الإعلام السياسي والعمل السياسي
خلود عبدالله الخميس
الإعلام السياسي, بلا شك, أقذر من العمل السياسي, إن اتفقنا على أن القذارة واقع يتصف به هذا «الكار المهبب»!
حكاية البيضة والدجاجة من موروث الأمثلة الشعبية ذات اللامنطق في ضربها واستمرار التندر بها, فالخالق خلق من كل الأنواع الزوجين, وهي تكاثرت, فالدجاجة قبل البيضة, الأم قبل الوليد, وأرجو ألا يسألني أحد: وماذا عن الأب أو الديك, كيف نحدد من أب هذه البيضة من تلك؟!
لأني سأجيبه: عبر فحص الـDNA!!
أحياناً, بعض الأسئلة من اللائق أن تجيبها بمستوى «هبلها»!
«الإعلام السياسي» هو دجاجتنا في هذا المقال, و «العمل السياسي» هو البيضة!وبما أننا في سيرة «الحظيرة» فلا بأس أن نتناول الفرق بين التكاثر و «التفريخ الإجباري» إي والله, إن الدجاجات تتعرض لاغتصاب ممنهج ومرتب من الديوك حتى يتم إنتاج أكبر عدد من البيض لأن البشر لا يكفيهم الإنتاج الطبيعي!
اعتادوا على القسرية في كل شيء!
ومثل ذلك يحدث «تفريخاً إجبارياً» لسياسيين ما هم بسياسيين، وإذا رأوا العمل السياسي لا يعرفون «وجهه ولا قفاه» ولكنهم بين أظهرنا يقفون ناصبين «عرف الديك» يتدلدل من كتوفهم «البشت» ويسيرون بالشعوب إلى حيث يشعرون بالأمان, إلى بيتهم الأصلي «الحظيرة»!
والآن: راقب الحروب الإعلامية, تجدها هي الأشد وطأة وشراسة في وسط النزاعات السياسية, سواء بين الأحزاب المتشاكسة على مدار العام, أو في السباقات الرئاسية الموسمية, مثلاً.
«البرابوغندا- وهي الدعاية السياسية» وتعتبر أحد أرجل الدجاجة, عفواً أعني «الإعلام السياسي» تلك التي تتحكم بأغلب «مجاري» الأمور حتى طفحت تمتلك السلطة الاقتصادية على الإعلام, فتعمل على بث الأخبار لا بصيغتها الحقيقية بل على شكل إشاعات تريد تمريرها للعامة فتغلفها ببعض الوقائع السطحية لتخرج بالشكل الذي تشاهدونه جميعاً في التلفاز, أو أن تختلق «القصة الصحافية» وهذه المهزلة الأكبر في سيطرة الإعلام السياسي على القرار الشعبي, فالأخير يتجه مخدراً بالعناوين والعناوين المضادة للصندوق ليصوت لسعد أو سعيد, بلا أن يعرف الحقيقة عن سعد أو سعيد!
العمل السياسي نتاج الإعلام السياسي, هو الوليد الذي إما يخرج خديجاً, أو صحيحاً مكتملاً, والذي يحدد قدره «طهارة علاقة التزاوج بين الإعلام السياسي والعمل السياسي بعقد صحيح بلا مثالب» وهذا ما يندر في الصفقات بين الإعلاميين والساسة, معضلة من العهر لا راد لها إلا صحوة ضمائر, وأظنها ستأخذ وقتاً لا بأس فيه حتى تفعل!
نحن في زمن الغفوة والتمطي اللذين يتطلبان عقوداً, ولا نعلم كم إنسان سيبقى على وجه الأرض حتى ذاك!
العمل السياسي والإعلام الذي يدفع به للواجهة يعانيان من أزمة أخلاقية «كبرى» تحت وطأة الأحذية العسكرية التي تريد أن تحكم العالم بالقبضة, بينما منذ أن تأسست الهيئات المدنية الدولية بعد حالة الإبادة الإنسانية التي أدت إليها الحربين, والبشرية لا تستخدم أيديها إلا للمصافحة ونسيت «المصافعة»!
أخاطبكم بالـ «حظيرة والدجاج والبيض» أي «بيت وعائلة ووجبة» فشعوب لم تقدر على تحمل مسؤولية الحرية وتصنع لنفسها قدراً يليق, هذا هو خطابها!
• @kholoudalkhames
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق