{ بَلْ أَحْيَاءٌ.. عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}..
_ لا تَحسَبَنَّ .. مجرد حُسْبان أو ظن..
_ ولا تقولن .. مجرد كلام او قول:
بأن من قتلوا في سبيل الله صاروا مجرد رفات في عداد الأموات..
بل هم:
أحيــــــــــــــــــــــااااء عنـــــــــــــــد ربهـــــــــــم يٌرزقــــــــــــــــــــــــــــون
والمعنى _ كما قال الطبري شيخ المفسرين :
" ولا تحسبنهم، يا محمد، أمواتًا، لا يحسُّون شيئًا، ولا يلتذُّون ولا يتنعمون، فإنهم أحياء عندي، متنعمون في رزقي، فرحون مسرورون بما آتيتهم من كرامتي وفضلي، وحبَوْتهم به من جزيل ثوابي وعطائي".. اهـ
هذا السرور..وذاك الحبور؛ وهذا النعم الموصولة بالنعيم المقيم..فسرها وفصلها النبي الشهيد على أيدي اليهود
_ صلوات الله وسلامه عليه_ عندما قال :
( لما أصيب إخوانكم بأُحُد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تردُ أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحُسن مَقيلهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا! لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب ! .. فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم. فأنـزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الآيات.)
_ { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [١٦٩]
_ {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [١٧٠]
_ {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [١٧١].
والحديث | الصفحة أو الرقم : 5205
أخرجه أبو داود (٢٥٢٠) وأحمد(٢٣٨٨) وصححه الالباني في صحيح الجامع (٥٢٠٥)
قال رمز من رموز الشهادة في عصرنا (كما نحسبه) الاستاذ سيد قطب _:تقبله الله_ وكأنه ينعي رفاق الدرب على طريق الخالدين :
(..وبعد أن تستريح القلوب ، وتستقر الضمائر على حقيقة السنن الجارية في الكون ، وعلى حقيقة قدر الله في الأمور ، وعلى حقيقة حكمة الله من وراء التقدير والتدبير . . ثم على حقيقة الأجل المكتوب ، والموت المقدور ، الذي لا يؤجله قعود ، ولا يقدمه خروج ، ولا يمنعه حرص ولا حذر ولا تدبير . .
بعد ذلك يمضي السياق في بيان حقيقة أخرى . . حقيقة ضخمة في ذاتها وضخمة في آثارها . . حقيقة أن الذين قتلوا في سبيل الله ليسوا أمواتا بل أحياء . أحياء عند ربهم يرزقون ؛ لم ينقطعوا عن حياة الجماعة المسلمة من بعدهم ولا عن أحداثها ، فهم متأثرون بها ، مؤثرون فيها ، والتأثير والتأثر أهم خصائص الحياة )..
نعم.. صدقت وصدقت كلماتك الحية..
( التأثر والتأثير..أهم خصائص الحياة)..
فوداعا إلى عالم الأحياء أباعبيدة..
مغادرا عالم الموات والأموات الذي نعيشه..
رفع الله قدرك وكتب أجرك وغفر لك ولمن سبقك ولحق بك..
وعظم الله أجرنا وأجركم..
واحسن عزاءنا وعزاءكم..
وجبر مصابنا ومصاب الغزيين الصامدين وعموم الفلسطينيين والمسلمين..
وقاتل الله ولعن الله أكابر المجرمين وقتلة الأنبياء والمصلحين .. ومكن المجاهد.ين من رقابهم أجمعين.
اللهم آمين
د.عبد للعزيزكامل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق