مفتي أستراليا يرد على "الخطاب المشئوم" لـ"السيسي"
مفكرة الإسلام : أثارت دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى "ثورة دينية على النصوص والمفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية" -على حد وصفه-، الكثير من الجدل، وذلك بعد انتقاده لأفكار تم تقديسها لمئات السنين قال إنها تسببت في معاداة العالم بأسره.
وقال الدكتور إبراهيم أبومحمد، مفتي أستراليا في مقال نشرته صحيفة "المصريون"، اليوم الأربعاء:إن من كتب ما وصفه بـ "الخطاب المشئوم" أراد أحد أمرين كلاهما خطير:
الأول: أنه أراد أن يقدم الجنرال السيسي للغرب على أنه أتاتورك العرب الجديد والذي علي يديه يمكن أن تسقط كل فكرة إسلامية مهما كان مصدرها في الاعتدال والوسطية ومن ثم فعلى أثر الرسالة يخف الضغط وتتوقف التلميحات بوقف الضخ المالي الذي بدأ مع انخفاض أسعار النفط، ثم تكون المساعدات والدعم بغير حدود أو قيود، مباشرة من السادة الكبار، أو عن طريق الوكلاء المعتمدين في الصرف الآلي والإنفاق الذي يريده السادة الكبار في عواصم العرب الأجاويد.
والثاني -يضيف الكاتب- : أن كاتب الخطاب ربما يكون متواطئًا مع أصحاب التسريبات الغريبة ومن ثم فقد أراد أن يضع الرجل في مواجهة مع العالم الإسلامي كله وأن يكشف للدنيا كلها أن وصف "الإرهاب" لا يتوقف عند الجماعة التي تعارض الرجل وتنازعه مكانه وموقعه ، وإنما ثقافته عدائية للأمة كلها لا فرق فيها بين مسالم ومعتدي ولا فرق فيها بين وسطي ومتطرف وحتى المؤسسات الدينية التي أممها ووقفت معه في الانقلاب لم تعد في مأمن من الوصف بالتعصب والجمود والتخلف.
ويتابع الكاتب قائلاً: ولعل حالة السعار الإعلامي والثقافي التي تعرض لها الأزهر شيخا ورجالا من كتاب الصحف والفضائيات وغضب منها شيخ الأزهر كانت هي المقدمة لبدء عملية الاستفزاز وصناعة الأزمة.
واعتبر أبومحمد أن "أخطر ما جاء في ذلك الخطاب هو وصف الأمة كلها عن بكرة أبيها وبكل ملاينها التي تبلغ 1.6مليار إنسان أنهم يعتنقون فكرًا مقدسًا يحرضهم على قتل الآخرين لكي يعيشوا وحدهم"!!!.
وعلق مفتي أستراليا قائلاً: "ثقافتي الإسلامية المتواضعة التي كونتها دراستي الأزهرية منذ نعومة أظفاري وحتى نهاية الدكتوراه تمنحني يقينا بأن المقدس لدينا وعلى مدار 14 قرنًا من الزمان هو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وحدهما، وما عداهما فكر بشري يحترم ولكن لا قداسة له فيؤخذ من صاحبه ويرد عليه مهما كان موقعه العلمي، وقد أجمعت الأمة على ذلك وليس هناك منازع واحد في هذا الأمر، فأين الفكر المقدس الذي يحرض مجموع الأمة ذات 1.6 مليار على قتل بقية المليارات السبعة ليعيشوا وحدهم كما تحدث عنه الخطاب…؟.
واعتبر أن صفة "المقدس التي جاءت في الخطاب ليست دقيقة ، وإنما أراد بها كاتب الخطاب "الإرهاب"، وعلى ذلك فالوصف خطير ومستفز لأنه يشمل بهذا الوصف كل المسلمين في كل بقاع الأرض فهل هذا الادعاء صحيحًا؟.
وتابع أبومحمد: "الكارهون لدين الله والذين يريدون التخلص من الإسلام ولو بالتقسيط المريح هم فقط الذين ينظرون إلي الوحي المعصوم قرآنا وسنة على أنه ظاهرة تاريخية تجاوزها الزمان والمكان ومن ثم فالناس في عصرهم الحاضر أو المستقبل غير ملزمين بالنظر إليه أو بالنظر فيه، فهل كاتب هذا الكلام أو قائله واحد منهم..."؟.
ولاحظ أن "الخطاب المثير للجدل لم يحظ باعتراض ممن حضروه من شيوخ الانقلاب ولم يتوقع أحد من العقلاء أن يكون لديهم اعتراض رغم عموم الوصف حتى عليهم"، فيما رأى أن "الرجل من دهائه أدخلهم شركاء له في توجيه الاتهام لكل الأمة حين أقسم أنه سيحاججهم أمام الله تعالى يوم القيامة".
وقال "المشكلة أن الاتهام طال كل مسلم حتى في مجتمع المهجر وكونه يصدر من مسؤول له مثل هذه الصفة يزيد الأمر تعقيدا لأنه يجعل مسلمى المهجر وأغلبهم نماذج ناجحة محل ريبة ويحول أنظار الآخرين إليهم من نماذج مشرفة ومعطاءة إلى النظر إليهم وكأنهم ذئاب بشرية تنقض على فرائسها متى سنحت الفرصة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق