خبير: تداعيات هجمات سبتمبر تعود والعرب دفنوا ربيعهم
الخبير السياسي ماثيو قويدر
قال الخبير السياسي ماثيو قويدر إن العالم سيشهد تغيرات على غرار ما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر، وإن المسلمين في فرنسا سيعانون من تضيق وسن قوانين مقيده لهم وذلك عقب الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو قبل أيام مما أدي لمقتل 17 شخصا . وأضاف في حوار مع الجزيرة مباشر عبر الهاتف من مقر إقامته في باريس ذهب أن الحل يمكن في تشكيل لوبي عربي إسلامي قادر على تسويق صور المسلمين، وفي الوقت ذاته العمل على حث المسلمين للدمج في المجتمعات الديمقراطية. وتوقع المحاضر السياسي في عدد من الجامعات الفرنسية أن الدول الأوربية تقوم بالتحقيق في نشاط جماعة الإخوان المسلمين على غرار بريطانيا. ورأى قويدر أن الربيع العربي دفن بيد الدول العربية التي وافقت على توجيه ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا سيدعم الأنظمة الأمنية في المنطقة لماذا وقع حادث شارلي إبدو وما تلاه من أحداث ؟ ما حدث نتيجة تراكم لمشكلات اجتماعية وأمنية تعاني منها فرنسا، وكثر الحديث عنها عقب أحداث 11 سبتمبر، فعلى الجانب الاجتماعي هناك سياسات تنتهجها الحكومات فرنسا منذ سنوات ضد العرب، نظرا للضغوط التي تتعرض لها من قبل الأحزاب اليمنية المتطرفة ،أما من الناحية الأمنية فهناك إصلاحات لم تتم مما تسبب في هذا المشهد الذي تعيشه فرنسا منذ خمسة أيام ، وهناك جانب أخر يتمثل في عدم سعى المسلمين والعرب للاندماج في المجتمعات الديمقراطية والبقاء على ثقافتهم العربية . من وجهة نظرك لما هذا التوقيت تحديدا ؟ ما تركه "الإرهابيون" يقول إنهم اختاروا هذا التوقيت تحديدا والذي يتزامن مع احتفالات العرب بمولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم ليثأروا له ممن أساءوا إليه بالصور الكارتونية ، أما الأجهزة الأمنية الفرنسية فترجع هذا التوقيت إلي التقارب بين الجهادين في تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق ، وبين تنظيم القاعدة (جبهة النصرة) عقب الضربات العسكرية المشتركة التي قام بها الغرب ضد الجهادين مؤخرا. *هل تعتقد أن هناك علاقة بين هذا الحادث وقرار البرلمان الفرنسي بالتصويت لصالح الاعتراف بفلسطين؟ ربما . *غيرت أحداث 11 سبتمبر شكل العالم فهل من المتوقع أن تقوم أحداث فرنسا بنفس الدور ؟ نعم فى11 سبتمبر خلقت العديد من التحالفات وأبرم على أثرها، العديد من الاتفاقات الدولية بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية . وأعتقد أن الضربات الجوية التي وجهتها الدول الأوربية، وأودت بحياة ما يقرب من 3 آلاف مجاهد سواء من تنظيم الدولة أو جبهة النصرة ، فكانت هذه الضربات هي الراية التي وحدت الفصائل الجهادية المتناحرة، على هدف واحد والدول الكبرى اليوم تجري العديد من المباحثات، حول الوضع الراهن ، وهناك تعديل للمعاهدات الأمنية بين أمريكا وأوروبا وهو ما يعني أن هناك تشابها كثيار على تأثير تلك الضربة، وأن هناك تغير في موازين القوى والتحالفات *ما وضع المسلمين في فرنسا بعد تلك الأحداث ؟ المسلمون سيعانون من مصيبة كبرى في القريب ، فعمل إجرامي ل 3 أشخاص فقط، شوه صورة الإسلام والمسلمين الذين يقدر عددهم بالملايين في أورربا. وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد تضيقاً على المسلمين وسن العديد من القوانين التي تعمل على ذلك كما نشاهد في المانيا اليوم المظاهرات الأسبوعية الرافضة لأسلمة أوربا لكن ألا تري أن تصريحات الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية تحمل صورة مغايرة لتلك المخاوف ؟ تصريحات الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية مفيدة ولازمة في تلك اللحظة، لكنها ترمي لطمأنه وتسكين الشارع الأوروبي ،وهذا لن يحل المشكلة لأن الأزمة الحقيقة في غضب الرأي العام الأوروبي الذي يجعل علاقته مع المسلمين على شفا بركان . ما الحل إذن من وجهة نظرك ؟ الحل يكمن في الجاليات الإسلامية الموجودة في أوروبا وفي الولايات المتحدة ، فعليهم العمل على تشكيل لوبي إسلامي على غرار اللوبي اليهودي والأرمني ويقوم هذا اللوبي على التحدث باسم المسلمين. وغياب مثل هذا اللوبي يؤدي إلي المشهد الذي نراه الأن ، كذلك عمل المسلمين على أن يكون لهم ممثلون ومتحدثون رسميون على مستوى الجاليات الأوربية وثالثا الاهتمام بالإعلام والعمل على إنشاء إعلام قادر على التعبير وتغير الصورة النمطية عن المسلمين . حديثك يشير لعدم معرفة الشارع الفرنسي بالمسلمين، على الرغم من تقبله لوجود مسلمين في الحكومات الأخيرة ؟ وجود شخص وتحديدا إمرأه في الحكومة السابقة أو الحالية من قبل اليمين واليسار لا يعني تقبل المسلمين أو حل المشكلة بل يدلل على المشكلة بمعني أن مشاركة إمراه مسلمة أو ذات أصول عربية هو مجرد ديكور ديمقراطي ولو هناك اتجاه حقيقي نحو المسلمين لتم على سبيل المثال مناقشة مشاكل المرأة المسلمة في المجتمع الفرنسي. *ما المطلوب من الدول العربية والإسلامية لدعم الجاليات في الغرب ؟ رفع يدها عن تلك الجاليات ، فالغرب يعتقد أن الدعم من الدول العربية لجاليتها في الغرب يكون على أساس عقائدي ،والدول الأوروبية ترفض ربط الدين بالسياسية وبالتالي التدخل بالدعم يؤدي إلي نتيجة عكسية، ما قرآتك لتصريحات رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان بأن تنظيم الدولة نتاج لغطرسة الغرب ؟ هذه الطريقة من الفكر موجودة داخل الأوساط الأوروبية وعدد منهم يرفض تدخل بلادهم في شئون الدول الأخرى لكن للآسف هذه الأصوات ضعيفة ،وتصريحات دو فيلبان تؤكد تحمل الغرب لمسئولية ما يحدث . *هناك تصنيف عربي لبعض الجماعات ومنهم الإخوان بالإرهاب فهل يمكن للمجتمع الدولي تغير قناعتها تجاه تلك الجماعات بعد الأحداث الأخيرة ؟ ما يحدث في فرنسا يطرح تساؤلا كبيرا ، فالإخوان المسلمون أكبر قوة سياسية داخل "مجلس تمثيل المسلمين" في فرنسا ، لكن في الفترة الأخيرة وتحديدا في عدد من مباريات كرة القدم شوهد لافتات تحمل " اخرجوا الإرهابيين من بلادنا"، وفي الدول الأوربية الرأي العام هو من يقود الدولة ،لذلك إذا تواصلت الضغوط الشعبية على الحكومات فربما يؤدي ذلك إلي سلوك مسلك بريطانيا في فتح تحقيقات حول الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية . ذهب البعض أن رواية مثل "الاستسلام" التي انتشرت مؤخرا في فرنسا هي السبب فيما حدث فما حقيقة ذلك ؟ رواية "الاستسلام "والتي تتحدث عن التنبؤ بوصول حزب إسلامي إلي حكم فرنسا ليست الراوية الوحيدة ، فهناك كتاب " الانتحار الفرنسي" والذي يتحدث عن أن وجود العرب في فرنسا سبب في تراجعها وقد لاقي هذا الكتاب قبولا واسعا ووزع منه نحو نصف مليون نسخة . ما أثر ما يشهده العالم اليوم على الوضع في سوريا ؟ سوريا غابت عن الأنظار منذ الإعلان عن توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدول الإسلامية ، وتحول هذا التنظيم لغطاء لمحاربة ما يسموه الإرهاب وما مستقبل الربيع العربي في ظل تلك المتغيرات ؟ للأسف اليوم ستتغير نظرة العالم للربيع العربي بعد 4 سنوات | |||
وسيكون ضد تلك التغيرات التي أحدثها الربيع العربي لكنها أخلت بالأمن والسلام
وللأسف الهوس الأمني سيؤدي بالضرورة للبحث عن الأمن والاستقرار ،وذلك يتحقق من خلال دعم الأنظمة الأمنية في الشرق الأوسط وهو ما يعني دفن الربيع العربي وعلينا ألا نحمل الغرب مسئولية دفن الربيع العربي ، لأن العرب هم من دفنوه بأيديهم في أغسطس 2014 عندما وافقوا على بتوجيه ضربات عسكرية ضد الدولة الإسلامية والغرب ليس مسئولا أو بريئا من ضياع الربيع العربي بل سانده حتي أغسطس الماضي
ما توقعاتك لمؤتمر فبراير الذي دعت إليها أمريكا لمحاربة الإرهاب؟
سيكون دور المؤتمر القضاء على الدولة الإسلامية، وسيكون هذا التحدي الأكبر أمام الدول الكبرى .
المصدر: الجزيرة مباشر
|
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 17 يناير 2015
خبير: تداعيات هجمات سبتمبر تعود والعرب دفنوا ربيعهم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق