يوسف ندا يكشف تلقيه رسالة "هامة" من ضباط بالجيش المصري
القاهرة- عربي21- عمر عويس
كشف مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا، عن تلقيه رسالة قال إنها للمرة الثانية من جهات داخل مصر رفضت الإفصاح عن هويتها قبل أشهر، لكنها هذه المرة عبرت عن نفسها بأنها مجموعة لا يستهان بها من ضباط الجيش المصري، الرافضين لتحول مصر إلى دولة فاشلة، بسبب تصرفات بعض القيادات "الفاسدة" في الجيش، على حد وصفهم.
وأكد "ندا" - في رسالته التي تأتي قبل أيام قليلة من الذكرى الخامسة لإحياء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير- أن هذه المجموعة ترى أن الجيش يجب أن يخضع للسلطة المدنية المنتخبة، وليس العكس، على حد قوله.
وعددت الرسالة الأسباب والدوافع، التي قالت إنها لا حصر لها، والتي تفرض على هذه المجموعة من ضباط الجيش تحركها، أهمها انتزاع صلاحيات كل السلطات الرئاسية والتشريعية والقضائية والتنفيذية ووضعها في قبضة مجموعة من الطغاة، وقتل وإصابة وسجن أكثر من 100 ألف من الرافضين للانقلاب العسكري على المسار الديمقراطي.
وأضاف "ندا" أن من هذه الأسباب أيضا تبديد ونهب ما بقي من أرصدة الدولة والجهل والفشل والتواطؤ مع لصوص النهب العام والجهل والفشل في معالجة موضوع سد النهضة الإثيوبي، وما قد يؤدي إليه من جفاف وتصحر لمصر، وجر مصر إلى التورط في حرب أهلية في ليبيا بدعم حفتر وفلول القذافي.
وفي 12 حزيران/ يونيو الماضي، بعث "ندا" برسالة بعنوان: "يوسف ندا يناشد كل مصري مخلص لإنقاذ مصر من أن تتحول إلى دوله فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها"، كشف فيها عن استعداده "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها".
وأكد أن القائمين على الدولة غير قادرين على معالجة الأمور الاقتصادية رغم المنح، والقروض، والإيداعات من الدول العربية أو الأجنبية المساندة للحكم الحالي بامتيازات، ونسب فوائد مرتفعة وبيع أملاك مهمة للأمن الوطني.
وشدّد على أن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود، وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، وما أمر ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، إلا أمثلة واقعية لم يتصورها أحد من قبل.
وتابع: "رأى كل معاصر أنها تبدأ بثورة الجياع ضد الفساد المالي والسياسي الذي سيطر على الاقتصاد، وكبل الحريات ثم تنتقل إلى عصابات مسلحة تنشئ كانتونات مبنية على عصبيات دينية أو عشائرية أو اجتماعية أو جغرافية وتسير ببطء أو بسرعة حسب الظروف إلى مصير الدولة الفاشلة التي يصعب علاجها، وقبل تقسيمها إلى دويلات وليس فقط عصابات يحارب بعضها البعض".
وقال إن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي فقط الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذي يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما في مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذي يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذي يطعمهم من دمه وقوته.
واستطرد: "أقول إن كل من يتنفس بهواء مصر ويشعر ويفهم المصير الذي انحدرت إليه البلاد المجاورة سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، وكلها أصبحت إما دول فاشلة أو أن كلا منها في طريق لا رجعة فيه لتكون دولة فاشلة، تتقاتل فيها الأعراق، والمذاهب، والقبائل، والمدن المختلفة ناهيك عن عصابات اللصوص واستباحه الأعراض والأموال".
وذكر أن كل مصري يخشى هذا المصير يجب أن يكون على استعداد لأن يتخلى عن كثير من حقوقه لينقذ مصر من هذه الزمرة التي لا خلق ولا وطنية لها.
وقال: "أنا لا أدعي أن الجيش المصري فاقد للوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح إن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك، وأخاطب المخلصين من هذا الجيش وأقول لهم إن تمسكنا بالشرعية من أجل حمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعا من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه، فإن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولابد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق