهم و ديارهم و ذويهم .. سيقوا مكبلين في طريق اللاعودة .. ذهبوا للدفاع عن فرنسا .. فوجدوا أنفسهم مجبرين للقتال على جميع الجبهات، لكنهم لم يتخيلوا للحظة أنهم منساقون إلى طريق موحش و مظلم عذبوا .. شردوا ..

ويضيف الحاج زياد: »والدي أكد لي أن أعداد و عتاد المهاجمين كانت أكبر و أقوى من نظيرتيها عند السوريين، و رغم ذلك نجح الجزائريون في شق صفوف الفرنسيين، و إحداث التوتر، و فتح الثغرات، حتى يمكنوا السوريين من اختراق الخطوط الفرنسية، و هو ما تحقق في أكثر من معركة و تسبب في وقوع خسائر كبيرة في صفوف الفرنسيين، و هكذا استمر جهاد هؤلاء الأبطال يتشكل و يتلون، حتى أنهم كانوا يدفنون ذخيرتهم و أسلحتهم في التراب، و يتركون فوقها علامات تدل الثوار السوريين على أماكنها، فكانت هذه الذخيرة عونا للثوار على مواصلة القتال«.
و يواصل الحاج زياد قائلا: »كان الجزائريون يتركون بعض مقتنياتهم في طريق انسحابهم حتى يدلوا السوريين على خط سير الفرنسيين، ثم بدأوا يهربون من الصفوف تباعا، و يسلمون أنفسهم للسوريين، بل و يحملون معهم السلاح لمقاتلة القوات الغازية، و كان والدي أحد هؤلاء.
الأسرة المنكوبة ..
روى لنا والدي -الكلام للحاج زياد- أن الفرنسيين بدأوا يكتشفون جهاد الجزائريين ضدهم، فأعدموا الكثيرين منهم رميا بالرصاص، و كانوا يدفعون بالأحياء منهم في مرمى نيران الثوار، فقتلوا الكثيرين أيضا بتلك الطريقة البشعة، و كان أعمامي الثلاثة ضمن الضحايا، أما أبي الذي فر من قبل -يقول الحاج زياد- فقد حكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابيا بتهمة الخيانة العظمى، فوفر له السوريون الحماية طيلة سنوات الاحتلال، و ظل يقاتل برفقة الثوار في العمل الوطني حتى الاستقلال، لكن دموعه لم تجف يوما على أشقائه الشهداء، و كانت الطامة الكبرى حين عرف من بعد أن جميع أفراد الأسرة بالجزائر تعرضوا لعمليات إبادة وحشية على يد نفس الاستعمار، فعاش وحيدا غريبا، حتى تزوج من امرأة سورية أنجب منها 13 رجلا وامرأة، أنا أصغرهم، فبقي من بقي في سوريا، وهاجر من هاجر إلى كندا و أستراليا و أمريكا الجنوبية، في حين بقيت أنا هنا حتى لا تضيع ذكرى عائلتي المعذبة و المشردة.


تاريخ النشر: 2015-05-01

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق