الأربعاء، 14 يناير 2015

بلا حدود سلامة: تواطؤ دولي وراء أزمة النفط.. والجميع سيخسر (جـ2)




بلا حدود سلامة: تواطؤ دولي وراء أزمة النفط.. والجميع سيخسر (جـ2)


أكد مستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة البروفيسور ممدوح سلامة أن الاقتصاد العالمي والدول المنتجة والمصدرة للنفط هم أكثر الخاسرين من تراجع الأسعار، لكنه قال إن الجميع بمن فيهم المستهلكون سيخسرون على المدى البعيد.

وتحدث سلامة اليوم الأربعاء (14/1/2015) في الجزء الثاني من حلقة برنامج "بلا حدود" عن حرب النفط وأزمة انهيار الأسعار وانعكاساتها على دول الخليج العربي والدول المصدرة والمنتجة للنفط، وكذلك على المستوردين.
توافق وتواطؤ
واعتبر سلامة أن هناك أسبابا سياسية لأزمة النفط الحالية، مشيرا إلى توافق سياسي -"إن لم يكن تواطؤا"- بين السعودية والولايات المتحدة بهذا الشأن، وأوضح أن الرياض تخوض حربا غير معلنة على طهران بسبب برنامجها النووي، وتريد إضعاف النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الممتد من العراق إلى غزة ولبنان ومن سوريا إلى اليمن.

أما الولايات المتحدة فتستغل انخفاض الأسعار -رغم أنه يؤذي صناعة إنتاج النفط الصخري لديها- بهدف إيذاء الاقتصادي الروسي.

ورغم هذا التوافق فإن سلامة أكد أن إيران ماضية في مشروعها النووي ولن تتخلى عنه، لكن السؤال هو: كيف تخفي مطامحها النووية؟
نذر الحرب

وأضاف سلامة أنه إذا أقدمت الولايات المتحدة وأوروبا على فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية، فإن طهران ستعتبر ذلك إجراءً حربيا ضدها، وقد تقدم على إغلاق مضيق هرمز في وجه دول الخليج.
وحول هذا السيناريو وانعكاساته السلبية على دول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على تصدير إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، قال سلامة إن بعض الدول كالإمارات والعراق اتخذت تدابير لتفادي هذه الخسائر المحتملة، لكنه لفت إلى أنه حتى إذا نجحت دول الخليج في تصدير سبعة ملايين برميل من إنتاجها اليومي، فسيتبقى لديها عشرة براميل أخرى لن تستطيع تصديرها.
وشدد على أن السعودية ودول أوبك ستُجبر على خفض الإنتاج بسبب نقص الدخل المادي والفجوة الكبيرة في ميزانياتها، فضلا عن المخاوف من حدوث اضطرابات سياسية فيها بسبب تخفيض الإنفاق وبالتالي المساس بحاجات المواطنين الأساسية.
وتوقع سلامة أن تعود دول أوبك إلى اتخاذ قرار بخفض الإنتاج، وإلا فإن المعاناة ستكون طويلة الأمد، وقد نواجه أزمة نفطية خانقة خلال سنتين أو ثلاث سنوات.
نعمة أم نقمة؟
وردا على سؤال عما إذا كان النفط الذي تتمتع به الكثير من الدول العربية وخاصة دول الخليج نعمة أم نقمة على العالم العربي، قال سلامة إن استثمار جزء من عوائد النفط على البنية التحتية والتعليم والصحة في هذه الدول يجعله نعمة.

لكنه في الوقت نفسه، يرى أن النفط كان نقمة على هذه الدول من جهة جلبه العديد من الحروب منذ الغزو الألماني للاتحاد السوفياتي عام 1941، وصولا إلى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، والعامل المشترك بينهما هو النفط.

ويقول سلامة إنه أعد دراسة عن الحروب النفطية بين هذين التاريخين 1941 و2014، أكد فيها أن غزو الولايات المتحدة للعراق كان بالأساس من أجل النفط، وقبلها كان غزو العراق للكويت أيضا من أجل النفط، وكذلك حرب 1973 كانت مرتبطة بشكل غير مباشر بالنفط، لأن الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز أكد للرئيس المصري آنذاك أنور السادات وللرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد أنه سيستخدم سلاح النفط ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
النفط الصخري
وشرح سلامة ماهية النفط الصخري وقال إنه عبارة عن نفط يستخرج بالحفر الزلزالي الأفقي لإنتاجه من تحت الصخور، وهو نفط جيد جدا وخفيف ومن أجود أنواع النفط في العالم.

وأوضح أنه يتم استخراجه عبر حُفر عمودية قد يصل عمقها إلى ميلين لاستخراجه، وأضاف أن البئر من النفط الصخري الأميركي ينتهي الجزء الأعظم منه في السنة الأولى، أي أنه ينضب في السنة الأولى، بخلاف آبار البترول العادي التي يظل يستخرج منها البترول لمدة تصل إلى 25 عاما.

وتابع أن استخراج برميل من النفط الصخري يحتاج إلى كلفة مادية تبلغ 85 دولارا، فضلا عن الآثار البيئية السيئة لاستخراجه، ولذلك فإن بعض الدول الأوروبية توقفت عن عمليات استخراجه.

بلا حدود ممدوح سلامة: انعكاسات خطيرة لتراجع أسعار النفط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق