مقابلة عابرة!
د محمد عباس
قابلني في الشارع فهرع نحوي على غير معرفة سابقة.. كانت لحيته تشي بانتمائه.. وكذلك علامة الصلاة في وجهه.. سألني دون مقدمات:
- ماذا سنفعل في 30 يونية يا شيخ؟
وفاجأته إجابتي:
- لا شيء على الإطلاق.. لن يحدث في 30 يونية أي شيء.. مجموعة من الخونة والبلطجية والسكارى والرعاع وحثالة البشر تخيل لهم خمرهم وأوهامهم أنهم على شيء.. وليسوا على شيء.. ستتصدى لهم الشرطة وينتهي الأمر..
- وهل نترك قيادات الخراب الأوغاد.. لا والله .. بل سيكونون تحت رقابة دائمة وفي اللحظة التي نشعر فيها أن الوطن في خطر فسيتم القصاص من ذواتهم وربما أهلهم..
قلت له:
- لا تفعلوا.. سيتعفنون في أماكنهم ويسقطون كالجيف النتنة..إياكم أن تحاولوا ذلك لأنني أتصور أن بعض فصائلهم ستقوم باغتيال بعض قياداتهم لتسخين الشارع.. ماذا يضيرهم إذا اغتالوا العجوز الذي لم يعد له في أي شيء مأرب..أو تلميذ حسن عبد الرحمن والقائم بغسيل ماله..أم المحامين الذين تربوا في أمن الدولة..أم خادمة سوزان التي أصبحت تحلم بجنون العظمة والاضطهاد أن تتحكم في رئيس الجمهورية
- لا والله.. لقد أطعناكم وكبحنا أنفسنا فطالت المحنة.. العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم
- إياكم وسفك الدماء..
- هم الذين يسفكون.. إذا سفكوا سفكنا وإذا أحرقوا أحرقنا وإذا قتلوا رددنا بقتل من قتل..
- انتظروا في بيوتكم.. سينصركم الله دون قتال..
- بل لتكن المقتلة الحاسمة التي لا يجرءون بعدها على النزول للشارع أبدا.
- هل حزبك يوافقك؟
- بل خرجت من حزبي لأنه لا يؤيدني.. وأحسبه سيخسر الأمر كله
- إياكم والدم
- أعددنا العدة.. سنسحقهم سحقا.. سنحاصر بيوتهم منذ الصباح.. لن نحمل لهم البرسيم بل القمامة.. فالخنازير لا تأكل البرسيم.. بل القمامة!!.. وجميع ما فعلوه فينا سنفعله فيهم.. منذ الصباح سيكون الجميع تحت المراقبة وأولهم فرق الكلاب المدربة وفرق الممولين وفرق الزعامات الخائنة..
- إياكم والدم..
- بل سال الدم بحورا للحفاظ على العقيدة وعلى الأمة..
- كان الطرف الآخر مشركا أو كافرا..
-كالجمل وصفين؟
- أوصلني برئاستك يا بني كي أمنع ما تنتوونه...
وانسرب وسط الزحام!
******
دعوني أضحك وأضحككم..
قناة ساويرس تعرض الآن تقريرا عن وزارة الثقافة والاعتصام والتأييد والتنديد..
والله أقولها غير ساخر أن اثنين من المهاجمين للوزير كانوا فيما يبدو قد ثملوا من الإفراط في شرب الخمر وكانت مهاجمتهم للوزير بكلام مقطع وحروف مفككة وفكر مشوش..
كانت الخمر أحد وجوه الثقافة..
ثم ظهرت امرأة تبدو عليها علامات المرض النفسي وهي تعتبر أن دليل حب المصريين للثقافة هو إصرارهم على جلب الراقصات للأفراح..
هذا وجه آخر من وجوه الثقافة.. الراقصات..
***
كنت أدرك أن الراقصة حتى لو كانت تخفي عملها الحقيقي وراء ستار الرقص أشرف من معظم المهاجمين للوزير..
***
بلغ الجنون بهم أن يتحدثوا عن تحرير البلاد من الاحتلال الإخواني..إلا أنني لم أشهد بيشوي بينهم.. وإن تحدثوا بلسانه.
***
هل تعلمون ماذا بشبه الأمر؟إنه يشبه مجموعة من البلطجية واللصوص وقد استولوا على عمارة هامة كعمارة استراند أو بلمونت.. زوروا الأوراق والمستندات وأتوا بشهود الزور ورشوا موظفي التسجيل وحملوا من الأوراق ما يثبت أن العمارة المسروقة ملكهم..
ماذا يفعل هؤلاء إذا ظهر صاحب العقار الأصلى وقاتل من أجل استرداد ملكه..
لا شيء إلا الجنون والهستيريا التي ترونها الآن على المعتصمين تنديدا بالوزير..
***
أما المؤيدين.. الشركاء في العقار.. فما أقل تجمعهم..أتوقع مئات الألوف..
فهلموا إلى هناك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق