الجمعة، 3 يونيو 2016

قصيدة في دولة القانون

 قصيدة في دولة القانون
الشاعر التونسي محمد الجلالي


في دولة الحرّية المقدّسة
سيكتب التاريخ في فصوله
بالصرخة المجنونة...بالهلوسة
عن أُمّة معصوبة مغلوبة
وظُلمة تلفّها معسعسة
عن حاكم مُخلّد في حكمه
شرعية الدبابة...مُفترسة
وحوله عصابة تفنّنت
في نهبكم أموالكم...مُختلسة
والأمّة العظيمة قد طبّست
"خذوا البلاد...نظّفوا...بالمكنسة"
قد زلزلت زلزالها...وضُيّعت
أموالها...فما لحظّ البائسة!
ومن تُرى أوحى لها فباركت
أوحالها كشيخة مُعنّسة
ومن تُرى أوصى لها فمُزّقت
أوصالها بالطعنة المُقوّسة
دستوركم يا سادتي مُفصّل
كما يُريد الحاكم ملابسه
يزيد في أكمامه...في طوله
يُفصّل فصوله مُقايسة
حتّى الضرير لم يضل طريقه
مجاهدا وبالعصا تحسُّسه
"زمبابوي" "وبركينة" و"كينية"
قد عانقت أحلامها المُحتبسة
إن حاكم لم يأتي باختياركم

لم يرتحل إن ساورته الوسوسة
وظل في مكانه لم يستح
فإنه سيحكم بالعسعسة
سيخدم أسياده ويترك
بلاده كالخرقة المُنجّسة
يسفّه أحلامها...يحاكم
أقلامها وينتشي بالبزنسة
والانتخاب يا صديقي مهزلة
أترتجي الإرادة المُدلّسة؟!
أأُمّة تُزوّر أقدارها
وتُطفأ أنوارها المُقدّسة
واللغة السمحاء قد تشوّهت
ودينكم يُقرر القساوسة
إعلامكم تخلّف ومُسخة
مزق تعتيمكم ملابسه
سوءاته تكشّفت للغافل
والتوتة أوراقها مُيبّسة
يُحاكم الصغير في بلادكم
يحاكم السلام والمُجالسة
قد حدّثت أخبارها وجاوزت
أطوارها...فما لحظّ الناعسة
والأمّة العظيمة قد ناشدت
ترشّحوا يا سيدي! للخامسة
فصرخوا وكبّروا "أشوميه"
"أجوحيه" "أتوانسه"! "أتوانسه"!

هناك تعليق واحد:

  1. من اورع ما قرأت تحيه لهذا الشاعر العظيم الذي لامس بكلماته اوجاع كل العرب

    ردحذف