(زفرات قلم حائر..).!!
د.عبدالعزيز كامل
يحار أصحاب الأقلام في أحيان كثيرة عندما تتداخل التطورات و تتكاثر الأحداث، كتكاثر الضربات على الجسد المنهك فلا يدري أيها يصد وأيها يرد...ويصير الأمر في أحيان أخرى إلى ان يعجز القلم عن صيد الخواطر، فيكون كما قال الشاعر: (تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش مايصيد) !..ويظل حائرا ماذا يكتب.. وفي أي خطب يخط.. ومن يخاطب..وما فائدة الكتابة في أي انفعال لا يترجم إلى أفعال، في عالم لاتجدي فيه أقوال لاتساندها الأفعال..؟!
● هل يكتب القلم اليوم عن تواصل التصعيد المتبادل بين أمريكا وكوريا الشمالية من جهة، وبينها وبين إيران من جهة أخرى؛ وانعكاسات ذلك على مصير العلاقات الدولية بين (الكبار) التي تنعكس ضرورة على التوازنات الإقليمية والمحلية بين الأتباع (الصغار) الذين سيظلون مجرد أصفار ماداموا يدورون باختيارهم - أو رغم أنوفهم - في أفلاك الكفار والفجار..؟!
● أم يتحدث القلم عن تحرش الثعالب والذئاب والجوارح الأوروبية، بالدولة التركية - التي لن يتركوها - والتي حركت نجاحاتها فيهم غرائز التوحش والافتراس؛ على وقع نعيق الغربان من الأعاجم والعربان الطامعين في اصطياد ثم نهش ونهس تجربة أردوغان الناهضة الصاعدة..! وهل ستسير هذه الوحوش معه على طريقة( ضياء الحق) أم (صدام حسين) أم (محمد مرسي)، طمعا في هدم هذا الزعيم الذي هادنهم طويلا فلم يداهنوه أو يجاملوه قليلا..؟!
● أم يتناول هذا القلم ماوصلت إليه أحوال مدينة الموصل السنية (المنسية) الصامدة ، المراد تسليمها بعد انتهاك حرماتها للوحوش البشرية الرافضية الحاقدة؛ تحت رعاية رعاع العروبة ومنافقيها، الموالين للكافرين على المسلمين ،بفتاوى الساقطين من علماء السلاطين.. وفي حماية تحالف دولي (ستيني) إرهابي جبان، يستهدف المدنيين قبل المسلحين، و يتقصد المسالمين عندما يعجز عن المهاجمين، في أقذر معارك التاريخ التي تمالأت فيها كلاب الأرض وسباعها وضباعها ، في اجماع غير مسبوق لإذلال أهل السنة على نحو لم يحصل في أي معركة ضد أي عدو، في أي زمان أو أي مكان..؟!
● أم هل يتابع القلم تطورات النوازل السورية المتدحرجة بسرعة نحو مخططات التقسيم القادم والقديم؛ الذي يدبر ويدار منذ عشرات السنين، تحت إشراف "الشرعية" الدولية غير المشروعة، لإسقاط كل الرايات الإسلامية الجهادية المرفوعة في شام الأحرار، ﻹحلال رايات الضلال العلمانية بعد نزع الهوية السنية الحرة عنها، لتظل مرتعا لأصناف العبيد من خدم اليهود، ناكثي العهود..؟!
● أم يتوجه القلم نحو القدس التي لم تعد قدسيتها تحتمل المزيد من الكيد المشترك بي شذاذ الآفاق وأهل النفاق ،الذين أشغلوا المسلمين عنها وعن قضيتها ،بعدما كانت هي (القضية المركزية) فصارت مسألة هامشية؛ تحت وطأة تكثيف توطين جند إبليس الأنجاس بها وتدنيسهم لها ، وفي ظل إصرار صليبي يقوده القسيس الدجال (ترامب) العازم على تحويلها - بشكل رسمي- عاصمة موحدة أبدية للدولة اليهودية، بعد نقله السفارة الأمريكية ..؟
● أم يتناول قلمنا الكتابة عن الهجمة الهمجية العلمانية الأكبر والأخطر في تاريخ مصر على محكمات الدين و ثوابت الشريعة -نصا وروحا - وفي أشخاص حملتها والمدافعين عنها من المسلمين القدماء والمعاصرين، الحركيين والرسميين، في أجواء مسمومة يضاعف سمومها نقيق ونهيق الكارهين لما أنزل الله، والمتعدين لحدود الله ...
حقيقة.. لم يعد القلم قادرا على الاختيار وسط سواد هذا الغبار.. فهل بالغ القلم في القول بأنه محتار...؟! ..أشيروا علينا .. في ماذا نكتب أيها الأحرار...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق