بيرة عم كامل!
آيات عرابي
خلال 1400 سنة هي عمر الإسلام، لم يسبق أن خرج شخص ليعلن صراحة هكذا، ودون مواربة أن نصوص الإسلام تعادي الدنيا كلها.
خلال الستين سنة الماضية، كان الغرب يحكم مصر وغيرها من الدول العربية بالوكالة عبر حكومات تركها الاحتلال قبل رحيله، وعلى الرغم من العداء الشديد الذي كان يكنه هؤلاء الحكام، والذي بدا واضحاً في سلسلة من الجرائم الوحشية التي لا يتسع هذا المقال لذكرها، إلا أن القاسم المشترك بينهم كان الإيحاء باحترام شعائر الإسلام، وبالذات في بلد مثل مصر كان إعلامها يسوق دائماً أن شعبها متدين بالفطرة، كان ذلك قبل مرحلة التدين الوسطي الجميل نسخة (بيرة عم كامل في البلكونة)، والتطور المذهل الذي فاجأ المصريين هو التعدي الواضح لعميل الانقلاب على قيم الدين ومهاجمته لها، بصورة لا تحتمل التأويل في عقر دار الأزهر الذي كان هو الآخر يسوق على أنه منارة الإسلام في المنطقة.
المجاهرة بمعاداة الإسلام كما فعل قزم الانقلاب، كانت المرة الأولى في تاريخ حكم العسكر الذي كان ينزح من بئر خونة لا ينتهي على ما يبدو، كان وجه قزم الانقلاب مكفهراً وهو يقول لجمهوره من العمم الأزهرية إنه لابد من الخروج على الدين ليروه من الخارج، وهو ما أثار عاصفة لم تنته حتى الآن.
وخرج عدة علماء معتبرين من غير المحسوبين على الانقلاب ليكفروه صراحة، مثل: الشيخ سلامة عبد القوي وكيل الأزهر السابق، والشيخ وجدي غنيم.
وما قاله لم يكن سوى تتويج لمعاداته للدين التي كشف عنها في أكثر من مناسبة ومنها مجازر رابعة والنهضة وغيرها، وظهور تلك الأبواق المشبوهة من إعلاميين وغيرهم، ليصبوا في آذان الشعب سيلاً موجهاً مقصوداً من الدعاوى العجيبة التي تعادي الإسلام صراحة، والتي بدأت على استحياء في البداية، ثم احتدمت وتحولت إلى نغمة تعزفها أوركسترا كاملة.
قزم الانقلاب ليس لديه ما يقدمه سوى أن يسوق نفسه محارباً للإرهاب، حتى إنه ابتذل الكلمة بصورة غير عادية للدرجة التي جعلته يتحدث حتى في الصين، التي تقمع مسلمي تركستان الشرقية وتحيل حياتهم جحيماً عن الإرهاب!
والصيغة المرضية لتلك العصابة هي أن تتمرد ببساطة على الدين وتخرج منه (عشان تتفرج عليه)، ويمكنك وقتها أن تشتري زجاجة بيرة من عند عم كامل، لتساعدك على المزيد من التأمل بعدما (تخرج منه).
والأمر ليس فقط إفلاساً سياسياً وفشلاً دماغياً، بل هو مبررُ بقائه، فعلى الرغم من خلعه ثيابه في سيناء وتحويل الجيش إلى مرتزقة يدمرون الحياة البشرية في سيناء، إلا أن جرائمه جاءت بنتيجة عكسية؛ فسيناء تحولت كلها تقريباً إلى مخزون عداء وكراهية للجيش عبر عن نفسه في عملية كرم القواديس، التي فضحت ذلك الجيش الكوميدي غير القادر حتى على حماية دبابة أمام بنادق، وكشفت أنه تم محو شرفه العسكري الذي كان الإعلام يصدع رؤوسنا به طوال الستين عاماً الماضية، وأنه في الحقيقة ليس جيشاً كما كنا جميعاً نظن بل هو قوات شرطة مسلحة بالدبابات والطائرات، هدفها حماية النظام الذي عينه الاحتلال قبل رحيله.
ذلك التطور الذي تسببت به حماقة ذلك الأخرق، سيجعل من عينوه يفكرون ألف مرة في الإطاحة به من المشهد، ويبدو أنه قد شعر بذلك، فسعى إلى تقديم القرابين لأسياده، في محاولة لتقديم الإسلام نفسه قرباناً ليرضى عنه الغرب، ليظل في مكانه حتى إشعار آخر، فهو شخص قطع علاقته بربه ولا يشغله الآن سوى البقاء أطول فترة ممكنة، وسيخلع المزيد من الملابس وسيقدم المزيد من التنازلات وسينبطح أكثر وسيفترش الأرض تحت أقدام الصهاينة، ولن يتوقف الأمر على إخلاء مدينة رفح الذي بدأ فيه بالأمس، وهو على استعداد لإشعال حرب أهلية فقط، ليبقى يعاونه في ذلك تواضروس والطيب وغيرهم من أفراد عصابة الانقلاب، ولكن صدامه الواضح مع الإسلام وعداوته الصريحة له سيقلبان الطاولة على رؤوس الجميع إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق