الاثنين، 4 يناير 2016

في أنّ السيسي أصله سمكة!

في أنّ السيسي أصله سمكة!
أحمد عمر

صبرا أيها القارئ على البلوى.. فلا علاقة لهذا المقال بأغنية عبد الحليم التي غرق في وحل فنجان قهوتها، وكان يتنفس تحت الماء من غير غلاصم، وطريقه مسدود.. مسدود مثل طريقنا.

يذهب علماء الأحياء وعلماء الأساطير أنّ الإنسان أصله سمكة، ونعرف أنّ أصله نطفة ماء، والنطفة حوت من خلية واحدة، لها زعنفة ذيل، والسمكة كلمة دخيلة على العربية، فالعرب يطلقون عليها اسم الحوت والنون، وفي كتاب "أبطال بلا تاريخ" لفاضل الربيعي بحث ممتع بعنوان" السمكة والقلم- نون القرآنية" يظنّ فيه أنّ اسم السمكة مقتبس من الإله المصري شبك، ولعل أصل الكلمة إسباني، ويتأول الأساطير المصرية القديمة، ويصل إلى أنّ قصة بلع الحوت ليونس هي تمثيل شعري رمزي لصراع اليابسة مع الماء، ومحاكاة لمعجزة الولادة من الفم بالكلمة.
في عملية الخلق والولادة الإنسانية "الديمقراطية"، تتسابق النطاف في سباق سباحة فراشة للوصول إلى البيضة العروس. أما في الربيع العربي الذي تبيّن أنه ربيع مغدور، فالسمكة الفائزة تقتل المتسابقين وتضعهم في السجون بتهمة التخابر مع بعضها، ثم تأخذ بذيلها السلم فوق.

 السمك الناصري نوع عُرف في سوريا مع الوحدة السورية المصرية، وقد تعلقت به كثيرا لكثرة الدهن الذي به، وتعلقت أيضا فترة قصيرة بعبد الناصر مثل كل هذه الجماهير، إلى أن علمت أنه مؤسس الدولة العربية البوليسية.

علينا أن نجلي للقراء سبب ادعائنا أن السيسي أصله سمكة، ليس السبب في ذلك هو فتح ما يسمى في جوقة إعلام الانقلاب المكين قناة السويس الثانية، ولا في إغراقه غزة بالماء، ولم نعلم أنه يريد أن يعلم أبناء غزة السباحة و الرماية و أكل الرز، ولا سكوته وتواطؤه على سدّ النهضة مع الحبشة تمهيدا للسباحة في المياه الضحلة، وهو إلى جانب هذه الأسباب لا يحب أن يخلع الزي العسكري الذي يأخذ بالألباب في مصر، ولم يخلعه بعد، لأن البلاد في حالة حرب مع الإرهاب إلى يوم القيامة، وليس سبب ذلك أنه لا ينام مثل السمك.السمك ينام بعينين مفتوحتين.
 السبب هو أنه أحد اثنين: إما أنه خبيث وخائن وماكر، ويجيد فن التمثيل والمراوغة وخداع الجميع، وإما أنه مواطن صالح عابد زاهد، كما يقول محلل سياسي قبطي (اي مصري) ظريف مقيم في أمريكا، ولا يعيبه سوى ضعف الذاكرة، فهو بلا ذاكرة مثل السمكة، يأكل الطعم مرة ثانية، وعاشرة، يقسم وينسى القسم تاني، يعد بمصر قد الدنيا، وينسى، ثم يطلب من الشعب أن يجوع من أجل الوطن، يقول :خلوا بالكو... وينسى أنه قالها فيعيدها .. 
عجبا هل خلقت الشعوب من أجل الأوطان، أم خلقت الأوطان من أجل الأسماك؟! السمك خير أجناد البحر.

 وتدل عشرات الأدلة على ضعف ذاكرة سمكة المشير، فأنا من الذين يحسنون الظن بهذا القائد المقدام، والفارس الهمام، الذي يحرص حرصا تاما على تطييب خواطر المغتصبات، سواء كن من ضحايا ميدان التحرير، أو إيزيدية من العراق، ويضرب على صدره: حقك علينا إحنا.. مرتين طبعا، بسبب ضعف الذاكرة، لا بسبب الفلاتر، فتعود المغتصبة بمعجزة عذراء بنت بنوت، ويذكر القراء أنه ضعيف في الحساب وجملته الشهيرة التي قال فيها: الوطن حضن، وليس حوض .. وترعة مفهومية.

إنه يعرف أن عدد سكان مصر 90 مليون مصري، ويصرُّ في أكثر الخطب أن يذكر الناس بأنه مسؤول عنهم، وهي طريقة معروفة للتسول، ولتكبير الذات، وقد تدفع مناوئين وخصوما إلى اتهامه بأنه أرنب، فالأرنب جذاب وبلاي بوي ومشهور بالتكاثر، التكاثر عنده زي الرز .
ادعى مرة أنه أسد، وقال الأسد ما ياكلش أولادو، الأسد يأكل الرغيف تلات أرباع، ولا أدري ما الذي دفع الفيلسوف السيسي إلى تذكر الأسد، فالأسد يأكل أولاد زوجته، أولاد الشعب الثاني. وأخشى أن يطلب من الشعب أن يقسم كباية الماء إلى ثلاثة أرباع!

فوجئ السوريون في إحدى الليالي الداكنة الحالكة بالمذيع مهران يوسف يعلن بصوته الجهوري بيانا بلا رقم، إن ابن الشعب البار، الأب القائد الرئيس السوري حافظ الأسد، يعمل أربعة وعشرين ساعة في اليوم، إنه أيضا شبيه بأبطال رواية إحسان عبد القدوس رواية الخيانات الزوجية، "لا أنام". الزعماء يحبون السهر مثل العشاق، ع الطاقة . كما تقول أغنية نصري شمس الدين.

 إلا أني متأكد أن  فرعونية الفراعنة في مصر لا تبلغ طغيان النمرود السوري، فالحوت السيسي كما أعلمنا الكاهن الغضنفر محمد حسنين هيكل ينام ساعتين فقط، والباقي قيام ليل، وهذا فارق كبير بينه وبين حافظ الأسد، الذي لم يكن ينام أبدا. كلاهما يعشق المسؤولية ويقتل الشعب عليها، ويسهر مع النجوم.. ع الطاقة.

 وسيقول القارئ: ما معنى أن أتذكر المحلل السياسي المقيم في أمريكا، الضيف الدائم على فضائيات الجزيرة، من دون عشاق السيسي وسدنته، والسبب أن المذيع محمود مراد سأله مرة سؤالا عن أوضاع السجون، فقال المحلل إن السيسي قد يكتب مذكراته، فأخذني العجب "وأكلوني البراغيث"، ولعبت الفئران والفيلة في عبي، وضحك مراد، وضحكت، ولما سأله مراد عن سبب هذا الكلام، قال: الرجل وزير دفاع وعنده ما يقوله للأجيال، وكنت أظن أنه سمكة، والسمكة معروفة بضعف ذاكرتها، وليس لها مذكرات وذكريات، فهو "يادوب"، وبالعافية، يمسك بأسماك أفكاره الهاربة من بين يدي ذاكرته الصابونية.

 لكن المشكلة أن مصر مهددة بالعطش.. والسمك بالموت.

 قد يظهر علينا أكثر الكائنات تلونا، مفتي الديار المصرية الأخطبوط، ليقول إنه لا خوف من سد النهضة، وأنه سد مفيد ويذكر بسدِّ "ذو القرنين" الذي بناه في وجه يأجوج ومأجوج، ويجوز التيمم إن لم يكن بالتراب، فبالهواء، ويذكّر بالصبر الذي حضّ عليه القرآن الكريم . نذّكر أن مفتى الأسماك قبل أيام أفتى بأن أبا الهول هو النبي إدريس، فلعل الرجل السمكة بطل مقالنا، هو "سيدنا إبليس"، وكان أفتى أن الحشيش والأفيون طاهرين، ومن آل البيت، مثل .... ملكة بريطانيا.

نقرّ: أنّ السيسي جذاب و"يموت الناس عشقا فيه"، و سمكة زينة. وسمكة دكر. ويمكن له أن يسبح في الدم بدلا من الماء المفقود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق