الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

لا ترحل ..إبْقَ يا سيسي


 لا ترحل ..إبْقَ يا سيسي





هبه عودة


لا ترحل
إبْقٓ يا سيسي.. فالأمر ليس بهذه البساطه.



لا ترحل هكذا بهدوء فأنت ما جئتنا إلا محمولاً علي الدبابات والمجنزرات والمدافع الرشاشه والطائرات الحربيه التي تقصف شعوبها في الشوارع

لا ترحل هكذا دون دويّ …..فحين أتيت ..أتيت فوق جثث قتلتها وحرقتها ودفنتها وقمت بإخفائها في الكتل الخرسانية.



جئتنا عبر المذابح والمجازر الجماعية والبطش والترويع والترهيب.

وحتي هذه اللحظه لازالت آلاف الأسر تبيت لياليها في قهر وفزع وهلع في إنتظار زوار جحيمك فمن لم يُقتل في المذابح والمجازر ستتكفلون بقتله ذاك القتل البطئ المتعمد في سجونكم.



جئتنا
ومن معك كقراصنة حرب فلا يتأتي أبداً أن تذهب هكذا وكأنه لا سفينة تغرق بعد أن قتلتم كل من كان فيها و سرقتم كل ما كان فيها

الأمر ليس بهذه البساطة ..ثمة قصاص قادم وإعصار هادر سيجرف أمامه كل شئ وثمة جحيم في الدنيا قبل جحيم الآخره.. فإبْقَ يا سيسي.

إبْقَ كيما تباهي الأمم بعاصمتك الإدارية الكبري وبمحطتك النوويه وبالمليون وحده سكنيه لمحدودي الدخل وبالمليون ونصف المليون فدان الذين إستصلحتهم و بحرية الصحافه الغير مسبوقة في عهدك.

إبْقَ فهنالك بعض الدول التي لم “نشحت” منها بعد كبروندي وزيمبابوي والكونغو.

ومازالت ثمة قناة ثالثة ورابعة وخامسة تريد أن تحفرهم وتملأهم بدمائنا.

ولم يكتمل حتي الآن مشروعك القومي الضخم في بناء المليون سجن.

ورغم كل ما فعلت في سيناء.. بعد القتل والحرق والبطش الجنوني وتفجير المنازل وتشريد الأسر مازال هنالك من مازالوا علي قيد الحياة هناك ..ومثلك يعرف أنه لا يجب لهم أبداً أن يكونوا.

إبْقٓ
فلربما تجد حقولا أخري للغاز في البحر المتوسط كتلك التي تنازلت عنها لإسرائيل كيما تتنازل عنها هي الأخرى.

إبْقَ
فثمة سدود أخري ستُشيد كسد النهضة ويحتاجون توقيعك عليها.

وثمة مجالات لم نصل فيها إلي “ما بعد الحضيض” أوصلتنا فيها إلي “الحضيض” فقط.

إبْقٓ فما برحت حربك علي حماس لم تنتهِ.. فبعد أن ساعدت إسرائيل في حربها الأخيرة علي غزه وفتحت عليهم مياه البحر لتغرقهم مازلت لم تجهز عليهم تماماً.. فإبْقٓ.

ومازال بشار يريد مساندتك كيما يبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه حتي يجلس مثلك هكذا وسط الركام والخراب والجثث شاهراً سيفه ومرددا …..”أنا الرئيس”.

والخليج ما ظل يريد دعمك في حروبه الطائفيه حتي آخر مرتزق مصري فهم لن يجدوا أرخص منا ليحارب بالنيابة عنهم فسعرنا الآن أقل سعر للمرتزقة علي وجه الأرض.

إبْقٓ “فشعب إسرائيل كله معك” كما قالت لك تلك الدبلوماسية الإسرائيلية البارزه”روت لاندا” في رسالتها الحاره إليك والتي أبدت فيها إعجابها الكبير بأدائك و بموقفك المعادي لحركة حماس وتقارب نظامك مع إسرائيل بل وأشادت أيضاً بمستوي التعاون الإقتصادي الغير مسبوق معهم سواء ما يتعلق بالغاز أو غيره مشددة في نفس الوقت علي أنك لا تحيط صفقاتك معهم بالسريه ولا تتحدث عنها فقط في الغرف المغلقة كما كان يفعل كنزهم الإستراتيچي مبارك بل أن كل شئ الآن أصبح مكشوفاً لدي الشعب كله و بل و مدعوماً من قِبل كل وزراء حكومتك.

إبْقَ كي تري دولتك التي بنيتها علي أشلائنا وهي تنهار أمامك.

إبْقٓ حتي يأتيك الجوع والعطش بعد الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم والأخذ بالسنين ونقص الثمرات.

إبْقٓ كيما يأتيك أبناء الشهداء واحداً تلو الآخر يطالبون بثارات أبائهم.. ويالها من ثارات.

إبْقٓ فالطفل رمضان إبراهيم الذي قتلتم أمه أمام عينيه وأخذ يصرخ “بالله عليكي قومي يا أمي”.


سيكبر وسيأخذ بثأر أمه .. ليس وحده معه بل معه أبناء رشا منير الذين مات أبوهم وهو في طابور الزياره ليزور زوجته المعتقله.
ولا تُعول كثيراً أن “عليّ” حفيد خيرت الشاطر الذي مابرح يسأل أمه كل يوم عن جده وعن أبيه سيبقي علي سلمية جده وأبيه..إذ أن الطفل حين يكبر سيكون قد كفر بالسلميه التي حرمت طفلاً عنده 6 سنوات من أن يري أباه دون حائل.

إبْقَ كيما تدرك أن أخطر ما فعلته بنا – ذاك الذي ربما تفوق خطورته القتل والحرق والقنص والإعتقال والإخفاء القسري- هو أن الكل أصبح عدواً للكل و أنك قتلت نصف الشعب وجعلت النصف الآخر يزغرد ويهلل ويصفق فوق الجثث وبين الأشلاء فوصلنا إلي درجة مروعه من الإنهيار الإنساني والأخلاقي ..
فالحيوانات حتي الحيوانات لا تشمت في مقتل من هم من نفس فصيلتها ..لكنك جعلتنا نفعل ..جعلتنا كالوحوش الذين يحرضون بعضهم ضد بعض ثم يرقصون علي الجثث وبين الحرائق.

من كان مثلك لا يرحل هكذا في صمت ..فإبْقَ.

لا مخرج آمن الآن في إنتظارك.

كل مخارج الهروب باتت مغلقة بالجثث المكومة خلفها.


 لا يمضي الطغاة والبغاة والظالمون هكذا …أتعرف كيف رحل الحجاج؟!

كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً لعبدالملك بن مروان و كان يأخذ الناس بالشبهات ويقوم بالتصفية الجسدية لأي معارض ..مثلك هكذا

وقد خرج العالم الفقيه “سعيد بن جبير ” معارضاً لهما فتم إلقاء القبض عليه وأرسلوه للحجاج وفي حوار من الحوارات الخالدة علي مر التاريخ الإنساني كله.

يسأله الحجاج: ما رأيك فيّ؟

فيرد سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين

ويطول الحوار بينهما ويبدأ الحجاج بإغوائه بالمال وبالجواري ليحيد عن رأيه.. فيرفض سعيد حتي يُجن جنون الحجاج فيقول له في نهاية الحوار: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك.

فيرد سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها في الآخره.

وحين يأمر الحجاج فعلا ً بقتله يضحك سعيد فيُذهل الحجاج ويسأله : أتضحك؟

فيقول سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك عليه.

فيصرخ الحجاج: اذبحوه.

وقبل أن يُقتل سعيد يدعو الله قائلاً” اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي!”.

ويستجيب الله لدعاء سعيد ويعيش الحجاج بعده أربعين يوماً يسلط الله فيها عليه «البرودة» حتى كان والنار حوله يضع يده في الفرن فيحترق الجلد، ولا يحس بالحرارة ووقعت الاكلة في داخله والدود أيضاً و كان يخور كما يخور الثور الهائج، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول : مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات ….!

أراك مثله.

تقول مالي وماسبيرو مالي و بورسعيد مالي و الحرس الجمهوري مالي والمنصه مالي ورابعه مالي والنهضه مالي ومحمد مرسي مالي وعصام سلطان مالي وفريد إسماعيل مالي وصهيب عماد الطفل الذي مابرح سنتين في معتقلاتكم و لا يكاد يقف علي قدميه مالي و روضه خاطر تلك المعتقله في سجون دمياط وقد أتمت الآن حفظ القرآن الكريم مالي وخالد عسكر ذاك الشاب الخلوق الذي أُحيلت أوراقه للمفتي في اللا قضيه مالي وعمرو ربيع الذي شُلت يده من التعذيب في معتقلاتكم مالي و..مالي و..مالي و..



وحين يأتي الطوفان وتري نفسك مثله تسبح في أنهار الدم قلها بأعلي صوتك.. سآوي إلي جبل يعصمني من الدماء حتي يحول بيننا وبينك الموج فتغرق في ذاك الطوفان الذي سفكته علي عتبات عرشك.



إبْقَ يا سيسي

فثمة رحيل يليق بك

لكن أوانه لم يأتِ بعد

إبْقَ يا سيسي ولا ترحل

فثمة طوفان قادم



وسيكون مروع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق