الأحد، 9 يونيو 2013

هزيمة.. لحزب الله في سورية


هزيمة.. لحزب الله في سورية
خليل علي حيدر



هذا الحزب جر شيعة لبنان بأوامر من إيران وسورية إلى
معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل


انتصار «حزب الله» في بلدة «القصير» بسورية، هزيمة مبدئية وأخلاقية كبرى للحزب وأنصاره.
ان كانت مشاركة حزب الله ودعمه قتل سكان المدنية كارثة على رأس سكان هذه المدنية وعموم الشعب السوري الثائر، فانها كارثة اكبر على رأس كل من يعد ما جرى في القصير «نصراً»، وبخاصة من ايد ولا يزال هذا الحزب، الذي جر شيعة لبنان باوامر من إيران وسورية، الى معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، للدفاع كما يزعم، عن مقدسات الشيعة ومراقد أهل البيت والتصدي للتكفيريين، فالكل يعرف ان الدفاع عن «الزينبية» ومراقد اهل البيت في الشام، لا يستدعي مساهمة حزب الله في قمع الثورة السورية، ووضع امكانياته لقتل ثوارها.
ان كان دخول «القصير» وسط جثث أهل هذه البلدة وركام بيوتها ومدارسها وحاراتها ومستشفياتها «نصراً» للنظام السوري وحزب الله، فانه ضربة موجعة لسمعة الشيعة في كل مكان.
مشاركة حزب الله في قمع ارادة الشعب السوري، بعكس ما يعتقد بعض السذج والمتحمسين من انصاره في صفوف الشيعة، ستخدم اعلام قوى التكفير والارهاب في كل مكان، وستنفتح ابواب جديدة وعداوات جديدة لمعاداة الاقليات الشيعية في كل مكان، وبخاصة في العراق ولبنان والدول الخليجية، كما ان الكثيرين من مؤدي حزب الله من غير الشيعة سيعتبرون ما جرى في مدينة القصير بمثابة نقطة تحول.
فهذا الحزب الذي التفوا حوله وناصروه وربما تبرعوا له «للمقاومة والممانعة» و «دحر اسرائيل»، تحول الى آلة قمع وقتل، لعرب ومسلمين، يريدون التحرر من نظام شمولي وممارسة ارادتهم الوطنية.
في نفس «يوم الانتصار» المروع على هذه المدينة، قال حزب الله ان سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير «ضربة قاسية للمشروع الامريكي الاسرائيلي التكفيري»، وصرح نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم «ان انجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الامريكي الاسرائيلي التفكيري»، القبس 2013/6/6.
ونحن نعلم علم اليقين ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تنسق مع التكفيريين الذين يستهدفونها منذ سنوات طويلة، وانها تخوض معهم حربا تمتد من باكستان وافغانستان الى اليمن والعراق والشام.
وكل التصريحات الاسرائيلية والتقارير تبين عدم حماس اسرائيل لاسقاط النظام في سورية، فكيف تم اختراع هذا «المشروع الثلاثي»؟
وحتى لو كانت للولايات المتحدة مشروع من اي نوع، او ان لسورية اي خطة، فلماذا حرق حزب الله كل اوراقه بهذه المغامرة البائسة التي انهت الى الابد الدور «التحرري او التحريري» له في عموم المنطقة.. وفضح واقعه! وكيف سيجابه الحزب حقائق الواقع عندما تنتصر ارداة الشعب السوري وتتغير الاوضاع، اذ يستحيل بقاء هذا النظام بعد هذه الثورة العارمة وهذه المجازر والتصفيات.
ان اخطر ما يهدد حزب الله، بعد ان شارك في جريمة اسقاط مدينة القصير، ان الجيش الحكومي سيستخدم قوات الحزب في المزيد من المعارك، ولاسقاط المزيد من المشاريع التآمرية، وربما يدفع بها بعد ان سقطت عن الحزب هالة القداسة والمبدئية، الى خوض كل الوان المعارك التي لا يريد الدخول فيها، والتي لا يعرف احد بما ستنتهي.
لماذا يخوض حزب الله الانتخابات النيابية في لبنان ان كان يقمع القوى المطالبة بالحرية والديموقراطية والانتخابات النزيهة.. في سورية؟!

خليل علي حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق