اقــتـــــــــــــراح...!
د.عبدالعزيز كامل
ظاهرة التشهير المتبادل والتهم المُتقاذفة ..والتشويه الكريه بين بعض الفضلاء من الدعاة وحملة الأقلام على صفحات التواصل الاجتماعي؛ لم تعد تسُّر صديقًا أوتنكأ عدوًا، أو تيسر للدعوة مسلكًا و طريقًا، بل أصبحت عبئًا جديدًا على تلك الدعوة، تُكدر مجاريها وتُعكر قلوب قارئيها ومستمعيها والخائضين فيها..وأقرت هذه الظاهرة أعين الشانئين الشامتين في أصحاب الدين، الراغبين في إشعال عداواتهم لبعض لإشغال بعضهم ببعض، وضرب بعضهم ببعض..
صحيح أننا أمة أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، ولكن الصحيح أيضًا أن الأمر بالمعروف لابد أن يكون بمعروف، والنهي عن المنكر لابد ألا يكون بمنكر..فهناك أولويات، ومراعاة لظروف الفتن والضعف والخلافات، كما أن المخطئين – في حال ثبوت خطئهم – ليسوا سواء، فليس من أراد الحق فأخطأه؛ كمن أراد الباطل فأصابه... ولهذا شُرع لنا العفو وحسن الظن، والتغافر بل التغافل- في كثير من الأحيان- عن عثرات ذوي الهيئات، وهنات من زلت بهم الخطوات..
الشخص ذو العيوب قد يتوب..والشخص الذي عابه قد يصيبه ما أصابه، وعندها سيحتاج إلى من يرفق به ويستر عليه .. ولن يسلم أحد منا من أخطاء بل خطايا، فكلنا خَطَّاء.. ولهذا كان الدين هو النصيحة .. وليس الفضيحة ولا النطيحة..ولأجل فسح المجال لعودة من تعثر من الرجال إلى رشده وصوابه؛ أُمرنا بحسن الجدال – حتى مع الكفار - جدالًا بالتي هي أحسن لا بالتي هي أخشن، بحيث نقول له قولًا لينًا بالكلمات لا باللكمات ..
لو شملنا ألف مخطيء مجتهد بحسن الظن؛ خير من القتل المعنوي لشخص واحد ذي أثر بسوء الظن، فقد نُفسد عليه دينه عندما نهينه في جريرة لا تستحق كل هذا العذل والعزل والإعدام في ميدان الدعوة العام.. خاصة إذا كانت جريمته عند منتقديه هي السكوت، فالساكت لا يُنسب له قول فضلًا عن فعل..! وقد أُمِرنا أن نقبل - حتى عن المنافقين - ظواهرهم، إن كانوا غير مجاهرين ، ونكل إلى الله سرائرهم، لا أن نفتش عن نواياهم لنعري طواياهم..
وبما أن الحملة الراهنة على حَمَلَة الدين ودعاته وعلمائه القدماء والمعاصرين تستهدف لُب العقيدة وجوهر الشريعة وأصل الدين، في شخوص أشياعه وأتباعه..
فلماذا لا يُحوِّل أصحاب الحملات الحزبية والفكرية والشخصية حملاتهم ضد المجاهرين المتباهين، والمرتزقة المتاجرين بحرب الدين – وما أكثرهم - .. أليس الطاعنون في الدين على الملأ أولى بجهد الناقدين الناقمين وجهادهم .. ؟!
ما أكثر دعاة الإلحاد والإفساد وهدم العقائد والشرائع ونزع رداء الحياء ؛على المواقع والصفحات والفضائيات، تؤزهم الشياطين لنقض الثوابت ومسخ الحقائق، ليَّا بألسنتهم وطعنًا في الدين..
لماذا لا تُرتب الأفكار وتُوزع الأدوار لرصد تراجم وجرائم هؤلاء النابحين من (طبقات المجرمين) مع سبر سمومهم وطعناتهم .. لتدبيج المقالات وتنظيم المناظرات وتجهيز الردود لحماية الحرمات والقيم وحفظ الحدود ..؟
أليس هذا ضربًا من الجهاد المشروع – بل الواجب - بالوحي الذي أمِرنا أن نُنْذر به..؟
وألم يقل الله في شأن المروجين للكفريات والشركيات والنواقض والزندقات: (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) (الفرقان/52)..
هؤلاء أولى بوقتنا ووقتكم.. وأحق بنقدنا ونقدكم ونقضكم.. والقائمة من المقصودين طويلة، يا أصحاب الأقلام وحُرَّاس الفضيلة..!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق