الجمعة، 9 يناير 2015

"هاندرسون": من هو حفيد ابن سعود الذي سيرث لقب "خادم الحرمين"؟

"هاندرسون": من هو حفيد ابن سعود الذي سيرث لقب "خادم الحرمين"؟

الترجمة/ خدمة العصر
بقلم: سايمون هاندرسون / مجلة "فورين بوليسي"
مع دخول الملك عبد الله إلى المستشفى، فإنه يجب على الغرب أن يستعد لمعركة خلافة عاصفة داخل بيت آل سعود.
آخر الأخبار من المملكة العربية السعودية تفيد أن الملك عبدالله البالغ من العمر 90 عاما "يتعافى من المرض"، كما جاء على لسان ولي العهد، ويمكن أن يكون محقا: ذهب الملك إلى مستشفى في الرياض في ديسمبر 31 ويستغرق العلاج بالمضادات الحيوية أسبوعا، وهي الطريقة القياسية لعلاج الالتهاب الرئوي، ليكون فعالا.
ولكن هذا لا ليس وقتا للاسترخاء، فالمملكة عضو رئيس في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يختبر مقاتلوه دفاعاتها، وهذا ما أظهره هجوم 5 يناير على الحدود السعودية-العراقية، الذي قتل فيه ثلاثة من حرس الحدود السعوديين.
أيضا، ينبغي أن تكون المملكة العربية السعودية لاعبا رئيسيا في سوق النفط المنهارة، ولكنها عاجزة حاليا وغير قادرة على وقف تراجع سعر النفط ولكن تواسي نفسها بأن أمريكا منتجو النفط الصخري، فضلا عن روسيا وإيران، وربما تجد العملية أكثر إيلاما.
 حتى لو كان الملك عبد الله لا يعاني أي نكسات صحية، فإنه من المحتمل أن يكون خارج الصورة لبضعة أسابيع، لانشغاله بالتعامل مع آثار وتداعيات الالتهاب الرئوي، وهذا هو التحدي الكبير.
 إلى الآن، كان أعلى صانع قرار في المملكة ولعب دورا شخصيا في فك الاشتباك الدبلوماسي مع قطر المجاورة، وعقد قمة مع العاهل الأردني الملك عبد الله، واستبدال ستة وزراء في تعديل وزاري خلال الشهر الماضي.
هل سيسمح الملك عبد الله لولي عهده، الأمير سلمان، لتولي هذا الدور في غيابه؟ ربما لا. ثمة تساؤلات حول مدى قدرة الأمير سلمان، رغم التزامه بجدول أعمال مزدحم من الاجتماعات والمناسبات العامة.
وكما كتب المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، بروس ريدل، قبل عامين تقريبا، فإن ولي العهد "أُفيد بأن حالته المرضية تزداد سوءا... وغالبا، فإنه لا يصل إلى هذا المنصب"، كما نقل تحليل للبي بي سي أيضا عن تقارير غير مؤكدة أن سلمان "يعاني من مشاكل صحية".
والسؤال الرئيس هو: إلى أي مدى سيكون للملك عبد الله تأثير في سياسة القصر بخصوص خليفته، الذي يتزايد النقاش حوله.
وكان الرأي السائد من المعلقين الذي يكتبون عن المملكة، أنه ينبغي أن تكون عملية الاستخلاف للعرش السعودي، هذه المرة، "على نحو سلس". غير أن المحاذير بشأن المخاوف المستقبلية تتركز في أن على المملكة الصحراوية أن تختار قائدا وليس حول كيف سيكون اختيار خليفة عبد الله.
لقد حان الوقت لأن تراجع الحكمة التقليدية. في الواقع، فإنه من غير المرجح أن تكون عملية الانتقال المقبلة في المملكة العربية السعودية سلسة، رغم أن هذه هي الصورة التي يريد آل سعود أن تظهر.
ويمكن القول إن القيادة في المملكة تبدو، في الواقع، على مفترق طرق، خصوصا مع تنافس جناحين داخل العائلة المالكة على الهيمنة.
ويمكن يمكن أن يترتب على هذا التنافس مجموعة وجوه جديدة في مواقع السلطة في الرياض. وهذا يمكن أن يظهر وكأنه مشكلة بالنسبة لواشنطن، مع إمكانية استبدال ذوي الخبرة بآخرين من أصحاب الطموح المجرد.
 في هذه الظروف، فإن إرث الملك عبد الله من النهج غريب الأطوار، قليلا، الذي اتبعه -السماح بتهميش رجال الدين الأكثر تشددا ولكن إبقاء القدم دائما على الفرامل- يمكن أن يصبح ذكرى بعيدة.
أن نفهم لماذا خلافة المعركة القادمة ستكون شائكة جدا، فإنه من المهم أن نفهم نظام الخلافة الذي اعتُمد في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها.  
جميع الشخصيات الرئيسة -الملك عبد الله نفسه، وكذلك ولي العهد الأمير سلمان وولي العهد نائب الأمير مقرن- هم أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز، المعروف أيضا باسم ابن سعود. عندما توفي في عام 1953، ترك خلافة العرش تنتقل من ابنه الأكبر إلى من هو أصغر منه وهكذا، وليس من الأب إلى الابن.
وقد توفي جميع أبنائه 35 الأصليين، ولم يبق منهم إلا القلة. وكل من تبقى -بخلاف عبد الله نفسه، سلمان والأمير مقرن- تم تجاهلهم في العرش. والأمير مقرن، 69 سنة من العمر، هو أصغر أبناء الملك عبد العزيز على قيد الحياة.
الصراع، في جوهره، تركز بين السديريين، أكبر مجموعة من الأخوة الأشقاء من أبناء ابن سعود، والبقية.
في الأصل كانوا سبعة أقوياء من السديريين، جميعهم ولدوا من نفس الأم التي تنحدر من عشائر سدير، وعلى هذا لقبوا بــــ"السديريين السبعة"، وضمت المجموعة بعض الأبناء الأكثر طموحا الذين هيمنوا على بيت آل سعود منذ الستينيات من القرن الماضي: الملك فهد (توفي 2005)، ولي العهد الأمير سلطان (توفي 2011)، ولي العهد الأمير نايف (توفي 2012) كانوا سديريين وأكبر من ولي العهد الأمير سلمان. ومن تبقى منهم، نائب وزير الدفاع السابق الأمير عبد الرحمن، الأمير تركي ونائب وزير الداخلية السابق الأمير أحمد، إلى جانب الأمير سلمان.
وقد تمكن عبدالله، أصغر من فهد وأكبر من سلطان، من الصعود إلى الصدارة، رغم الجهود الجبارة التي بذلها السديريون لإبعاده. ولكن منذ أن أصبح ملكا في عام 2005، كان على عبد الله أن يقبل بثلاثة سديريين أولياء للعهد، وهم على التوالي: سلطان، ثم نايف والآن سلمان. ومع عدم وجود إخوة أشقاء له، فإنه أقام تحالفات مع الأمراء غير السديريين لتعزيز سلطته. والأهم من ذلك، أنه كان أيضا قائد الحرس الوطني، أكبر قوة مقاتلة في المملكة.
 من منظور غربي، فإن الطريق الذي ينبغي اعتماده أن يتنازل عبد الله عن العرش وأن يتم إبعاد سلمان (هناك آلية لإعلان عدم أهلية الملك أو ولي العهد طبيا)، ليصبح مقرن ملكا.
أما من وجهة نظر السعودية، فإن هذا لن يجدي نفعا. داخل العائلة المالكة، هناك احترام كبير للأصول، والتاريخ ونقل منظم للسلطة.
على الرغم من أن سلمان قد لا يكون قادرا للوصول إلى منصب الملك، لكنه من الصعب جدا، سياسيا، لأفراد العائلة المالكة السعودية إبعاده جانبا: الأمراء لا يحبذون أي مخرج يفضي إلى الشقاق، والذي سيكون مكشوفا أمام العالم.
لذلك، بالنظر إلى عجز عبد الله وطموح سلمان، (أو بدلا من ذلك، قد تكون شهوة أبنائه للسلطةوتردد مقرن، على ما يبدو، للدفع بنفسه لمشروع القيادة، فمن السهل أن نفهم أن الكثير من السعوديين يبدو أنهم يرون أن خلافة سلمان أمر لا مفر منه. ويشير هذا المنطق إلى أن -مرة أخرى، لا يريدون أن يثيروا ضجة أكثر من اللازم- سلمان سيمرر ولاية العهد إلى الأمير مقرن.
ولكن هذا ليس بالضرورة ما سيفعله سلمان إذا ارتقى للمنصب، إذ إن الملك الجديد سيكون له الحق في تعيين ولي عهد خاص به. نعم، أنشأ الملك عبد الله منصبا جديد، تحت اسم "نائب ولي العهد"، وعين فيه  مقرن، ولكن هذا لا يضمن أن تتم ترقية مقرن وليا للعهد، حيث كان محاولة من عبد الله ضمان ولاء مقرن..
سلمان قد يعكس خطط عبد الله بمجرد أن يصبح ملكا، وربما يمرر تعيين أخيه الأخ الشقيق، أحمد، الذي تم تجاوزه في السابق، وليا للعهد. مع ذلك، فإن تركيز السلطة قد يكون أكثر مما يتحمله الأمراء غير السديريين.
ولا يزال الباب مفتوحا أمام معضلة: أين ينتقل العرش بعد مقرن، فكل أبناء ابن سعود لقوا حتفهم أو غير قادرين، فمن هو حفيد ابن سعود الذي سيرث لقب خادم الحرمين الشريفين؟
وبالنظر إلى الدور المركزي للمملكة العربية السعودية في مواجهة التحديات الراهنة في الشرق الأوسط، هل يكفي أن تكون عملية الاستخلاف على نحو سلس، أم إنه ينبغي على واشنطن وعواصم غربية أخرى أن تشجع بيت آل سعود ليسمح للأمير صاحب التجربة ومواصفات القيادة في التصدر؟
هناك حجة واحدة على الأقل ينبغي أن تقنع المؤسسة المحافظة في قصور الرياض: بالنظر إلى للتهديدات الإقليمية في الشرق الأوسط، فإن اتخاذ قرار مشوش الآن بشأن الزعيم القادم يمكن أن يهدد مستقبل العائلة المالكة نفسها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق