السبت، 1 يوليو 2017

حصار الحقيقة...(2)



حصار الحقيقة...(2)

د.عبدالعزيز كامل
إذا كان المحللون والخبراء السياسيون والاستراتيجيون لايزالون يضربون أخماسًا في أسداس؛ كي يقدموا تفسيرًا واقعيًا مقنعًا لما حدث وما يمكن أن يحدث من ألغاز حصار العار على قطر ؛ رغم وجود بقايا من المنابر الحرة...
وإذا كان الحصار المضروب على الحقيقة لايزال مفروضا على النوايا المبيتة من حصار الدمار في غزة...وكذلك على حقيقة ما حدث من قبل في حلب، وما حصل وما يمكن أن يحصل في الموصل.. أو الرقة ..أو دير الزور.. أو درعا.، أو صنعاء.. أو تعز ..أو القدس.. أو سيناء..

..وإذا ظل كذلك حصار الحقيقة مضروبًا على خلفيات وخبايا أحداث محورية ومفصلية مثل المؤامرة الحالية لتركيع حركة حماس الفلسطينية، ومايدبر - كما قال ترامب - لسحق كل حركات الجهاد والمقاومة الإسلامية على مستوى الكرة الأرضية.. 
وإذا ظلت الحقيقة محجوبة عن ما يتوارى وراء تسليم جزيرتي تيران والصنافير للدولة اليهودية بوساطة سعودية..وعلى الترتيبات المتصاعدة لاستدراج الفرس لمعركة مصيرية مع الروم على أرض العرب وبأموالهم وأرواحهم..
إذا كان حصار الحقيقة هو سيد الموقف في كل تلك النوازل الحالية؛ فإننا مقبلون فيما يأتي بعدها على مراحل أكثر ضبابية..وأبعد عن الصراحة والوضوح والشفافية..

التعتيم "الواضح" اليوم - إعلاميا - سيتضاعف إذا ما أُغلقت أو زُورت أو دُجِنت المنابر التي لاتزال تصف نصف الحقيقة كقناة الجزيرة ، وماتبقى من قنوات ومواقع وحسابات أخرى حرة او شبه حرة...وتخيل معي أن جماهير الناس ستصبح - كحال المسجونين - معتقلين مع الصحف والقنوات الرسمية المصري الحكومية...أومأسورين مع قناة (العبرية /العريية) ..ولك أن تتصور واقع المثقف الممنوع من التواصل مع الهامش الفكري الممنوح، في وسائل التواصل الاجتماعي..خاصة إذا هبت العاصفة الهوجاء - المتوقعة بحسب تقلبات المناخ - على حسابات المعارضة السياسية، كما سبق العصف بالحسابات ذات الوجهة الجهادية..
نازلة النوازل، وأم الكوارث ..أن ينشأ لنا جيل لا يعرف إلا ما أراد له أعداؤه أن يعرف..ولا يؤمن إلا بما أراد المضلون منه أن يؤمن...حيث تكون المعلومة معدومة إلا من مصادر من لا خلاق لهم..ولا يأتي تحليل الواقع إلا بما يحلو لهم.. لذلك - أكرر - لا بديل عن السعي للتحرك الإعلامي الإسلامي الجاد لإيجاد بديل، حر وحِرَفي و غير هزيل، يفك الحصار الإعلامي القائم والقادم ، علما بأن حاجة الأمة ليست مقصورة على معرفة الخبر الصادق فحسب، بل تحتاج إلى تحليله تحليلًا رصينًا ، والتوجيه به توجيها راشدا..غير حزبي ولا عنصري ولا علماني ولاسطحي ولا انتهازي..
في انتظار مقترحات المهتمين والمختصين والمخلصين ..أو على الأقل دعواتهم.. لإيجاد هذا البديل.. قبل أن تتبدد كل الحقائق؛ فيضيع بتبديدها ما تبقى من الحقوق ..!
أقرأ 

حصار الحقيقة..(1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق