السبت، 17 يناير 2015

حسام الغمري : مختصر الكلام لإسقاط النظام

حسام الغمري : مختصر الكلام لإسقاط النظام

في عام 2012 وأثناء ازمة الاعلان الدستوري الشهيرة تابعت لقاء تليفزيونيا أجرته مذيعة في قناة الجزيرة مباشر مصر مع شاب يسير بكل حماس وهمة صوب قصر الاتحادية وكان الحوار كالتالي :-
المذيعة : انت رايح فين ؟
الشاب : رايح قصر الاتحادية علشان أسقط النظام وأجيب حق الشهدا اللي ماتوا
كان هذا الشاب المسكين يعتقد انه بمجرد وصوله الى قصر الاتحادية سترتفع طائرة هليوكوبتر تحمل الرئيس مرسي ثم يخرج اليه من يحمل نبأ تخلي مرسي عن الحكم وتكليف المجلس العسكري تماما كما حدث اثناء انتفاضة يناير ، ولكن هذا لم يحدث حينها ، وان كان قدم تم عزل مرسي لاحقا بصورة أخرى كان للحشد امام الاتحادية نصيبا ايضا في اللقطة المفبركة .
وحتى نلمس الفارق وهو المحدد الأهم في الحالتين تعالوا نتذكر بعض اللقطات من يناير ويونيو :
>>امريكا تنصح سامي عنان بالعودة الى مصر قبل يوم 25
>>وزير الخارجية كلينتون تصرح بأنها تعتقد ان نظام مبارك مستقر ( إشارة خاطئة كعادتهم )
>>بعد الاشارة الخاطئة يتحمس النظام ويفض الميدان مساء 25 يناير
>>السويس تشتعل لسقوط شهداء وتستنزف قوات الداخلية في خط القناة والشرقية
>>كسر الداخلية يوم 28 عن طريق البلطجية الذين تحركهم المخابرات الحربية ” وقد روى لي ضابط أمن مركزي أن الجيش والشعب كانا يضربان قوات الداخلية يوم 28 وحين وددت أن أستوضح منه أكثر صمت بملامح من تورط في افشاء سر عظيم “
” راجع العلاقة المتوترة بين طنطاوي وحبيب العادلي سادن ملف توريث جمال مبارك قبل يناير “
>>اوباما يحذر الجيش المصري صراحة من استخدام السلاح ضد المتظاهرين ، فيتحول ميدان التحرير الى محمية امريكية والجيش يكتب على دباباته ” يسقط مبارك “
>>ينتهي دور جمال مبارك تماما باعلان استقالته من الحزب الوطني والقبض على ابرز رجاله
>>الجيش يسمح لبلطجيته بالقيام بما عُرف اعلاميا بموقعة الجمل ولكن الاخوان يصدون الهجوم
>>اوباما يأمر مبارك بالرحيل الآن ، والآن تعني الآن
>>دبابات الحرس الجمهوري تدير فوهات مدافعها صوب القصر بمجرد وصول الشباب
>>مبارك ينصاع لاوامر أوباما أخيرا ويرحل .
والآن دعونا نستعرض بعض ملامح الاحداث التي انتهت بعزل مرسي
>>السيسي يعطي اشارة واضحة يوم 22 يونيو مفادها أنه سيحمي المتظاهرين
>>الشرطة تعلن انها لن تحمي مقرات الاخوان
>>السفيرة الامريكية تخبر مرسي بأن السيسي هو كل معارضيه وعليه التفاوض معه
>>مرسي يلتقي مع السيسي ويحاول اقناعه بحلول سياسية للأزمة والسيسي يكسب منه الوقت
>>مرسي يخطب في الشعب محذرا من سرقة ثورة يناير
بيان من الجيش يؤكد فيه أنه لن يترك مصر للظلاميين ( يقصد التيار الاسلامي بالطبع )
>>السيسي يخبر مرسي بأن المعارضة رفضت مقترحاته لحل الأزمة
>>السفيرة الامريكية تخبر مرسي وفريقه بأن الاعتقال هو مصيرهم ان هم رفضوا ترك الاتحادية
>>مرسي يتمسك بالشرعية فيتم اعتقاله وتلفيق محاكمات كاريكاتورية ضده
>>الجيش يقتل الاسلاميين دون هواده في كل الميادين بمباركة امريكية

عفوا عزيزي الشعب المصري

كنت في المرتين مجرد كومبارس متكلم

بينما البطولة كانت لامريكا بمساعدة الاستثمار الجيد لديها باعتراف جون كيري والذي يدعى الجيش المصري
ولعل الجملة الفاضحة كانت حين عبر وزير الخارجية السابق عن حقيقة وجود زواج بين مصر وامريكا تلخص لك الحكاية ، ولا شك ان هذا الزواج – كأي زواج – لا يخلو احيانا لحظات الشد والجذب وربما صياح الزوجة خارج نطاق فراش الزوجية .

اذن كيف يتحول الشعب ليلعب دور البطولة ؟

للاجابة عن هذا التساؤل يجب ان ندرك أن امريكا لا تنظر الى مصر بمعزل عن الاقليم المحيط ، فاذا اردت ان تهزم ارادة امريكا في مصر يجب ان تكون على دراية تامه بنقاط ضعفها الآنية في الاقليم .
ويجب ان تعلم عزيزي الثائر
انها بحق معركة تحرير واستقلال
وليس فقط معركة اسقاط نظام
فمصر محتلة من اشرار افقروها واضعفوها وجعلوها اضحوكة العالم
وفيها غالبية العرب المسلمين وفي موضع القلب من الجسد
ولهذا تستهدف منذ القدم كما يستهدف القلب عند النشان للقتل
فما هو الوضع الاقليمي الآني ؟
ان الدولة الاسلامية هي المنحة التي تمنحها السماء لهذه الأمة المكلومة ، وقبل ان تنزعج من عبارتي هذه وتكيل الى الاتهامات اعلم ان أمريكا لا تترك بقعه من الأرض في منطقتنا تحكم بنظام غير خاضع راكع لها ، وهو الأمر الضامن لأمن اسرائيل واستمرار النفوذ الامبراطوي للغرب ، ولعلنا نذكر ماذا فعلت امريكا بنظام صدام حسين حين خرج عن عباءة سيطرتها وفشلت في اسقاطه عن طريق عملائها ، فاضطرت الى الدفع بجيوشها لاسقاطه دون حتى موافقة من مجلس الامن الاراجوزي الموجود في ارضها وبحجج ثبت للعالم تلفيقها ، ولكن امريكا فوجئت بعدها بمقاومة اسلامية أثخنتها وافقرتها وزعزعة ثقة قادتها في جنودها المنتحرين باعداد غير قليلة ، ولولا الطيران والسبق التكنولوجي والقنابل فائقة التدمير ما اسقط نظام صدام من الاساس .
” ولله در المجاهدين في العراق وافغانستان “
والآن دعوني أورد لكم تصريح خطير لرئيس الاركان الامريكي في 2010 والذي قال فيه : كدنا ان نعلن هزيمتنا في العراق في عام 2008 لولا ظهور الصحوات .
والصحوات جماعة من السنة اغرتهم امريكا – زانية العالم – بخيرات العراق والمشاركة في الحكم بصورة ديمقراطية بعد انسحابها الذي بات حتميا بشرط المساعدة في دحر المجاهدين الاسلاميين .
ولأن بأسنا بيننا شديد كما اخبرنا رسولنا الكريم كدعاء منعه الله عن حبيبه ورسوله في امته ، استطاعت الصحوات دحر المجاهدين الى صحراء العراق الغربية ، ثم انسحبت امريكا وفق شروط المالكي الايرانية بعد اغتيال أبو عمر البغدادي زعيم دولة العراق الاسلامية حينها بغارة جوية خبيثة .
ولكن السماء عاقبت سنة العراق على موقفهم هذا ، فشاهدوا احكام اعدام بالمئات ، واغتصاب للبنات ، وفض مسلح للاعتصامات ، وتمييزا كبيرا للشيعة ، فانقلبوا على عهد امريكا وتحولوا الى حاضنة حانية للدولة الاسلامية التي استفادت جيدا من الأزمة السورية وتمددت ثم اعلنت الخلافة .
وما أشبه الليلة بالبارحة
كل الذين وعدوا بجنة السيسي اكتووا بناره الا قليل
تماما كما حدث في العراق
اذن امريكا تدرك يقينا ان مصر قاب قوسين او ادنى من الانتفاض ضدها تحت راية اسلامية واضحة وجلية ، تستلهم روح الفداء والشهادة وماضي السلف المجيد ، وربما نفس راية الدولة الاسلامية لتشابه العوامل والظروف فتتسع جبهة حربها البرية المنتظرة بحلول الربيع .
فما الذي يمكن ان يجعل امريكا تأمر جيشها المصري بالتخلي عن السيسي واعوانه ؟
فقط انفجار الوضع الامنى
وخروج مدن ومناطق خارج سيطرة الجيش
وهو الوضع الأمثل لظهور ولاية جديدة علىى غرار ولاية سيناء
عندها ستسرع امريكا لتغيير الوجوه وربما اعادة الأخوان الى الصدارة ولكن باصدار جديد
وحريات مؤقته حتى تنتهي تماما من غريما الصاعد كاليث الجائع في المشرق العربي
اذن انت مضطر ايها الشعب ان كنت جادا في اسقاط النظام الى :-
>>كسر الشرطة ذيل العسكر الرخيص بنفسك ودون مساعدة من احد كما حدث في يناير
>>تعطيل مصالح رجال الاعمال المنتفعين من النظام العالمي تعطيلا مباشرا وتأميم الثروات
>>القضاء على الاعلام الذي يدار من تل ابيب
>>مواجهة اجهزة تابعة للجيش على استعداد للقتل من أجل السيسي
عندها ستهرع امريكا لمحاولة تهدئة الاوضاع في مصر ، خاصة وان استشعرت خطورة على مصير الملاحة في قناة السويس حيث تعبر بوارجها الحربية والنفط ، ولكن ؟
هل سنكون قد تعلمنا الدرس ؟
هل سنقبل ثانية بنصف ثورة ؟
هل سنعود الى اداء دور الكومبارس ؟
هل سنغادر الميادين ؟
هل سننادي بالاصلاح دون التطهير المباشر ؟
بالطبع هو قرارك ايها الشعب وليس قراري
فلست الا رجلا يبتغي وجه الله وصالح أمته من اندونسيا حتى مغربنا الأنيق
والله تعالىى أعلى وأعلم

حسام الغمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق