الأربعاء، 14 يناير 2015

إذا مات دحلان.. فكلهم دحلان!

إذا مات دحلان.. فكلهم دحلان!

كيف أكتب؟ ولماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟


بقلم د محمد عباس

مرة أخرى ينفجر القلب بالألم....
تتهاطل الأسئلة كتلك الصواريخ الساقطة على أهلنا في فلسطين:
كيف أكتب؟..
كيف أكتب وقد استحال الدم حبرا والحبر دما..
كيف أكتب والنيران التي تشتعل في أجساد أبنائي في فلسطين تسري في عروقي وتجري في دمي وتحرق قلبي..
ولماذا أكتب؟
وهل أفلحت كل الكتابات في إسقاط صاروخ أو الحماية من رصاصة أو إطفاء حريق..
ولمن أكتب؟
لحكام خانوا وهانوا وباعوا..
لا.. كلمات الخيانة والبيع والهوان لم تعد تصلح..
وليس ثمة مناص من أن ننحت من اللغة كلمات جديدة ليس لها مثيل لتصف جرائم خسيسة ليس لها مثيل..
ذلك أن جرائم حكامنا جرائم مركبة، الفرق بينها وبين الجرائم العادية كالفرق بين زنا المحارم والزنا.. وبالفعل والواقع فإن ما يمارسه الحكام مع الأمة هو زنا المحارم..
أما نخبتنا السائدة المتحالفة مع السلطة فأشبه ببغي لا تمارس البغاء من أجل الحصول على الثمن بل لتنشر الإيدز بين الأمة لتفقدها مناعتها.
وبالفعل والواقع.. فإن نخبتنا المثقفة الرسمية لا تنشر بين الأمة إلا الإيدز الفكري..
لمن أكتب؟
للأمة العاجزة المستباحة المشلولة التي فهمت وأدركت لكنها عجزت عن المواجهة لأنها عجزت عن دفع تكلفة هذه المواجهة. للأمة التي حرصت على الحياة فلم تنل إلا الذل والهوان والعار والموت..
الأمة التي لم تدافع عن نفسها كما ينبغي لها أن تدافع.. وما منعها عن ذلك الدفاع جبن أو ضعف أو خور.. ولكن منعتها نخبة مثقفة مزيفة ليست سوى نخبة من أحط العملاء وكهنة لا علماء.. باعوا الآخرة واشتروا الدنيا.. بل كانوا أحط و أخس.. فقد باعوا الآخرة لدنيا غيرهم.. وما منعتها إلا ببلبلة الفكر وتحريم الحلال وتحليل الحرام .. وبإقصاء الجهاد بعد أن سموه-عليهم اللعنة- إرهابا..
كيف أكتب ولماذا أكتب ولمن أكتب؟
هل أكتب لكي أستدر عطف القراء على الدم المسفوك والأشلاء الممزقة والعرض المغتصب والمال المنتهب والمساكن المهدمة؟
هل أكتب لكي تسيل عبرات وتتصاعد آهات وتحرق الجوف زفرات ثم أؤوب قانعا وقد ظننت أنني أديت واجبي.
هل أستفز إنسانية القارئ ليرحم ويعطف ويتمزق قلبه من الحزن والأسى؟..
لكنني لا أشعر بذلك كله.. وما أشعر إلا بغضب جائح هائج مائج يزلزل كياني..
فقضية فلسطين ليست قضية إنسانية نتصدق فيها على من ذل ونعزي فيمن مات.. قضية فلسطين هي قضيتنا المحورية التي إن لم نقم بها فليست لنا قضية أخرى.. قضية فلسطين هي قضية لا إله إلا الله محمد رسول الله..
قضية فلسطين تكاد أن تكون الفيصل بين الإيمان والكفر فإن لم يكن الكفر فما هو أشد منه وهو النفاق فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار.. 
قضية فلسطين هي قضية الكرامة والوجود.. 
قضية فلسطين هي قضية التاريخ والجغرافيا والاجتماع والاقتصاد.. 
قضية فلسطين هي قضية التواصل.. تواصلنا مع الشهداء عبر القرون ومع الفاروق ووديعته ومع دين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
ليست القضية قضية إنسانية ولا قضية لاجئين.. ولا حتى قضية فلسطين إنما هي قضية الإسلام والمسلمين.. قضية الجهاد : ذروة سنام الإسلام..
***
تتوالي الصور على شاشات التلفاز وعلى الشبكة العنكبوتية..
و أقرأ كلمات الرثاء التي تدلل على وحشية العدو المجرم بدليل قتله للأطفال والنساء فيشتد بي الغضب.
فهل دم الرجال أقل حرمة؟ أم أن قتل المدنيين هو المستهجن أما قتل المجاهدين فمسموح به .. أم أن حرمة دم المجاهد في المقام الأول وإن تساوى الدم كله..
تتوالى الصور وتبدو بعض التعليقات كأنها تستجدي الرحمة ولكنني أريد لهذه الصور أن تشعل في نفوسنا نارا لا يخبو أوارها إلا بعد أن تعود فلسطين.. فلسطين كلها عربية..
تتوالى الصور.. حيث يبدو أن الجيش المجرم لإسرائيل المجرمة هو المعتدي.. وذلك شرَك خداعي وقعنا فيه.. فالجيش المجرم هو جيش الغرب الصليبي الصهيوني كله.. هو جيش الحروب الصليبية وجيش الروم وجيش هرقل.. وذلك ما غفلت عنه الأمة الإسلامية فكان عليها أن تخسر كل حروبها منذ جهلت هذه الحقيقة.
تتوالى الصور، أرى الأشلاء والدم والجروح، أرى الموت، وأسمع صرخة زوجة ولوعة أم وأنين طفل، وأبكي، فما أنا رغم الغضب إلا إنسان يحس ويتألم....ويبكي..
أرى وجه محمود الزهار يقبل جبين ..
وليس أي ابن وليس أي جبين..
كان جبين شهيد..ولم يكن الشهيد الأول..
كان الثاني من أبنائه الشهداء..
كان بين 18 شهيدا معظمهم من ''القسام'' و45 جريحاً

كان ذلك في 15 / 01 / 2008 حيث تقدمت قوات صهيونية خاصة، مصحوبة بعشرات الآليات والجرافات وبدعم مروحي للطائرات الحربية، وتوغلت في حي الزيتون شرق قطاع غزة صباح اليوم، وقامت بإطلاق النار وصواريخ من طراز "أرض أرض" على المناطق الفلسطينية شرق قطاع غزة. فتصدى لهم الأبطال بسلاحهم المتواضع، لتغتالهم قوات الاحتلال الصهيوني في مذبحة واحدة ثم بدأت بإطلاق النار بصورة مباشرة على سيارات الإسعاف الفلسطينية التي تحاول إنقاذ الجرحى ونقل جثامين الشهداء. وكان من بين الشهداء حسام الزهار، نجل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار
وفى رد فعله على استشهاد ابنه أكد الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أنه لا فرق بين شهيد ارتقى وآخر، فكلهم فداء للوطن، مؤكداً أن دماء ابنه حسام الذي ارتقى شهيداً صباح اليوم الثلاثاء (15/1) في قصف صهيوني "فداء للوطن ولفلسطين وللأقصى".
يومها رأيته على شاشة التلفاز..
رأيت الألم كما لم أر الألم أبدا..
ورأيت الشجاعة كما لم أر الشجاعة أبدا..
ورأيت الأيمان يشع نورا و أمانا واطمئنانا
ورأيت الإصرار والصبر..
ورأيت في عينيه هو بنفسه عيني شهيد..
ولست أدري حتى الآن.. إذا ما كان إجهاشي بالبكاء ساعتها تعبيرا عن التأثر والانفعال أم عن الإعجاب والانبهار..
***
ينفجر الألم..
أبصق في وجه عالم يدعى الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.. عالم وحشي رمانا بدائه وانسل.. وأتذكر ديننا فأشعر –رغم طوفان الألم والأحزان-بالفخر.
أبصق في وجه كل دحلان بين حكامنا.. وجلهم دحلان..
تتوالى الصور والأصوات أتذكر أبنائي وبناتي في فلسطين الذين يراسلونني..
أتذكرهم جميعا..
أتذكر على سبيل المثال رائد الفلسطيني الذي راح يبثني حجم هم وطنه وأنا أكثر عجزا عن مساعدته من عجزه عن مساعدتي.. إنه يستطيع أن يمنحني القدوة والمثل فماذا يمكن أن أمنحه..؟!
 وهل هناك فرق بين الطواغيت هناك والطواغيت هنا.. بين العسس هناك والعسس هنا.. ؟!
أتذكر غريبة المنفى.. هكذا عرفتني بنفسها تعريفا لا يمكن أن أنساه أبدا فأبويا لا ينسيان مهما مرت من دهور.. قالت لي أن أباها اسمه النكبة و أمها اسمها النكسة..
لا تقري عينا يا غريبة المنفى.. ستظلين غريبة فأخوالك و أعمامك لا يقلون خزيا ولا عارا ولا سوءا..
أتأمل الملامح عبر شاشات التلفاز..
هل ما يزال قرائي أحياء؟! هل ما يزال رائد حيا؟ هل ما زالت غريبة المنفى تعيش.. أحدّ بصري عبر الشاشات لكن كيف أميز بين الدم المسفوك إن كان لقارئ أم كان لغير قارئ..
وكيف أميز الشلو الممزق من الشلو الممزق.. كيف أميز عبر الشاشات جثة متفحمة من أخرى.. وكيف أعرف ملامح مزقتها قنبلة أو شوهها صاروخ أو سحقها مبنى منهار..
ثم..
هل هناك فارق بين رائد وبين أي فتى فلسطيني؟ أو بين غريبة وأي فتاة فلسطينية؟.
***
تتوالى الصور والأصوات.. أصرخ: هل حكامنا بشر لهم قلوب تنبض أم جمادات قدّ قلبها من الصخر. لكن الأمر لا يتعلق برقة القلب ولا بغلظته.. وإنما بانعدام الأخلاق والوطنية والدين.. فأنا لا أتصور كيف يمكن أن يكون هناك بشر يشارك في حصار الفلسطينيين فيمنع عنهم الطعام والشراب والدواء ومستلزمات الحياة الرئيسية.. هل قلت: لا يمكن أن يكون هناك بشر؟..
لا والله.. ولا الحيوانات تفعل ذلك.. أما النخبة الفاجرة فهي تزين ذلك وتروج له وتدافع عنه.. أما أنا فلا يغادرني الإحساس الذي كتبت عنه قبل ذلك كثيرا.. 
الإحساس الذي يسيطر علىّ فأصرخ:
أعتذر إليك يا حبة القلب يا فلسطين.. أعتذر.. فأنا غير قادر على كتابة كلمة واحدة تشيد ببطولتك الفذة التي لم يشهد لها التاريخ كله مثيلا..
ما من شعب فعل ما فعله شعبك.. وما من أطفال في كل العالم عبر كل التاريخ فعلوا ما فعله أطفالك.. وما من آباء ضحوا كما ضحى الآباء فيك.. وما من أمهات زغردن لعرس الشهيد من أبنائهن كما زغرد نساؤك.. وما من مكان في العالم استشهد فيه من الحكام ما استشهد من أبناء حكامك..
و لقد رصدت وكالة "قدس برس" أسماء أكثر من 45 شهيداً من أبناء قادة "حماس"، استشهدوا خلال العقدين الماضيين من عمر الحركة، سواء خلال الانتفاضة الشعبية السابقة أو انتفاضة الأقصى الحالية.
وحسب الإحصائية الخاصة بوكالة "قدس برس"؛ فإنّ بعض هؤلاء الأبناء استشهدوا وآبائهم، وهم أبناء القادة من الصف الأول والثاني والثالث في حركة "حماس".
وعلى سبيل المثال فقد استشهد نجلا الدكتور محمود الزهار: خالد وحسام، أما الدكتور نزار ريان فقد استُشهد نجله إبراهيم، والشيخ محمد طه: استشهد نجله ياسر وزوجته وطفلته، والشيخ عبد الفتاح دخان: استشهد نجلاه طارق وزيد، الشيخ حماد الحسنات: استشهد نجله ياسر، والشيخ أحمد نمر حمدان: استشهد نجله حسام، الشيخ إبراهيم تمراز: استشهد نجله صهيب، والدكتور مروان أبو راس: استشهد نجله عاصم، والدكتور إبراهيم اليازوري: استشهد نجله مؤمن، والشهيد عدنان الغول: استشهد نجلاه بلال ومحمد، والشهيد صلاح شحادة: استشهد وزوجته وإحدى بناته، والدكتور خليل الحية: استشهد نجله حمزة،و النائب "أم نضال" فرحات: استشهد أنجالها نضال ومحمد ورواد.
والدكتور علي الشريف: استشهد نجله علاء، والشيخ أحمد الجعبري: استشهد نجله محمد وشقيقاه حسن وفتحي، والشيخ حسين أبو كويك: استشهدت زوجته بشرى وأطفاله براء وعزيز ومحمد، والشيخ منصور أبو حميد: استشهد نجله أحمد، والمهندس عيسى النشار: استشهد نجله علي، والشيخ نبيل النتشة: استشهد نجله باسل، والشهيد الدكتور نبيل أبو سلمية: استشهد في قصف منزله هو وزوجته سلوى وأطفاله يحيى ونصر الله وسمية ونسمة وهدى وآية. والشيخ عبد العزيز الكجك: استُشهد نجله ناصر، والشيخ أبو بلال الجعابير: استشهد نجله مصعب، والشيخ جهاد أبو دية: استشهد نجله محمد،و الشيخ عصام جودة: استشهد نجله محمد، الشيخ إبراهيم صلاح: استشهدت طفلته إيناس.
ليلاحظ القارئ أننا نتحدث عن الشهداء من أبناء كبار المسئولين.. فهم هناك.. في فلسطين الحبيبة.. لا يورثون الرئاسة المغصوبة ولا المال المنهوب ولا الرشوة ولا الخيانة ولا العمالة ولا موالاة الأعداء.. لا يورثون أيا من ذلك.. بل يورثون الشهادة.
***
أكلم نفسي كثيرا عن فلسطين.. لكن يخجلني أن أتحدث إليها..
أعجز حتى عن التحية.. كما أعجز عن النصيحة.. فالنصيحة من مثلنا لمثلهم فضيحة..
تتوالى أمامي سلاسل الشهداء.. سلاسل من نور..
أري على رأس الشهداء الشيخ أحمد ياسين..
يومها حاولت أن أكتب عنه .. وكنت عاجزا عن الكتابة.... كان له عزة ملك حقيقي ومهابته.. ملك حقيقي.. ليس كالدّعار والأطفال والدمى الذين فرضوهم علينا وسموهم ملوكا ورؤساء و أمراء..
وعندما حاولت يومها أن أكتب بدت كلماتي كعزاء متسول أشعث أغبر معفر الوجه ممزق الثياب حافي القدمين .. وبدا منظر ذلك المتسول وهو يحوم حول قصر ذلك المليك مستهجنا ومريبا..
كان الخونة كدحلان هم الذين أرشدوا اليهود إليه ليغتالوه، وهو الأمر الذي فعلوه بعد ذلك مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي فجر في قلبي ذات الألم..
كان دحلان وراء كل كارثة.. كان هو قائد فرق الموت لاغتيال الشهداء..
ولم يكن دحلان مجرد خائن فلسطيني.. بل كان النموذج الشامل.. وكان كل حاكم عربي هو دفي الواقع دحلان مهما تنكروا خلف الأقنعة.
لذلك أقول لإخوتنا في فلسطين: لا تطيعوهم .. ولا تلقوا إلينا بالا ولا تطيعونا… فحكمتنا غباوة وبصيرتنا غشاوة..ونبلنا خسة وشجاعتنا جبن وعقلنا خبث وخبثنا علينا – عليكم - لا على الأعداء..
لا تطيعونا فأسوأ من فينا رؤوسنا.. من قادة وحكام ومفكرين و أحيانا شيوخ..
ابتعدوا عنا كي لا تلتقطوا العدوى منا.. عدوى الجبن والنفاق والقسوة والخسة والكذب والطمع و إلباس الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف..
لا تطيعونا فقد وليتم قلوبكم شطر المسجد الحرام وما يعنيه أما ولاة أمورنا فقد ولوا وجوههم وقلوبهم شطر الحرام وما يعنيه.. ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون.. وستنتصرون إن شاء الله على أقوى وأشرس عدو في التاريخ..
 يا جزء أمتى الحبيبة الذي لم تواجه أي أمة سواها في التاريخ مثل هذه الشراسة والوحشية والإجرام والهمجية والخسة ..
كل ذلك فوق تخلى بعض الأمة عن بعضها الآخر.. بل إنهم كانوا عليها لا لها.. وضدها لا معها.. وخنجرا في قلبها وليس في يدها.. و بالرغم من ذلك كله فما من أمة في التاريخ أبدى بعضا من بطولاتها.. خاصة في فلسطين..
لا تنتظروا جيوشنا فهي مشغولة بحراسة الحكام منا والتدريب على ضربنا وضربكم لا على ضرب العدو.. وهي حريصة في جل عالمنا الإسلامي بما يندى له الجبين..
ولقد كانت صحيفة الأهرام لا غيرها هي التي نشرت في العدد رقم 44256 خبرا جعلني أصيح :
يا للعار.
كان الخبر يقول:
" أولمرت يبحث اليوم توصية ليفني بمضاعفة عدد الجنود المصريين علي الحدود".. وفي التفاصيل جاء:
كشفت مصادر إسرائيلية النقاب أمس عن أن جلسة خاصة ستعقد اليوم في مكتب إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحدود المفتوحة بين قطاع غزة ومصر‏,‏ وسيتم خلالها بحث توصية تقدمت بها تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية بأن توافق إسرائيل علي طلب مصر بمضاعفة عدد الجنود المصريين المنتشرين علي طول الحدود بين مصر والقطاع من‏750‏ جنديا إلي‏1500‏ جندي واستبدال أسلحتهم بأسلحة أكثر تطورا‏.‏ وذلك من خلال تغيير اتفاقية السلام‏,‏ لتأمين مناطق الحدود‏.
إن مضاعفة عدد الجنود المصريين لا تتم بقرار مصري بل بالتوسل إلى إسرائيل.. وليس المقصود منها حماية إخوتنا في فلسطين أو دعمهم.. بل من أجل مزيد من حصارهم.. ومن أجل مزيد من حماية إسرائيل..
فيا للخزي ويا للعار..
ينفجر الألم..
تكاد تقتصر واجبات ومهام كل جيوشنا على حماية إسرائيل.. بالمعنى الحرفي المباشر لا مجازا ولا كناية.. أصلا وحقا وفعلا وليس مجرد بلاغة تشبيه مبالغ..
فلا تأمنوا لنا يا أهل فلسطين..
ولا تطيعونا فلم تعرف خطة من التي وضعها ولاة أمورنا سوى الفشل تلو الفشل.. وما من حاكم عبر التاريخ كان فشله تلو الفشل هو الضمان الوحيد لاستمرار حكمه إلا في بلادنا فما استخلفهم من استخلفهم إلا ليفشلوا ولو نجحوا مرة لحق عليهم عقابه..
لم نعرف إلا معركة واحدة انتصرنا فيها أو كدنا عندما لجأنا إلى قدر ضئيل جدا من " لا إله إلا الله محمد رسول الله"..
ثم تحول التيار كله إلى عداوة جهنمية ليس لأعداء لا إله إلا الله .. بل لــ" لا إله إلا الله محمد رسول الله"..
عداوة جهنمية ستورد الأمة موارد الهلاك إلا أولئك الذين لم يؤمنوا أصلا بـــ" لا إله إلا الله محمد رسول الله"..
فلا تطيعونا ..
ابتعدوا عن طريقنا لأنه طريق الخزي والعار والندم والهلاك والخراب والدمار والهزائم..
ابتعدوا
فنحن جزء من الكارثة لا من الإنقاذ..
نحن جزء من المؤامرة علينا.. فيا للألم..
نحن بعض من خيانة الأمة للأمة فيا للخزي..

فلا تستجيبوا لنصائحنا إذن ولا لمناوراتنا فلم تعدّ في بلادنا.. وهى ليست سوى شَرَكٍ لكم وهلاك.. وليست إلا دعما لعدو عجز عن قهركم بالدبابات والطائرات فيحاول أن يهزمكم بالمبادرات..
لا تستجيبوا .. فو الله لقد نزفت كرامتي كلها وواحد من حطب الشيطان وخدم جهنم يهدد بكسر أرجل الفلسطينيين لو عبروا الحدود مرة أخرى.. طاغوت صغير خسيس يخدم طاغوتا أكبر.. وهو الآخر طاغوت صغير خسيس يحكم طاغوتا أكبر.. وأحد ولاة أمورنا يصرح أنه على الحياد بين الفلسطينيين و إسرائيل..
نزفت كرامتي والخونة يستقبلون استقبال الملوك والأبطال المجاهدون لا يُستقبلون..
ونزفت كرامتي وعدو الله ورسوله والمؤمنين يقول في طوفان شيطنة الفلسطينيين كي يتمكن بعد ذلك من رجمهم:

"إن حركات التعاطف والدعوة للتظاهر التي تزامنت مع الاقتحام الحدودي‏,‏ أظهرت أن هناك تنسيقا وتخطيطا مسبق بين التنظيم الأم في القاهرة مع التنظيم الفرع في غزة‏,‏ ولذلك لم يمنع القرار الإنساني من تدابير أمنية تحمي أمن البلاد من متسللين‏,‏ وإجراءات تمنع انتشار حالة اللجوء واستمرارها داخل الأراضي المصرية‏.‏ ودون الدخول في تفاصيل البقاء الفلسطيني المؤقت علي الحدود المصرية‏,‏ وتأثير ذلك علي اختفاء السلع في سيناء وارتفاع أسعارها في القاهرة والمحافظات‏,‏ يتساءل الرأي العام المصري عن موعد عودة أبناء غزة إلي مدينتهم ولأول مرة تفقد القضية الفلسطينية تعاطف المصريين معها‏.‏ لقد أنشأت أحداث الحدود الأخيرة ـ واقعا جديدا علي الأرض‏,‏ فغزة الآن وفقا لتقارير الصحافة العالمية مدينة أشباح‏,‏ تفتقد كل مقومات الحياة‏,‏ يتجول فيها عناصر من حماس تهدد كل من لا يطيع أوامرها بإطلاق النار علي أقدامه‏"
يا إلهي.. يا إلهي..
كل هذا الكذب بلا خجل..
كل هذا العار بلا خجل..
هل يمكن أن يصدر هذا الكذب كله من شخص المفترض فيه أن يكون مسلما ومصريا وعربيا..
مثل هذا الكذب لم تجرؤ حتى إسرائيل عليه.. ذلك أن إسرائيل مجرمة ومتوحشة وغادرة لكنها ليست غبية ولا حمقاء ولا مجنونة.
إنني يا قراء أشعر بالإهانة..
وحق جلال الله أشعر بالإهانة.. ذلك أن انضمام مثل أولئك الحكام والكتاب إلى جنسنا البشري هو إهانة لنا وكأنه يحمل في طياته إمكانية أن نكون نحن أو بعض نسلنا مثلهم ذات يوم مهما ابتعد..
أشعر بالإهانة شعور من جمعوه بكلب وخنزير و أفعى وحشرة وقالوا له : هؤلاء هم إخوانك في البشرية..
أم يظن الخونة من طواغيتنا ونخبتنا أنهم أفضل من الكلاب والخنازير والأفاعي والحشرات؟!..
ولقد نزفت كرامتي وصحفنا تنشر:
" القبض علي‏3‏ آلاف فلسطيني حاولوا دخول محافظات القناة والقاهرة بصورة غير شرعية"
وجاء في التفاصيل:
"فرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة في سيناء وعلي الطرق والمحاور المختلفة لمنع تسلل أي فلسطيني من الذين دخلوا رفح‏,‏ والعريش‏,‏ والشيخ زويد لشراء احتياجاتهم الإنسانية‏,‏ والعودة إلي غزة‏.‏
وصرح مصدر أمني بأنه تم القبض علي نحو ثلاثة آلاف فلسطيني حاولوا الدخول إلي محافظات القناة‏,‏ والقاهرة بصورة غير شرعية‏,‏ وكذلك تم القبض علي آخرين في عدة مناطق‏,‏ وبحوزتهم مسدسات ومواد متفجرة‏.‏
وقال المصدر‏:‏ إن الذين تم القبض عليهم لا يحملون جوازات سفر أو تأشيرات دخول‏,‏ مخالفين بذلك القوانين المنظمة لدخول مصر‏,‏ موضحا أن تعليمات صدرت بعدم إقامة أي فلسطيني في الفنادق في شمال وجنوب سيناء‏,‏ إلا لمن دخل بطريق شرعي‏,‏ وتم فحص نزلاء الشقق المفروشة‏.‏"

كاتب هذا الخبر اسمه أحمد موسى ..
ولو صحّ هذا الخبر الخسيس لملأت صوره فضائيات العالم..
فيا للكذب ويا للعار..
أما البهائي الخائن- الذي لا يضاهيه في خيانته إلا رئيس الوزراء الباكي العميل- فكان يحرض على أبناء وطنه وكان يقول
" السلطة الفلسطينية تدين حادث إصابة‏46‏ جنديا مصريا في إطلاق نار فلسطيني برفح"
أما التفاصيل فتقول:
أدانت السلطة الوطنية الفلسطينية عملية إطلاق النار من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة علي الحدود المصرية باتجاه أفراد من حرس الحدود المصريين وما نتج عن ذلك من وقوع‏46‏ إصابة في صفوف الجنود المصريين‏ وذكرت السلطة الوطنية أنها تدين هذا الانحراف (...) وقالت السلطة الفلسطينية‏-‏ في بيان صحفي لها مساء أمس‏'-‏ أن ميليشيا حماس وزمرة الانقلابيين أقدمت علي ارتكاب جريمة يندي لها الجبين‏,‏ حين أقدمت علي إطلاق النار ضد أشقائنا في الأمن المصري علي بوابة معبر رفح تنفيذا للتهديدات التي أطلقها محمود الزهار وكتائب القسام‏‏."..
ولقد كان المنطقي والمتصور أن رجال البهائي الخائن هم الذين قاموا بالجريمة ثم ألصقوها بحماس..حماس البطلة.. حماس الحبيبة المجاهدة.. حماس الصابرة.. حماس التي تشارك كل دول عالمنا العربي - بلا استثناء- إسرائيل و أمريكا في حصارها.. حماس التي كانت أحرص الجميع على عدم إغلاق المنفذ الأخير لها أو الإساءة إليه.. كان العكس منطقيا لكن الغرض مرض والمرض نفاق والنفاق شر من الكفر..‏
يقول الكاتب الفلسطيني أسامة أبو أرشيد:
عندما تدفقت الجموع البشرية الغزاوية باتجاه الحدود مع مصر رافضة الموت جوعا أو عطشا، أو ميتة الكلاب الشاردة، فوجئنا برموز سلطة رام الله يتباكون علي السيادة المصرية المنتهكة ! وجدناهم يحرضون مصر علي أبناء شعبهم، ووجدناهم يحرضون الولايات المتحدة وإسرائيل علي مصر لأنها سمحت، ولو مرغمة، لشعب شقيق عضه الجوع أن يلجأ إلي حضن الشقيقة الكبرى ، علهم يجدون عندها الدفء وبعض الأمان الذي حرموا منه. 
أبو مازن طار إلي القاهرة حاملا رسالة رفض لأن يتحول معبر رفح إلي معبر فلسطيني ـ مصري. ذهب في مسعى لنفخ الروح في جثة هامدة اسمها اتفاق المعابر الذي وقعه أحد أذرع فساده، محمد دحلان، عام 2005، والذي جعل من المعابر الفلسطينية، معابر تدار بإشراف أوروبي تحت رقابة إسرائيلية.
ويواصل الكاتب فيدمي قلبي:
يتناسى أولئك أن مصر عبد الناصر هي من خسرت قطاع غزة مرتين للاحتلال الإسرائيلي عامي 1956 و1967. بتناسي أولئك أن النظام المصري حينها هو من كان يطارد علي فترات المقاومة الفلسطينية ويجمع سلاحها، وذلك حتى لا تورطه بحرب مع إسرائيل، وعلي أساس أنهم هم من يحمي الأرض والعرض، ثمّ إذا بهم الآن يلقون بالعبء علي الفلسطينيين وحدهم ويحملونهم المسؤولية كاملة! كما يتناسى ذلك النفر القليل في مصر، أن شعب مصر أكبر وأعرق وأشرف من أن يكون طرفا في مؤامرة علي أشقائهم الفلسطينيين أو علي أي مكون من مكونات أمتهم.
شعب مصر شعب أصيل، ومصر وشعبها، منذ أن جاءهم نور الإسلام وهم ذخر لأمتهم، لا عبئا عليها. ولم تستقل مصر يوما من مسؤولياتها كدولة محورية في المنطقة إلا تحت هذا النظام والذي سبقه.
أليس من العيب، أن يكون الفلسطينيون بلا غاز ولا كهرباء ولا وقود، في حين أن الغاز يصل إسرائيل من مصر وكذلك إمدادات الوقود لها تمر في جزء منها عبر الأراضي المصرية!؟ بمعني أنها تلتف عن غزة الشقيقة الأقرب جغرافيا لمصر وتصل لإسرائيل العدو!؟ 
أليس عيبا أن يعامل الفلسطيني كـ الكلب المسعور عند وصوله أرض مصر، ويطالب بتأشيرة وإجراءات تعجيزية، في حين يدخل الإسرائيليون سيناء وشرم الشيخ.. الخ بلا تأشيرة!؟ أهذه هي السيادة التي لا يسمح النظام المصري لأحد بانتهاكها!؟
***
ولقد نزفت كرامتي ووكالات الأنباء تقول:
" إن الجنود المصريين انتشروا بكثافة علي طول الحدود ولم يبقوا علي أي ثغرة‏,‏ وتقوم قوات الأمن المصرية بتجميع الفلسطينيين الذين لم يعودوا إلي غزة حتى الآن في العريش للسماح لهم بعبور الحدود إلي غزة دفعة واحدة"..
يا إلهي..
أيفخرون بذلك..
أتفخرون بذلك يا عبيد الشيطان يا خونة الله ورسوله والمؤمنين الفلسطينيين..
ثم نزفت كرامتي وضميري ووكالات الأنباء تقول:
قالت مصادر أمنية مصرية بمحافظة شمال سيناء إنه تم اليوم السبت العثور على خمسة أنفاق جديدة على الحدود بين مصر وغزة تستخدم في عمليات التهريب .
وقال المصدر إنه "تم العثور على الأنفاق الخمسة بمناطق العلامات الدولية أرقام 2 و3 و4 و5 و6 شمالي معبر رفح الحدودي"، لافتا إلى أن هطول الأمطار بغزارة لعدة ساعات بالمنطقة أدى إلى حدوث هبوط في التربة بالمنطقة كشف عن فتحات الأنفاق التي استخدمت عدة مرات من قبل فيما يبدو.
***
يا إلهي.. أبمثل هذا تفخرون.. ولا تخجلون..
مصر تفعل ذلك في غزة..
وكل العروش والكروش تصمت صمت القبور..
ماذا تقولون في ذلك؟
ماذا تقولون في مثل ذلك؟..
ماذا تقولون في أب يشاهد ابنته تحاصر ثم تغتصب ثم تقتل وهو بدلا من أن يدافع عنها ويموت في سبيلها يشارك في حصارها ويسد عليها منافذ الهرب.. بل ويطلب منها ألا تصرخ خوفا من الفضيحة وحرصا على سمعته المزيفة..
ثم هو يمسك بيديها وقدميها كي يمكن الغاصب من ارتكاب جريمته..
ما من حاكم من حكامنا إلا وهو ذلك الديوث- إلا من رحم ربي- .
نعم.. هذا هو المثل الذي ينطبق على حكامنا وكتابنا..
انعدام الكرامة والنخوة والشرف والصدق والضمير فضلا عن الدين..
كان واجب العالم الإسلامي كله أن يبادر بنجدة الفلسطينيين.. ليس كفضل ولا مكرمة بل كواجب وفرض يصيبهم العار والخزي إن لم يقوموا به.
واجب وفرض ديني يفوق كل كبائر الإثم .. واجب نموت دونه إن لم نستنقذ غصيبتنا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم..
ولقد نزفت كرامتي وضميري وحكامنا الديوثون يفعلون ما يفعلون..
ونزفت الألم كالدم ووزير الإعلام الفلسطيني يرتكب خطيئة كبري عندما حمل حركة حماس وصواريخها مسؤولية العدوان علي قطاع غزة، ناسيا أن جميع الأذرع العسكرية للمقاومة تطلق هذه الصواريخ وليس كتائب القسام فقط، وان التوغلات والاغتيالات الإسرائيلية لم تتوقف في الضفة الغربية، وضد أبناء حركة فتح حزب السلطة رغم عدم انطلاق أي صواريخ منها.
يا إلهي هل تبلغ الخسة كل هذا المدى..
ولكن: هل تفوق خسة الكلام خسة الصمت؟!..
أتذكر شعر محمد عفيفي مطر:
"إن الكلاب ملوك و إن الملوك دمىً".
والوزراء أيضا كلاب وخنازير يا محمد عفيفي مطر..
ما الذي في هذه الدنيا يساوي أن يكون الإنسان بهذا الإجرام وهذه الخسة..
لماذا لا يستقيلون؟..
لا أقول لماذا لا يجاهدون.. بل أسأل لماذا لا يقولون لأنفسهم كفانا دنسا وحراما وفحشا.. لن نتوب فنحن لا نستطيع التخلي عن جرائمنا ودنسنا لكن الأفضل ألا نزيد منها لنستمتع بمالنا الحرام. اغتَصبنا واغتُصبنا فلا داعي لزنا المحارم.. لكنهم لا يكفون عنه..
***
لكن..
أظن أن حكامنا لا يمكن أن يتوبوا إلا إذا تاب الشيطان نفسه فقد كان لابد لهم من هذا الموقف تجاه غزة وحماس لأنهما يكشفان عوراتهم القبيحة..
نعم..
كان لابد من شيطنة غزة.. كما يتم شيطنة المجاهدين والمسلمين في كل مكان وزمان من أجل تبرير قتلهم بعد ذلك..
لقد وقف حكامنا بمنتهى الخسة والخيانة ضد حزب الله والسيد حسن نصر الله بحجة أنهم شيعة.. وقفوا مع اليهود والصليبيين ضد الشيعة لأنهم شيعة.. وقفوا مع المعتدي ضد المعتدى عليه.. وقفوا مع الشر والكذب ورئيس الوزراء الذي راج يذرف دموع التماسيح متمسحا بالسنة وما هو إلا في الدرك الأسفل من النار.. وقفوا ضد الشيعة.. فلما جاءت حماس السنية لم يكن موقف الكلاب الملوك والملوك الدمى أقل خسة أو خيانة.
كانت حماس النبيلة الشريفة العظيمة دليلا على خياناتهم وخستهم..
وكان إسماعيل هنية هو الآخر دليلا لا يدحض على مدي بشاعتهم وخستهم ولصوصيتهم وخياناتهم..ذلك أن إسماعيل هنية كان يمثل النقيض منهم على طول الخط..
هل رأيتم ملكا أو رئيسا تبرع بدمه لإنقاذ مصابي المجزرة في غزة؟.. هل رأيتم رئيسا أو رئيس وزراء يؤم المصلين ويخطب خطب الجمعة، هل رأيتم رئيسا أو ملكا يفعل ما فعله هنية الذي واصل خطابته وإمامته بشكل طبيعي وفي شهر رمضان يؤم الناس في صلاة التراويح في المسجد الذي اعتاد أن يؤمهم فيه في مخيم الشاطئ، وعلى ملامحه ذات ملامح الجوع والحرمان التي يعاني منها أهله، بعد أن حاصرهم الكفار والمشركون والمنافقون من كل صوب حصارا كحصار الصحيفة.. هل رأيتم رئيسا أو ملكا يعيش في مخيم، لقد فعلها هنية، هل رأيتم ملكا أو رئيسا يتقن –كما هنية- الحديث بالفصحى؟ هل رأيتم ملكا أو رئيسا متواضعا يلاعب أطفال أبناء شعبه ويوقر شيوخهم ويعيش آلامهم وآمالهم ويحس بهم بكل جوارحه، إن إسماعيل هنية يقدم النموذج الذي يرعب العرب والعجم جميعا.. يقدم نموذج عبد الله أمام عبيد الشيطان والشهوة والنهب والفجور والخمور والكذب والتدليس والغش والخداع والنفاق، يقدم نموذج المثل الأعلى في مقابل نموذج لا يرى إلا الدنيا ولا يرى في الدنيا إلا متعته الحرام أيا كان باعثها.
إسماعيل هنية هو الطهر الذي يكشف دنسهم.. والشرف الذي يفضح عهرهم..
إسماعيل هنية شهيد وليس عندي في ذلك شك.. أري في عينيه نور الشهادة.. وأري في جبينه دم يتوهج ويضيء.. ذلك أنني أحسبه ولا أزكيه على الله في مقام الاصطفاء.. سيقتله الأعراب الخونة قبل أن يقتله الصليبيون والصهاينة.. أبكيك أيها البطل كما بكيت الشهيد العظيم أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي.. أبكيك وأهنئك وألعن قاتليك..
فلا تطعهم يا أيها الرئيس العظيم إسماعيل هنية..
لا تطع أنت وأصحابك -كما رجوتكم مرارا- حكامنا ولا تصدقوهم فهم لا يقولون الصدق أبدا ولم تزدوج لديهم المعايير بل انقلبت .. نعم .. كل شيء مقلوب فاحترسوا.. وإذا جاءكم من يتحدث عن السلام فاعلموا أنه الاستسلام.. أو عن سماحة الإسلام فاعلموا أنه المروق من الإسلام .. أو عن الحرية فاعلموا أنها العبودية أو عن العقل فاعلموا نه انعدام العقل أو عن الشجاعة فاعلموا أنه الجبن أو عن الأمانة فاعلموا أنها الخيانة أو عن الطهر فاعلموا أنه العهر. نعم كل شيء مقلوب عندنا.. وما نحن إلا كالمستعربين عندكم.. نحن الخطأ كله وأنتم الصواب كله فلا تنخدعوا بنا.. فليقد أصغر طفل فيكم قاطرة النصر بجنرالاتنا الذين أثقلتهم أوسمة كل وسام منها يشير إلى هزيمة أو خيانة.
 قودوا قاطرة نصر لا تعرف خرائط أوسلو ولا كامب ديفيد.. بل خريطة نصر لا تعرف ولا ترضى إلا بأن فلسطين عربية مسلمة.. كل فلسطين.. فخرائطنا المعتمدة تعود لآلاف الأعوام قبل الميلاد.. وخريطة عام 18 هجرية.. وقد التزم سيدنا عمر أمام العالم التزاما لابد أن نوفى به.. فلسطين مسلمة ولا مكان فيها ليهود.. ولو بعد ألف عام.
نعم.. فلسطين مسلمة ولا مكان فيها ليهود.. ولو بعد ألف عام.
***
لا تطيعونا يا أهل فلسطين إذن ولا تطيعوهم فجلهم كذلك البهائي الذي أغلى ما فيه حذاؤه.
لن أتوقف أبدا عن المقارنة بين البطل إسماعيل هنية جالسا على رصيف -جائعا مع شعبه المحاصر- هو أعلى من كل العروش والآخر الذي نشرت وكالات الأنباء عنه أنه يفضل الأحذية من نوع "موكاسين" التي تنتجها شركة "فابي" الفاخرة والذي يكلف الزوج الواحد فيها 20 الف يورو, وبذلك يشترك مع العديد من رؤساء الدول الفاخرة في ارتداء هذه الأحذية.
لا تصدقونا فجل حكامنا من نوعه، وكمثله أثمن ما فيهم أحذيتهم.
نعم.. جل حكامنا مثله ومثل الخائن العميل دحلان..
نعم.. عباس ودحلان هم نماذج حكامنا فلا سبيل لالتقاء هنية معهم..
***
يحتاج الحديث عن دحلان لبعض التفاصيل.. لأنه ربي على عين الصهاينة والصليبيين وهو نموذج نمطي بين حكامنا.. نموذج فاعل وحاضر ورئيسي لأنه عميل وجاسوس أمريكي و إسرائيلي..
ولنتناول أولا الفضيحة الأخيرة التي انفجرت والتي يكشفها تقرير أمريكي يقول أن إدارة بوش سعت لحرب أهلية في غزة بالتعاون مع دحلان لإسقاط حماس، و أن تكاليف الخطة قدرت بـ 1.27 مليار دولار كما ذكرت صحيفة القدس العربي في عددها 5-3-2008 .
والأمر لم يكن أقوالا مرسلة بل كشف مسئولون أمريكيون ووثائق سرية رسمية أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان، مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي، تنتهي بتقويض سلطات حماس. وطبقا للقدس العربي فقد أوردت مجلة فانيتي فير الأمريكية في عددها الذي سيصدر في شهر نيسان (أبريل) المقبل، أنها حصلت علي وثائق سرية يعزز مضمونها مصادر في الولايات المتحدة والأراضي الفلسطينية تكشف مبادرة سرية صادق عليها بوش وعهد بتطبيقها إلي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز .
وأوضحت المجلة أن هذه الخطة الأمريكية السرية هدفت لـ إثارة حرب أهلية فلسطينية. وأعدت للقوات التي يقودها دحلان، وتسليحها بأسلحة جديدة من أجل إزاحة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً التي تقودها حماس، من السلطة .
وكان مخطط إدارة الرئيس جورج بوش يهدف إلي إلغاء نتائج انتخابات كانون الثاني (يناير) 2006 التي فازت بها حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني، وهو الفوز الذي امتعضت منه الإدارة الأمريكية.
***
هذه هو مبلغ الديموقراطية الأمريكية ومآلها ومنتهاها..
وهذه هي شرعية البهائي الحذاء..
هذه هي الليبرالية والحداثة والشفافية ونهاية التاريخ..
لكن.. فلنواصل ما ستنشره مجلة فانيتي في عددها الذي لم يصدر بعد.. فموعده الشهر القادم..
***
قالت المجلة أن هذه الخطة السرية أدت لعكس غرضها، وأسفرت عن تراجع أكبر للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد بوش ، فبدلاً من إقصاء الأعداء من السلطة، فإن مقاتلي فتح المدعومين من الولايات المتحدة أتاحوا لحماس، بشكل غير مقصود، السيطرة علي غزة بشكل كامل.
وفي هذا الإطار اتهم المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر الذي استقال من منصبه في يوليو (تموز) 2007 بعد شهر من سيطرة حماس علي غزة، الإدارة الأمريكية بأنها كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس.
***
نعم..
حرب قذرة..
نرددها مع المسئول الأمريكي.. لكننا نضيف أن صفة القذارة تلحق بكل من أدان حماس وأيد البهائي والجاسوس والعميل..
كل حاكم عربي عادى حماس لم يعاد فصيلا سياسيا وإنما عادى الدين والأمة والدولة والشعب والحق والعدل..
ولكن..
لنعد إلى وارسمر الذي يرى أن حماس لم تكن تنوي السيطرة علي غزة حتى أجبرتها فتح علي ذلك.وأردف يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من قبل حماس وإنما انقلاب من قبل فتح جري إحباطه قبل حصوله .
وفي هذا السياق نقلت المجلة عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قوله كل واحد ألقي باللوم علي غيره (بعد فوز حماس) ، مضيفاً جلسنا في البنتاغون نتساءل: من الغبي الذي أوصي بذلك؟ .
وأشارت المجلة إلي أن واشنطن تصرفت بقلق ورعب، حين بدأ عباس المحادثات مع حماس علي أمل إنشاء حكومة وحدة وطنية .
وبدأت الإدارة الأمريكية تعد من وقتها خطة بديلة لإزاحة حماس من السلطة بالتعاون مع دحلان ولو عن طريق الحرب الأهلية.
كان دحلان يسبق عباس في سلم الخيانة وكان بوش يسميه"رجلنا"..
وبدأ القائد الأمريكي كيث دايتون الذي عينه بوش في عام 2005 للتنسيق الأمني في الأراضي الفلسطينية لقاءاته مع دحلان في القدس ورام الله. وتوافق الرجلان علي العمل علي خطة أمنية تبدأ بتوحيد الأجهزة تحت قيادة دحلان، الذي عينه عباس ـ بالتزامن مع ذلك ـ مستشاره للأمن القومي.
ورفض الكونغرس بداية تمويل هذه العملية خوفاً علي أمن إسرائيل، فطلبت الولايات المتحدة من مصر والأردن والإمارات دعم الأجهزة تدريباً وعتاداً.
وحسب مجلة فانيتي فير فإن كوندوليزا رايس لعبت دورا مهما في محاولة إقناع مصر والأردن والسعودية والإمارات بتمويل وتدريب مسلحي حركة فتح، وكان من المفترض أن تنقل الأموال إلي حسابات بنكية تخضع لمراقبة الرئيس عباس. وأكد مسؤولون إسرائيليون من بينهم الوزير بنيامين بن اليعازر أن مصر بعثت بأسلحة لتنظيم فتح في غزة في شهر كانون الأول (ديسمبر) .2006
وحسب مذكرة من وزارة الخارجية الأمريكية فإن تكاليف الخطة (رواتب المسلحين والتدريبات والأسلحة) قدرت بـ 1.27 مليار دولار علي مدي خمس سنوات.
***
هذه هي حكاية الشرعية بين هنية وعباس يا عبيد أمريكا ويا عبيد عبيد أمريكا..
هذه هي حكاية الشرعية المدعاة..
وها هو ذا دحلان.. النموذج النمطي لكل حاكم عربي..
وككل حكامنا فإنه قد بنى كل مرحلة من مراحل عمره على كذبةٍ وادعاء.. وكانت الخيانة تتبع كل علاقة له.. ثم أصبحت الآن تصاحبها وتسبقها!!..
ادعى النضال منذ نعومة أظفاره وادعى الاعتقال لفترة طويلة ولم يكن الأمر كذلك بل كانت بعثات داخلية للدراسة في أوكار المخابرات.. وادعى مساعدة أبو جهاد خليل الوزير في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف..
بدت عداوة دحلان للإسلام منذ شبابه المبكر، وعندما التحق بحركة فتح فقد ادعى أنه كان مؤسس الشبيبة الفتحاوية أثناء دراسته الجامعية.
وقد فنّد أحد مؤسسي الشبيبة الفتحاوية هذا الادعاء، بأن الشبيبة تأسست في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة!!بعدها تولى الموساد تلميعه بمساعدة "أبو رامي مسئول المخابرات"
ولقد أقر أحد مسئولي الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابقين ((ويتلي برونر)) إنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو حين تسلّم مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائي، وكيف كان وفياً بطريقة خرافية للاتفاقات الأمنية، فتعاون مع الصهاينة من أجل الفتك بالمقاومة عبر التنسيق المذهل مع الأجهزة الأمنية الصهيونية التي رفعته إلى أعلى المراتب في سلطة الحكم الذاتي. من قائد لجهاز الأمن الوقائي – حيث شكّل فرقة الموت التي قتلت عشرات الأبرياء واعتقلت المقاومين ـ إلى مستشار عرفات للشؤون الأمنية إلى وزير للداخلية..
ولقد صرح دحلان أخيرا عند كشف أحد مؤامراته لاغتيال إسماعيل هنية ـ: إن هذه المحاولة "شرف لا أدعيه".
إن النموذج النمطي لدحلان أنه لص كالآخرين..
فقد ولد محمد يوسف دحلان في العام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خان يونس ونشأتـه في مناخ العوز لينتهي الأمر الآن بتملّكه لفندق فخم في غزة هو فندق الواحة على شاطئ غزة، وهو الفندق المصنف كواحد من أفخم مجموعة فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط. وقد استغرب أهل غزة مِن ذاك الذي كان فقيراً بالأمس القريب يتملّك فندقاً تكلفته مئات ملايين من الدولارات، ولكن جهاز الأمن الوقائي كان كفيلاً بإسكات وتعذيب كل من يهمس بكلمة عن هذا (الإصلاحي) الجديد.
لم تنته الحكاية عند هذا الحدّ بل تفجّرت بشكل كبير عندما كشفت صحيفة ((هآرتس)) العبرية في العام 1997 النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك إسرائيلية ودولية، وكانت ثروة دحلان في البنوك الإسرائيلية فقط 53 مليون دولار. كان ذلك منذ أحد عشر عاما..
ويبدو أن الصليبيين والصهاينة قد تستروا على أرقام ثروته بعد ذلك، تلك الثروة التي من المحتمل أنها تجاوز المليارات ( متوسط ثروة العميل العربي الخائن: أربعون مليار دولار مهربة إلى الخارج).
كان دحلان- كما يقول موقع أخبارنا- يثير الاشمئزاز بكثرة تملقه للرئيس عرفات، لكنه سرعان ما انقلب عليه، متغافلاً عن التصاريح السابقة في تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأميركية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذي طالما حلم به وخطّط له في لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين.
وفي 13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها ((إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإنني مستعد لأدفع حياتي ثمناً لها)).
كان هذا اعترافا منه بالقتل والاغتيال الذي لم يكف عنه منذ أيام تونس..
وكان الخائن يرى أن حركة حماس سوف تقف حجر عثرة في وجه مشاريعه وطموحاته إلى السلطة، وكان يتأهب دائماً للانقضاض على الحركة.
وكثيراً ما حاول تفكيك هياكلها وأطرها التنظيمية والاعتداء على أعضائها وتعذيب وسجن عناصرها وقادتها، حتى تجرأ على وضع الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الإقامة الجبرية، بعد مصادرة الحواسيب والبرامج والملفات من مكتبه.
هذا عدا عن منع العمل الخيري في غزة وإقفال المؤسسات الخيرية، ضمن سياسة ((تجفيف الينابيع)) الأمريكية ضد الحركة.
لقد كان الخائن قاسما مشتركا في اغتيالات الشهداء ابتداء من شبهات تونس حتى يقين غزة حين طرح شارون قتل القادة السياسيين لفصائل المقاومة الفلسطينية وسمّى: عبد العزيز الرنتيسي وعبد الله الشامي ومحمود الزهار وإسماعيل هنية ومحمد الهندي ونافذ عزام وجميل المجدلاوي. واعترض أبو مازن على ذلك، إلا أن دحلان طلب مساعدة الإسرائيليين له عبر اغتيال القادة. وقال: (إذا كان لا بد لكم من مساعدتنا ميدانياً، فأنا أؤيد قتل الرنتيسي والشامي، لأن هؤلاء إن قُتلوا فسنُحدث إرباكاً وفراغاً كبيراً في صفوف حماس والجهاد الإسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين
ومما يذكر عن الخائن في محادثة هاتفية مع الصحافي جهاد الخازن نشرها في الصفحة الأخيرة ((عيون وآذان)) في تشرين الأول/أكتوبر 2002، أنه مستعد لإرسال عشرة رجال لقتل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومن ثم يقوم باعتقالهم.
وقد أكد الخازن في رد آخر في الصفحة نفسها في تموز/يوليو 2004 هذه المحادثة، وأن دحلان هدّد فعلاً بقتل الرنتيسي، وأنه رآه في القاهرة بعد النشر وعاتبه على ما نشر، فردّ يومها الخازن عليه مذكراً إياه أنه نشر نصف ما قاله ذلك اليوم.
مع وصول دحلان إلى قيادة جهاز الأمن الوقائي تمّ اقتحام ومداهمة مئات المنازل الفلسطينية، من قبل عناصر الأمن الوقائي واعتقال الشباب الذين يشتبه بانتمائهم إلى حماس، المشهد أسوأ مما كان يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني.
ولم يتوقف المشهد الدحلاني عند هذا الأمر بل تمّ إطلاق النار على الكثير من المقاومين، وأصيب العشرات منهم بجراح، ولاقى من في السجون الأمرّين من التعذيب، فكل ما مارسه زبانية العدو الصهيوني طبّقه عناصر دحلان على أبناء حماس، وتمّ تعليق الشباب لساعات طويلة ووضع الأكياس العفنة في رؤوسهم وتوجيه الألفاظ البذيئة لهم، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وتقييدهم من اليدين والرجلين، والضرب في مناطق حساسة من الجسم، ونتفت لحاهم، وأصيب عدد من الشباب بحالة صمّ مؤقتة نتيجة وضعه في زنزانة مع فتح مسجل يبث أغاني أجنبية بصوت عال جداً، ولوحق كبار القادة وتعرّضوا للإهانة أمثال الدكتور محمود الزهار والشيخ أحمد بحر، ولقي الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة العذاب الشديد بأساليب حقيرة.
أما المؤسسات الإسلامية فكان لها نصيب كبير من الملاحقة، حيث تم اقتحام عشرات المؤسسات وفتشت مقراتها بدقة وصودرت وثائقها وملفاتها واعتقل قادتها وموظفوها وأغلقت بقرار السلطة.
ومنع الخطباء والعلماء والدعاة المسلمين الذين يشتبه أنهم مقربون من حركة حماس من الخطابة وإلقاء الدروس في المساجد، وعينت وزارة الأوقاف بالتنسيق مع أجهزة الأمن خاصة الأمن الوقائي عناصر موالين لها سواء في الخطابة أو الإمامة أو رعاية المساجد، وجدد رجال دحلان التدقيق في الموظفين الحكوميين ومعرفة ميولهم السياسية وتمّ فصل العديد منهم الذين اشتبه أن فكرهم قريب من حماس، وشدد في التوظيف ألا يكون المتقدم لأي وظيفة من حماس!!.
لم يخف دحلان علاقاته مع الإسرائيليين فهذا ما تقتضيه ((المصلحة الوطنية))، وبرز واضحاً مدى ثقة الإسرائيليين به، وتحت التعذيب الشديد لأعضاء في كتائب القسام أبطل دحلان عملية كبيرة داخل الكيان الصهيوني وتحديداً في شركة ((سيلكوم)) اللاسلكية وأخبر جهاز المخابرات الصهيوني عن مكان حقيبة للمتفجرات، وفي مرحلة أخرى اعتقل عدداً من المجاهدين خلال توجههم لتنفيذ عمليات استشهادية، وبفعل التعذيب الشديد أيضاً تمكن من الحصول على معلومات حول مكان رفات الجنديين الصهيونيين إيلان سعدون وآفي سبورتس الذين خطفتهما وقتلتهما حماس نهاية الثمانينات.
وشكل دحلان- كما يقول موقع أخبارنا- فرقة للقتل ضمت عناصر شابة لا تدرك حقيقة ما ترتكبه بحق شعبها، بدأت بقتل هشام مكي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني جهاراً في وضح النهار لأسباب متعددة، وكانت يده المسلطة على رقاب الناس في الردع والإرهاب، وأصبح اسم فرقة الموت يتردد في كل شارع من غزة في محاولة لتخويف الناس.
ومع أواخر التسعينات بدأ دحلان خطوات متقدمة للاتجاه إلى العمل السياسي وأوعز إلى زوجته لتصبح سيدة مجتمع بإنشاء جمعية أطلق عليها اسم ((المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني))، وأنشأ مع مجموعته نفسها مركزاً للدراسات ((ناشد)) ترأّسه خالد اليازجي الذي عيّنه فيما بعد مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية.
ويتصرف دحلان حالياً على أنه الرئيس القادم حتى ولو على قطاع غزة، ومن مشاهد ذلك السيارة الفارهة المضادة للرصاص، والفيلا المقابلة لفيلا أبو مازن قرب شاطىء البحر التي استأجرها له الأمريكان، ويرسلون له الدولارات عبر شحنات بريدية مباشرة دون وسيط بنكي حتى لا تظهر في حساباته ويغدق بها محاسيبه وأعوانه، وحوّل الفيلا إلى أكثر من وزارة بل مركزاً رئيسياً لتحركاته ونشاطاته وتحظى الفيلا بحراسة أمنية مشددة، وبدأ يسوق نفسه بين العشائر والعائلات ويزورها في المناسبات المختلفة، ويعقد لقاءات شعبية، وينادي بالإصلاح.
***
هذا هو دحلان الذي يفضله حكامنا –مع صاحب الحذاء- عن جميع أهلنا الفلسطينيين..
إنه أخوهم.. وهم لا يختلفون عنه إلا في المجالات الأوسع التي تمكنهم من مزيد من القهر ومزيد من النهب ومزيد الإغضاء مقابل من الخيانة..
فلتعلمي يا أمة: أن كل من يعترف بأنه على علاقة خاصة بأمريكا ليس سوى دحلان.. وكل مسلم على علاقة بإسرائيل هو دحلان.. وكل من تؤيده أمريكا هو دحلان.
***
بقي هنا أمر أخير ربما لا يكون هاما.. وهو يكشف الأوجه المزدوجة المتناقضة- أستعمل ألفاظا أخف مما أعني- لجل كتابنا وصحافيينا .. مدركين أنه ما من وظيفة في بلادنا تأتي دون موافقة أجهزة الأمن.. و أن أجهزة الأمن-والإعلام أيضا- في عالمنا العربي كلها دحلانية..
في هذا الضوء نلقي إطلالة على أحد أصدقاء دحلان من كتابنا.. وهو الصحافي أحمد المسلماني مقدم برنامج "الطبعة الأولي في قناة دريم" .. وأحمد المسلماني هذا .. صديق دحلان والذي يستضيفه في بيته يثير الشبهات حول إمكانية أن يكون الداعية عمرو خالد عميلا تنفق عليه المخابرات البريطانية..( المصري اليوم ١٦/١/٢٠٠٧)
من المؤكد إذن أن دحلان بالنسبة للمسلماني بطل كبير ومجاهد عظيم..!!
ولقد جاء الاعتراض على علاقة المسلماني بدحلان من زملائه الصحافيين.. فكتب الأستاذ محمود سلطان : بتاريخ 10 - 12 – 2006 في صحيفة " المصريون " الإلكترونية
(حل محمد دحلان ضيفا على "جلسة" رتبها الزميل أحمد المسلماني في بيته. دحلان لم يكن ضيفا فقط على المسلماني ، وإنما على مصر، ومن حسن أدب المرء أن يراعي مشاعر البلد التي استقبلته وفتحت له أبوابها ، وهي ضاغطة بأحذيتها على رؤوس المصريين!
وهو شخصية غير مرغوب فيها ، لا في بلده ولا في أي بلد عربي أو مسلم يعلم ماضيه جيدا منذ ولادته ونشأته البائسة الفقيرة في مخيم "خان يونس" عام 1961 والتحاقه بالجامعة الإسلامية، وتعرضه للضرب على أيدي زملائه لتأديبه أكثر من مرة على سوء سلوكه، ثم تفاصيل حياته في بيت الطلبة "بقصر بن غشير" القريبة من طرابلس الليبية ، ثم الجزائر ، إلى أن تم اصطياده في تونس على يد رجل المخابرات الإسرائيلي "يعقوب بيري" ، وهي القصة التي روى تفاصيلها في مذكراته الشهيرة "مهنتي كرجل مخابرات" ، والتي لم ينفها لا هو ولا زميله جبريل الرجوب!(...) إنه والله عصر المساخر!.. ولكن المؤسف حقا أن يستضيفه الزميل أحمد المسلماني ليوجه هذه الإهانات للشعب المصري، ويستقبل من شارك في "القعدة" كلامه بالتسليم والترحاب بلا معقب ، لقاء التقاط الصور التذكارية معه للمنظرة وفتح الصدر أمام خلق الله "والفشخرة" بأنه يعرف فلانا ! وكأنه شرف سينزله مكانا عليا في عيون الناس أو في "تقارير" من بأيديهم قرارات توزيع المناصب والهبات! .
من حق الزميل المسلماني أن يستضيف من يشاء في بيته، فهذه حرية شخصية، ولكن طالما أراد من "الجلسة" أن تكون نشاطا عاما يحظى بالتغطية الصحفية وليس "قعدة منزلية" خاصة، فاعتقد أننا من حقنا عليه أن نطالبه بأن يحسن الاختيار ، وبألا يؤذي مشاعر الشعب المصري وألا يتبنى ما هو صادم له ، مثلما أساء الاختيار واستضاف شخصية غير مرغوب فيها ، لا في مصر ولا في أي بلد عربي أو مسلم ، ناهيك عن إيذائه للشعب الفلسطيني المناضل، ولتجربته الديمقراطية ولاختياره الحر عندما ترك العنان لهذا الجلاد الفلسطيني أن يسفه شعبه ووعيه ، فضلا عن تجاوزه لحدود الأدب وهو يفرض نفسه وصيا على الشعب المصري)

إن كانت قد بقيت بقية فالمسلماني ودحلان تجمعهما ميول ناصرية والعداء للإسلام..
فهنيئا للناصرية بهما..وهنيئا أيضا للإسلام..!!..

***
انتهت المساحة المخصصة للمقال ولم أكد أقل شيئا..
لكنني أعتمد على فطنة القارئ وذكائه واهتمامه وسعيه إلى أن يكمل بنفسه ما لم تتسع له المساحة..
أن يكون فاعلا في هذه الدنيا..
كما أريد قبل أن أنتهي أن أؤكد أن طريقا يتنكر الجهاد هو طريق الهزيمة والفشل..
الجهاد بمعناه الشامل..و أولها القتال في سبيل
وطريقا لا يعرف قيمة الإيمان هو طريق خسارة الدنيا وخزي الآخرة..
أما ما يصيبنا من الألم فلولا أن الله سبحانه قد من علىّ بإيمان يفهم حكمة الابتلاءات ويتحمل الرزايا لما استطعت الاستمرار!!..
لكنني الآن – في مثل عمري- أنظر إلى كل شيء مبهورا ببدائع صنعته وعجائب حكمته.. مدركا أن لا شيء يجري خارج إطار مشيته فيمنحني ذلك الشعور عزاء أبديا على الخطوب وصبرا سرمديا على النوائب.
واثقا من النصر لكن بعد أن نؤدي واجبنا في الجهاد وثمن لا إله إلا الله

***
***
***

*
***
******
*********

حاشية1
الجريمة واحدة.. والمجرم واحد.. والسبب واحد!

الجريمة واحدة والجرم واحد والمجرم واحد.. وأجهزة الأمن في عالمنا العربي قد تم اختراقها حتى النخاع لتصبح فروعا للموساد والسي آي إيه.. فروع لا تترفع عما يمكن أن يترفع عنه الأصل..
الجريمة واحدة..
جريمة تعذيب واغتيال الشيخ مجد البرغوثي، الذي قتل من التعذيب المروع في سجن المخابرات التابع لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله فرع جوانتانامو –فلسطين.-
كانوا يريدون منه شهادة زور تذاع في التلفاز..
يا جحيم الألم..
حمدي قنديل كان يفعل نفس الشيء عام 65 في السجن الحربي.. المصري لا الفلسطيني....
من المؤكد أن القدر يضرب الأمثال لمن يعي ويفهم..
ففي نفس الفترة كان الشيخ خالد سعيد بدران من حي الزيتون الغربية يموت أيضا من التعذيب في سجون فرع جوانتانامو في مصر، والشهيد حاصل علي ماجستير علوم الحديث من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكان قد اعتقل يوم ٢ فبراير الجاري، واحتجز في مقر مباحث أمن الدولة، لكنه استشهد يوم ١٢ فبراير، وتم تشريح جثته بمعرفة الطب الشرعي في زينهم، وسلمت جثته إلي أسرته التي قالت مصادر مقربة منها إنها تلقت تهديدات بالتزام الصمت ، وطبقا للتقرير المبدئي، والكشف الظاهري علي الجثة بمعرفة الطب الشرعي، تبين وجود عدة إصابات في جسد المتوفي، خصوصا حول رقبته، وأرسل الطبيب الشرعي عينات من مواضع الإصابات إلي المعامل لتحديد أسباب التقيحات والالتهابات الموجودة فيها. كان المتوفي «٤٢ عاما» يعمل واعظا في مساجد الجمعية الشرعية بالعباسية، وكان يحضر لنيل درجة الدكتوراه.
هل ما يزال المجال متاحا لأي تعليق..
نعم.. ولكنه ليس تعليقا..إنه دعاء: اللهم أحصهم عددا ومزقهم بددا ولا تغادر منهم أحدا..
***
حاشية2
كوســـــــــــــــــــــوفا..
يا للعار.. لم نعترف بكوسوفا بعد..اعترفت أمريكا وأوروبا وما زلنا لم نعترف..
يا كلاب النار..
هل تنتظرون حتى تعترف بها إسرائيل أولا حتى تأمنوا..
***
حاشية 3
فهمي هويدي

صالحني الكاتب الكبير فهمي هويدي بدموعه النبيلة..
كانوا يتحدثون في الندوة عن المدى الذي بلغته خسة بعضنا في تشويه الفلسطينيين..
وعندما بدأ الكاتب الكبير في الحديث لم يحتمل ولم يستطع الاستمرار فانخرط في البكاء لأكثر من دقيقتين على منصَّة الندوة.
ثم أن مقالاته في الفترة الأخيرة كانت حائط صد يدفع عن إخوتنا سهام الشياطين.. وكانت – كعادته- ذكية شجاعة منصفة شاملة.
ترى..
هل تنبه الكاتب الكبير أخيرا إلى أنه لا توجد حلول وسط بيننا وبين الصليبيين والصهاينة.. وأنه شتان ما بين الحلول الوسط.. والوسطية..
تحية من الأعماق لكاتب كبير رجاّع للحق و إن لم يعترف بالخطأ..!!


تاريخ النشر: 2015-01-13

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق