الاثنين، 3 يوليو 2017

شجاعة الجبناء.. !


شجاعة الجبناء.. !

د.عبدالعزيز كامل
مادامت ممالك المماليك الخليجية.. واتحاد إمارات المؤامرات العربية... بالاشتراك مع من تبرع بلا تورُع من زعامات الجمهوريات (الديمو كراسية) .. تملك كل هذا القدر من القدرة والجراءة والجسارة ، على إذلال الخصم وإلحاق المستطاع به من الأذى والخسارة، مثلما هو حادث اليوم مع قطر..
و ما حدث قبل اليوم مع العراق ومصر واليمن وليبيا وغيرها.. بسبب دعاوى تهديد (الأمن القومي) الذي سبق لتلك الدول استباحته بالتعاون مع قوات الغزو الأمريكية..أو بسبب الخروج عن (الإجماع العربي) الذي تسببت ذات الحكومات في جعله مستحيلًا بضربها للثورات العربية ...أو بسبب رعاية " الارهاب الإسلامي المحتمل ".. الذي تسير تلك الدول - من حيث لاتدري - في طريق تحويله إلى "إرهاب" غير إسلامي وغير محتمل..
إذا كان كل ذلك كذلك..وكان لتلك الحكومات كل تلك القدرات على تدبير المؤامرات لتدمير الخصوم وتنفيذ الانقلابات وتشديد العقوبات ..فمتى نسمع - بدل حديث التطبيع الوضيع - عن إقدامهم وثبات أقدامهم أمام دولة العدوان اليهودي التي تربض على أنفاس الفلسطينيين والعرب والمسلمين ؛ على مدى ما مضى من أعوام الاحتلال السبعين الخالية..؟..ومتى نرى من حكام هذه الدول شجاعة اتخاذ القرار بفرض وتشديد الحصار على دولة إيران الرافضية، الماضية في مشروعها على مدار سنوات تآمرها الثلاثين الماضية ..؟ رغم كون هؤلاء الزعماء والأمراء يعانون ويعلنون ليل نهار رفضهم فرض هيمنتها على أربع عواصم عربية، ومع ذلك لايزال أكثرهم يحتفظ معها - ومع اليهود - بعلاقات دبلوماسية واقتصادية، بل وعسكرية...
هل يعلمون أنهم بهذه الرعونة التاريخية يُسهِّلون للمشروع الشيعي سبيل ارتماء قطر وغيرها في أحضان إيران بكل مايعنيه ذلك من خراب وخسران...وأنهم يختصرون على الرافضة - (بشجاعتهم المفرطة) طريق الوصول بمشروعهم الامبرطوري الفارسي الخرافي نحو أكثر المدن حساسية في الأهمية الاستراتيجية، والقدسية الدينية في أطراف وأعماق الجزيرة العربية..!! ..وهل يفهمون أنهم - رغم أنفهم - يسيرون نحو حتفهم وهلاكهم (إن لم يرجعوا) بحسب المعلوم من السنن الإلهية والنواميس التاريخية..؟!
تساؤلات كثيرة متراكمة حول ما وراء الأزمات الخليجية المتفاقمة ..قد لا يملك الإجابة على ألغازها، إلا من خطط منذ البداية فصول التصعيد المتبادل في تطوراتها...وهم بالتأكيد ..بعض المسؤولين (الصغار) في الاستخبارت الإسرائيلية، واستخبارات الولايات " المتحدة " الأمريكية، المكلفين بأسرار صنع القرار لدى المسؤولين (الكبار) في الولايات " غير المتحدة " العربية !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق