الخميس، 6 يوليو 2017

عير ونفير وثيران ودبابير

عير ونفير وثيران ودبابير

 أحمد عمر
تُذكّر واقعة طرد العير القطرية بواقعة إعدام الجنود السوريين قطيعاً من الحمير، ميدانياً من غير محاكمة، والسبب خلافٌ عائليٌ. الحسد هو علّة أول جريمة على كوكب الأرض، وقد أمسيت مثل الأوروبيين، أشقى بأخبار شهداء الحيوان، أكثر من أخبار شهداء البشر.
وكان حاسدهم قد قال: تنازعنا وقطر الشرف، فتحوا الجزيرة، ففتحنا العربية كوميدي وسكاي نيوز كوميدي، وأم بي سي. أخرجوا مسلسل أحمد بن حنبل، فأخرجنا مسلسل غرابيب سود. تحالفوا مع تركيا، فتحالفنا مع إسرائيل. دعموا مرسي، فدعمنا السيسي
آووا خالد مشعل، فآوينا أحمد شفيق، وزين العابدين بن علي، وعيدي أمين.. حتى تحاذت الركب، فقالوا: سنرعى كأس العالم، فقررنا أن نملأه بالسم. 
وكأن الطارد يعرف أن العير ستموت من العطش والجوع، وقد منعوا الرعاة من الحمى. والناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار، فمنعوا الماء والكلأ، ويهدّدون بالنار أو ما دونها، وسمعتُ نياتٍ بتعطيش قطر التي تشرب من مياه البحر، بضرب محطة تحلية المياه. ومن الحرب النفسية، أن عمارة الزبادي أعلن حرب الزبادي ضد عنترة، حتى زعم أن الزبادي التركي حليب حمير، وحليب الحمير التركي ثمين، وهو نادر، وفي بلدنا يصفون الخؤون بأن حليبه حرام.
وتابعت خبر ثلاثة أطباء من الكويت التي ذاقت مرّ الغزو العراقي، وهم يأسون على العير التي أضواها الجوع والعطش في رحلة الطرد. وكانت سبب حرب البسوس ناقة، وأخشى أن يكون سبب هذه الخصومة ثعلب، وأحاول أن أفهم سبب كل هذه النخوة العربية التي تبحث عن ذريعةٍ للمعركة، وكان من أسلحة هذه الواقعة التي كشفت عورة الملوك المراهقين أنها حاولت أن تجمّلها بنشر عورة غادة الكاميليا التي انكشف نحرها للرماح البصرية، فتكأكأت الجماهير عليها في اليوتيوب، واضطربت الجغرافيا من غير زلازل جيولوجية، وتبدّلت مواقع المصفوفات السياسية، فإذا محمد دحلان نجوى يثرب، وإذا إيران أغاني جلّقِ، وهناك صحافي عربي فلسطيني يخرج كل يوم بالصورة والصوت والقلم، وعيناه منفوختان من السهر على أغنية أم كلثوم، ليتنبأ بيومٍ أسود كالقطران، ويبشّرنا بابتلاع قطر بعد ابتلاع تيران وصنافير.
هوكينغ، الذي يحاول إعلام الغرب تصديره عبقريا بعد أينشتاين، وفي ملّتي واعتقادي أنّ ذاكر نايك أهدى منهما كليهما، حذّرنا من أن الأرض لم تعد صالحةً للعيش سوى ألف سنة أخرى، وطالب بالبحث عن كوكبٍ غير مفروش. 
ولم يخبرنا كيف يمكن الاستيطان فيه، فليس فيه زبادي ولا حائط مبكى، ولا إرم ذات العماد، ولم يذكر أنّ السبب هو أمثال هؤلاء. 
انتحرت آلاف قناديل البحر من القهر على سواحل مصر، أو حباً في السيسي وجاذبيته، أو تضامناً مع العير العطاش، وخرج القاتل هشام طلعت مصطفى حراً، وقبله حسين سالم، أما ساويرس، فلم يمسسه سوء حتى الآن، فعلى رأسه ريشة. وهناك بشائر كثيرة، منها أن بشار الأسد صار يتجول في الشام، ويشتري الصابون من الباعة حتى يغتسل من الدماء، لم تعد له من جرائم سوى جريمة التهرّب الضريبي. 
وأحاول أن أفهم سبب ظهور مذيعين ومحللين في الخليج العربي، يذكّرون بتوفيق عكاشة، لكن من غير ظرفٍ أو دعابة، وأرى أن السبب في هذا الهراش هو الفراغ العاطفي، 
لقد تذكّر أهل الأراضي المقدسة أنّ القعود عن الجهاد ذلٌّ، وربما تذكّروا قول الشاعر: وأحياناً على بكرٍ أخينا... إذا ما لم نجد إلا أخانا. 
وقد واجهني صديقٌ من أهل الكتاب، فقال أين التسامح المزعوم في دينكم، والنوق تموت على الحدود من العطش، والضرائب تزداد على المسلمين في أم القرى وما حولها. تدفعون الجزية لأميركا وتجبونها من المسلمين الموحدين، وتخرجون الموحدين من جزيرة العرب، وتدعّون الغزاة دعّاً.
فقلت لصديقي: اتقِ الله، يا رجل، ألم ترَ نجدتنا للرئيس العادل علي عبد الله صالح، وإيواءنا العلماني الأخير زين العابدين بن علي، والرئيس الزاهد عيدي أمين، والمجاهد برويز مشرف. وتألّفنا قلبَ ترامب بذلك المال، وفؤادَ ابنته المهيضة الجناح ببعض الدريهمات.. ألا تراه من التسامح والاعتصام بحبل الله المتين، أم على قلوب أقفالها.

هناك تعليقان (2):

  1. واجهني صديقٌ من أهل الكتاب، فقال أين التسامح المزعوم في دينكم، والنوق تموت على الحدود من العطش، والضرائب تزداد على المسلمين في أم القرى وما حولها. تدفعون الجزية لأميركا وتجبونها من المسلمين الموحدين، وتخرجون الموحدين من جزيرة العرب، وتدعّون الغزاة دعّاً.
    فقلت لصديقي: اتقِ الله، يا رجل، ألم ترَ نجدتنا للرئيس العادل علي عبد الله صالح، وإيواءنا العلماني الأخير زين العابدين بن علي، والرئيس الزاهد عيدي أمين، والمجاهد برويز مشرف. وتألّفنا قلبَ ترامب بذلك المال، وفؤادَ ابنته المهيضة الجناح ببعض الدريهمات..

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف