ما كانت إيران لتتمكن من المنطقة لولا دعم العرب لمشروع أمريكا في العراق
أنس حسن
مؤسس شبكة "رصد" الإخبارية المشكلة أن العرب يتناسون أنهم ساهموا ودعموا إسقاط العراق، وسكتوا عن توسع إيران ودعموا الاحتلال، والآن يدفعون ثمن تمكن إيران من محاصرتهم!
قناة العربية طالما دعمت العملية السياسية في العراق ووقفت بجوار حكومات الصفويين ضد المقاومة العراقية منذ 2003، والآن تتباكى على المد الإيراني.
لم يكن يخفى على أحد مشروع قناة العربية الداعم لحكومة المالكي في بدايتها، ووقوفها ضد أي مشروع مقاوم لإيران في العراق، كنت أتعجب من هذا النهج.
لم تكن إيران لتتمكن من المنطقة العربية لولا دعم العرب لمشروع أمريكا في العراق، ثم دعم الإعلام العربي لحكومات العراق المتتالية التابعة لإيران.
كانت قناة العربية "الذراع السني" لترويج المشروع الصفوي في العراق، وكانت تستضيف يوميا خبراء الأمن العراقيين الصفويين وتقدمهم كأبطال وكعقلاء.
حصيلة مواقف وسياسات قناة العربية "إجرامية" في حق العراق، لم تمتلك إيران بوقا تخاطب به العرب بمشروعها السياسي هنالك إلا عن طريق العربية التي كانت أكبر مروج
كان برنامج "صناعة الموت" على العربية أبعد من كونه معاديا "للقاعدة"، بل كان يروج لاندماج السنة العراقيين في المشروع الإيراني في العراق.
وقد تابع العرب صعود المشروع السياسي الإيراني في العراق بعيون قناة العربية، التي كانت تصف تلك المهزلة بالعملية الديمقراطية السياسية بالعراق.
وعات الإخبارية المتعلقة بالعراق على "العربية" ضخمة، وكلها في دعم العملية السياسية الصفوية الأمريكية في العراق، فلماذا يتغاضى الجميع عن بلاياها منذ 2003 وحتى 2012؟
خلاصة القول: سوقت قناة العربية وبأموال خليجية المشروع السياسي الإيراني في العراق طيلة 10 سنوات، ثم الآن تتحدث عن إيران ومشروعها!!
ويأتي السؤال: لصالح من كانت تروج العربية لمشروع إيران بالعراق؟ وبأموال من تم هذا الترويج؟ ولماذا؟
لن تستطيع أي دولة عربية مواجهة "المشروع الديني" لإيران بمشروع سياسي "علماني"، الإسلاميون -فقط- هم من بيدهم مواجهة هذا المشروع.
وفي حين أثبتت القوات "العلمانية" لنظام الأسد فشلها الذريع، استطاعت المليشيات الدينية الشيعية الصمود قليلا في سوريا، العناوين الدينية أنجع.
وفي حين فشلت القوات العراقية النظامية في مواجهة تنظيم الدولة، أعاد "الحشد الطائفي" شيئا من التوازن للحرب، برغم خسائره الكبيرة.
ستجد القوى النظامية في المنطقة نفسها مضطرة بشكل أو بآخر للاختيار بين الإسلاميين أو إيران، ولا ثالث لهذه المعادلة إلا الحرب المباشرة.
الرهان على النظام الدولي في حل قضايا المنطقة ورط تركيا وأصابها بالعجز الجغرافي السياسي، وأسقط الإخوان في مصر، وخطف اليمن من الخليج لصالح إيران.
تركيا راهنت على حليفتها واشنطن لفرض منطقة عازلة، وماطلت واشنطن، ثم أعطت روسيا ضوءا أخضر للتدخل وإفشال المنطقة العازلة للأبد.
وإخوان مصر راهنوا أن الأوروبيين والأمريكان لن يقبلوا بانقلاب عسكري، ليفاجئوا أنهم تم بيعهم من تحت الطاولة لصالح العسكر الحليف القديم للغرب.
والخليج رهن اليمن بيد المبعوث الأممي "بن عمر" ودعمت الإمارات انقلابا ناعما لصالح، وفوجئوا بتورطهم في حرب كلفتهم المليارات إلى الآن.
وأيَ حل "عربي" يصل أدراج النظام الدولي وأطرافه قبل التنفيذ سيكون مصيره الفشل الذريع، فالفاعلون الدوليون يتلاعبون بالعرب السنة ويسلمونهم لإيران.
مقالات للكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق