الخميس، 30 يونيو 2016

محمد #مرسي بريطانيا

محمد #مرسي بريطانيا


Azzam Tamimi عزام


بالأمس زارني الصديق دافيد هيرست وجرى بيننا حوار حول ما يجري في بريطانيا من مخاض سياسي ينذر بعظائم الأمور.

 أثار انتباهي قوله لي: "جيريمي كوربين هو محمد مرسي بريطانيا"

وفعلاً، هذا الرجل الذي جاء برغبة من أعضاء حزب العمال ليصلح الحزب وينقذه من براثن الرأسمالية التي أتت على كل ما له علاقة بجذور الحزب الأيديولوجية أو القاعدة الشعبية العريضة التي تنتسب إليه، يتعرض منذ اليوم الأول لانتخاباه زعيماً للحزب لسلسة من المؤامرات. 

لم يتوقف الكيد للإطاحة به يوماً واحداً، وقد تزعم المكائد والدائس ضده تيار طوني بلير، أو ما يعرف بـــ "البليريون". 

وقد تواترت الروايات على أن خطة وضعت قيد التنفيذ قبل تسعة شهور للإطاحة به، ولكن أصحابها كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض عليه. 

ووجدوا الآن في نتائج الاستفتاء - رغم أنه لا يتحمل مسؤوليتها بأي حال من الأحوال - الفرصة المواتية لخلعه. 

لست متأكداً من بإمكان جيريمي الصمود في وجه هذه الرياح العاتية، وقد تكون الأزمة الحالية هي نهاية عمله السياسي، ولكن لا شك لدي في أن التاريخ سيسجل أنه تعرض لظلم عظيم. 

فقرار التوجه نحو الاستفتاء صدر عن رئيس الوزراء المحافظ دافيد كاميرون، والتضليل الذي مورس لتحريض الناس ضد الاتحاد الأوروبي، إنما صدر عن تيار عنصري داخل حزب المحافظين وداخل حزب الاستقلال الذي تشكل من عناصر محافظة سابقة. 

ولئن كان هناك تقصير من قبل العمال في الترويج لفكرة البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، فإن المسؤولية تقع على البرلمانيين من تيار "طوني بلير" داخل البرلمان، الذين انشغلوا في التآمر على زعيم حزبهم بدلاً من الانشغال بالتوجه نحو ناخبيهم في الدوائر المختلفة.

رابط دائم رابط التغريدة 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق