الخميس، 4 أبريل 2013

مراهقة السفارة الأمريكية

مراهقة السفارة الأمريكية

 فراج إسماعيل
نشرت السفارة الأمريكية في القاهرة على موقعها حلقة الممثل الكوميدي اليهودي جون ستيوارت التي ينتقد فيها الرئيس محمد مرسي لقيام النيابة العامة بالتحقيق مع باسم يوسف.
السفارة تمارس دور مندوب الدولة المستعمرة. المندوب السامي في عهد الاحتلال الإنجليزي الذي كان يغير بمزاجه الحكومات المصرية المنتخبة ديمقراطيًا.
تذكرنا بالسفير السير مايلز لامبسون الذي أنذر الملك فاروق باستخدام القوة، ثم أمر في 4 فبراير عام 1942 الدبابات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين ليجبره على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل حكومة توالي معاهدة 1936 أو أن يتنازل عن العرش.
ذكريات مريرة أعادتها إلى شاشة الحاضر السفارة الأمريكية المراهقة التي انتهكت الأعراف الدبلوماسية بنشرها دعاية سيئة ضد رئيس الدولة المستضيفة.
بل إن صاحب الدعاية ستيوارت في ذلك الفيديو يتهم الرئيس مرسي "بازدراء الأديان حين شجع على كراهية الصهاينة واليهود".
نحن أمام ممثل يهودي – وهذه ديانته ولا شأن لنا بها – لكنه لا يخفي صهيونيته ودفاعه عن الصهيونية، وهذا عمل نضع تحته عشرات الخطوط..
فالصهيونية حركة سياسية عنصرية محتلة وليست دينًا وإلا لصنفت كل الأمة العربية والإسلامية في خانة إزدراء الأديان!
واشنطن قررت فتح النار علنًا على مصر بتلك "الدوشة" من أجل باسم يوسف.. بدءًا من سفارتها في القاهرة إلى خارجيتها.. ومن جون ستيوارت إلى كريستيان أمانبور التي خصصت جزءًا من برنامجها مساء أمس الأربعاء في محطة cnnتحت عنوان "جون ستيوارت مصر متهم بإهانة مرسي والإسلام"...
نعرف أن ستيوارت صديق قديم لباسم يوسف وأن الأخير استوحى برنامجه منه..
وقد أكد هو ذلك في هجمته على مرسي التي نشرتها السفارة.. استضافه في العام الماضي في برنامجه "ديلي شو" فالتقط باسم البذرة غير الصالحة ليغرسها في تربة مصر غير المناسبة لذلك الهزل الفاقع المبتذل.. لا دينيًا ولا أخلاقيًا ولا اجتماعيًا...
وأشبع ذلك طموح الممثل الأمريكي الذي صارت له نسخة مصرية شرق أوسطية أطلق عليها إعلامهم "جون ستيوارت مصر"!
لن نبيع أخلاقنا ولا ديننا لأمريكا.. وسيطارد المخلصون من أبناء مصر الغيورون على دينهم وعلى قيمهم باسم يوسف بعشرات القضايا وسيستنزفونه استنزافًا.
لا شأن لمرسي ولا الرئاسة بذلك.. ولو طلب وقف البلاغات فلن يستمع له أحد لأن حق التقاضي مكفول للجميع لا تسحبه الأوامر الرئاسية.
استبعدت أمريكا في8 مارس الماضي الناشطة المصرية سميرة إبراهيم بصورة غريبة ومفاجئة من جائزة المرأة الشجاعة التي يمنحها وزير الخارجية جون كيري بعد أن سافرت إلى هناك لاستلامها.
فيكتوريا لاند المتحدثة باسم الخارجية والتي اتهمت مرسي ونظامه بالتضييق على حرية الإعلام، هي نفسها التي عقدت مؤتمرًا صحفيًا لإعلان حجب الجائزة عن سميرة إبراهيم وإرجاعها إلى بلدها عقب العلم بتغريدات وتصريحات سابقة لها معادية للصهيونية.
وبطبيعة الحال فإن عددًا من المنظمات الإسرائيلية والصهيونية صورت تلك التغريدات من صفحة سميرة وأرسلتها إلى الخارجية.. أين حرية الإعلام إذن؟!!
على أي حال.. من المفيد أن يظهر ضجر واشنطن من النظام المصري الجديد وغضبه على الخروج المتأني عن التبعية الأمريكية وتوسيع علاقات القاهرة الإقليمية والدولية.
 سيكون في صالح الرئيس مرسي التخفف من ذلك العبء من أجل علاقات متوازنة مع الجميع.
هيبة أمريكا سقطت أكثر من مرة.. في الصومال وأفغانستان والعراق وغيرها.. 
وستنتهي تمامًا في المستقبل القريب مع نشأة العالم المتعدد القطبية، وها هي كوريا الشمالية تهدد بضربها بالأسلحة النووية، ويقول جيشها إنه تلقى أوامر من القيادة السياسية العليا بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف أمريكية.
من المهم أن تلم السفارة الأمريكية الدور وتحترم مشاعر المصريين واستقلالهم.. لعب العيال لا مكان له في العلاقات الدولية.
farrag.ismail@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق