صمود الشام بوجه المؤامرة الكونية انتصار لها
أي إجرام وأي حقد على الشام ونحن نرى تفتق ذهنية موسكو الإجرامية من صواريخ فراغية إلى قنابل عنقودية وألغام على شكل فراشة لتفتك بالجيل القادم من الشام، ومع هذا يقدمها العالم المجرم على أنها حمامة سلام، ويسوق مشاريعها التسووية ولا يخجل رئيسها الكاذب من التشدق بحق الشعب السوري بتقرير مصيره، ولا ندري هل ثمة حق لمن رحل بقنابله الفراغية والعنقودية، وهل ستُحسب أصوات من رحلوا ومن اعتقلوا ومن غيبوا.
هذه المؤتمرات الدولية التي تعقد من أجل ذر الرماد في العيون هي نفسها وذاتها التي انعقدت من قبل يطالب سيد البيت الأبيض برحيل طاغية الشام وأنه فقد شرعيته، ويبدو أنه لا يخجل من هذه التصريحات حيث سيرحل قبله على ما يبدو، ولا يخجل العالم كله من الحديث عن عملية سياسية وكأن الشعب الشامي في حالة ترف ولا يعيش حالة عدوان وغزو أجنبي روسي وإيراني ومليشيات طائفية مجرمة حاقدة على كل شامي، هدفها إبادة الشام وقد حصلت على موافقة دولية لم يحلم بها الكيان الصهيوني لعقود، هل عاش العالم كله هذه الأيام من قبل، يصمت على المعتدي والغازي وكأن ما يجري في الشام لعبة فيديو، لم يتفق العالم كله ماضياً ولا حاضراً وأشك أن يتفق مستقبلاً على صمته ومباركته للغزو والعدوان على شعب أعزل كما اتفق اليوم على غزو روسيا وإيران للشام، والأنكى من ذلك أنه يتشدق بالترويج لمبادرتهما السلمية، بل ويطالب بأن يكونون جزءاً من عملية سياسية.
المطلوب من القوى الداعمة للثورة أن تحدد موقفها فالتصريحات عن الحل السياسي منذ أربع سنوات وطغاة الشام وروسيا وإيران يستمعون إليها، دون أن يأبه لها أو يكلف خاطره الاهتمام بها، وهم يدركون تماماً أن العالم كله منحهم صكاً على بياض للقتل والإجرام المجانيين بالشام، مع الوعد الكامل في النهاية بحل سياسي وتسوية سياسية يكونون جزءاً منها، إذن فلماذا لا يلعبونها حتى قتل آخر شامي إن استطاعوا؟
أما المعارضة السياسية فعليها أن ترتقي إلى مستوى هذه الدماء الشامية الرهيبة التي سالت على مدى هذه السنوات، وعليها أن تتوقف عن لعبة الثقة بهذا العالم الإجرامي، وأن تطالب بأفعال وألا تفرح وتهلل للقرارات والتصريحات المعسولة وفي حقيقتها وجوهرها السم الزعاف، وأن تعمل هذه المعارضة على الالتحام بثوارها، وأن تكون مسافتها أقرب إلى ثوارها على الأرض، ولتتذكر أنه لم يحترمها أحد على مدى عقود من حكم طاغية الشام المقبور والقاصر، ولولا هذه الدماء وهذه المقاومة لما استقبلها أحد بالخارج ولما كان لها شأن، ولذا بقدر التحامها مع ثوارها وشعبها بقدر ما يزيد رصيدها وعليها أن تحدد المعارض الحقيقي للطاغية، وتحذر من الاختراقات الأسدية لها وهو ما حصل لها أخيراً للأسف مما أدى لانسحاب بعض الجماعات الجهادية الثورية.
على صعيد ثوار الخنادق فالمسؤولية أكبر والعبء أضخم، وليتقوا الله في تضحياتهم وتضحيات من سبقهم، وليتناسوا خلافاتهم، فالعدو الصائل ليس المحلي فحسب وإنما العالمي يهدد كل ما كسبوه، وحققوه، وصمودهم الأسطوري هو من أعجز العالم شرقه وغربه على تحقيق مؤامراته، وفرض طغاته، وهنا يكمن الحل كل الحل بخفض جناح الجماعات الثورية والجهادية لبعضهم بعضاً، مع التوصل إلى حلف جامع بعيداً عن الاصطفافات الحزبية والفصائلية التي لم تجر على الشام وغيرها إلا التمزق والهزيمة، وليكن شعار الحلف الجديد هو التخلص من طاغية العصر، فسقوطه بإذن الله سيكون سقوطاً لنظام عالمي مجرم، إذ إنه بيضة القبان، وعقدة المنشار.
 @ahmadmuaffaq
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق