تصفية طبيب بعد اعتقاله

تصفية طبيب بعد اعتقاله 

الأمن المصري يقوم بتصفية طبيب بعد اعتقاله بمحافظة الفيوم

الدكتور محمد محمود أحمد عوض 

تأتي حادثة مقتل محمد عوض عقب أيام قليلة من قتل الأمن المصري ثلاثة طلاب من أبناء محافظة الشرقية - أرشيفية

قامت قوات الأمن المصرية بمحافظة الفيوم، مساء السبت، بتصفية طبيب بشري، بعد مداهمة عيادته الخاصة، بقرية "منشأة عبدالله" التابعة لمركز الفيوم.

وبحسب شهود العيان، قامت قوات الأمن عقب صلاة العشاء باعتقال الدكتور محمد محمود أحمد عوض (30 سنة طبيب أمراض نساء وولادة بمستشفى الفيوم العام) من العيادة الخاصة به، ثم أطلقت الرصاص الحي عليه، عقب اعتقاله مباشرة.

من جانبها، اعترفت مديرية الأمن بالفيوم بالحادثة، وحاولت تبريرها بإعلان أن الضحية محمد محمود كان مطلوبا ضبطه وإحضاره، لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وبزعم اتهامه في عدد من القضايا.

وقال مدير أمن الفيوم اللواء ناصر العبد، في تصريح صحفي، إن المجني عليه ينتمي للإخوان، ووردت معلومات تفيد بحيازته لمنشورات تحريضية ضد أفراد الجيش والشرطة، يدعو فيها للنزول في 25 كانون الثاني/ يناير المقبل.

ودشّن عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان "#‏قتلوا_الدكتور"، وآخر "#‏شهيد_يحمل_شهيد"، حيث تم تداول صور الضحية، وخاصة صورة له وهو يحمل قتيل آخر على يديه من رافضي الانقلاب بعد إصابته بالرصاص الحي من قوات الأمن.

واستنكر النشطاء الواقعة التي قالوا إنها تأتي متزامنة مع تصريحات "السيسي" بأن عام 2016 سيكون عام الشباب، "ولذلك يقوم بتصفيتهم بدم بارد"، حسب قولهم.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الانقلاب بمثل هذه العمليات الإجرامية بحق مؤيدي رافضي الانقلاب في محافظة الفيوم، فقد قامت بتصفية 9 في شهر آب/ أغسطس خلال العام الماضي.

وقال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور طلعت فهمي: "طغاة الداخلية المصرية أصابهم السعار، وراحوا يحصدون أرواح خيرة شباب الوطن، في جرائم متلاحقة قبيل ذكرى ثورة يناير، فسفكوا الدم الحرام، وقتلوا أخانا الدكتور محمد محمود (30 عام) -الطبيب بالمستشفى الجامعي بالفيوم- عقب أدائه صلاة المغرب مساء السبت".

وأضاف: "إننا نؤكد أنه مهما توحشت مليشيات الداخلية، فلن تثنينا عن استكمال ثورتنا ولا عن دفع المظالم والسعي وراء حقوق الوطن والمصريين، فقطار الثورة انطلق لتخليص الوطن من حفنة الفاسدين القتلة، والشهداء هم وقود الثورات، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به".

وتأتي تلك الحادثة عقب أيام قليلة من قتل الأمن المصري ثلاثة طلاب من أبناء محافظة الشرقية داخل سكنهم الطلابي في مدينة العاشر من رمضان، فضلا عن العديد من الحوادث المماثلة، أشهرها قتل 9 من قيادات الإخوان خلال تلبية دعوة أحدهم على الطعام بمدينة 6 أكتوبر، وهي الحادثة التي قُتل خلالها البرلماني المرموق ناصر الحافي و8 من قيادات وكوادر جماعة الإخوان.

وأضاف المحامي والناشط الحقوقي محمد أبو هريرة أن اغتيال محمد عوض يؤكد أن وزارة الداخلية انتقلت بشكل متسارع من مرحلة الاعتقالات إلى الاختفاء القسري، قبل أن تنتقل للتصفية الجسدية.

وأكد في تدوينة على "فيسبوك"، أن وجود خمس حالات تصفية خلال يومين يعد مؤشرا خطيرا للغاية، مضيفا: "نحن أمام مليشيات مسلحة للقتل والتصفية، في غياب تام للقانون والمحاسبة والعدالة".