الاثنين، 28 ديسمبر 2015

صاروخا “القاهر والظافر” إحدى عجائب “فناكيش” العسكر في مصر

صاروخا “القاهر والظافر” إحدى عجائب “فناكيش” العسكر في مصر


(خاص – وطن / وعد الأحمد) تحوّل خبر قديم نُشر في جريدة “الأخبار” المصرية وأعاد ناشطون نشره إلى مادة ثرة للسخرية والتندر والتعليقات الهازئة على خلفية ما يجري في مصر اليوم.


ونُشر في جريدة “الأخبار”، وهي كبرى الصحف المصرية في الستينات من القرن الماضي خبر احتلت كلمة “الصاروخ” مانشيته العريض، وتم ترويس الخبر بعبارة “أطلقنا صاروخاً مداه 600 كيلو متر” وتحت كلمة الصاروخ “صاروخ عربي يستطيع إصابة تل أبيب إذا أُطلق من القاهرة” ونُشرت تحت المانشيت صورة للصاروخ وصورة أخرى لجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ومدير المخابرات المصرية آنذاك “صلاح نصر” وهم ينظرون إلى السماء.

ولزيادة جرعة السخرية نشر ناشطون إلى جانب “الخبر الصاروخ” صورة قديمة لحلاق متجول يلبس الجلابية ويقوم بتزيين مواطن مصري استند إلى سيارة متهالكة فيما يبدو مجسّم للصاروخ خلفهما في مدينة أسيوط عام 1964.

وربط بعض مرتادي “فيسبوك”، بين سخرية المصريين من ابتكار العسكر لعلاج الإيدز من الكفتة وبين الصاروخ
حيث قال (Adel Abdallah): “عبعاطي كفته مش مجرد شخص عبعاطي كفته جينات بتجري في دمهم”.

وعقّب (Ahmed ElMasry):  “واحنا اللى بعدها بـ 60 سنة عملنا الصاروخ سندويتش”،
 بينما تأسف (Tark Kaml) من واقع الحال في مصر وقال بنبرة تأفف:” يا بلد الكدب فيك للركب”.


أما (Karim Atiya) فكتب بجدية :”فعلاً كان فيه مشروع صواريخ مصرى تحت إشراف علماء ألمان لكن الموساد ولاد الجزمة-حسب وصفه- قدروا يغتالوا عدد من العلماء الألمان فى مصر و الباقى هربوا والمشروع باظ”.


بينما دعا (Mohamed Saeed) بخفة الدم المصرية المعتادة إلى عدم الإندهاش من الخبر القديم قائلاً: “ولا أى اندهاش” وأضاف: “ده أساسا نموذج من الصاروخ الالمانى V-2 أيام الحرب العالمية التانية مفيش أى “استخراع” ولا حاجة”.


وانتقد (Ahmed AL-Naggar) انشغال شباب الوطن بالتاريخ وتركهم المستقبل، واستدرك:”فعلا إحا على البلد دي”.


وقال (Ahmed El Tayfa) على سبيل المفارقة: “قعدوا يضحكوا على الشعب أيامها والصاروخ دة فى الاخر طلع لو ضرب هيضرب فينا أول ناس”.


ووصف (Mohamed Attia) الصاروخ بـ” إحدي عجائب فناكيش العسكر”، بينما سخر “Ahmed Ali من الصاروخ معتبراً إياه “أساس صناعه المكرونة” وتابع: “بلا صواريخ ووجع قلب أهم حاجة المكرونة والرز”.

 وحذر (Muhamad Abdalla) الساخرين أو من يقومون بإسقاط التاريخ على الواقع بمصير أسود وبتهمة اعتبارهم من الأخوان، وأردف: “فى الحالة دى تستاهل صباع كفته، وسيادة اللواء بنفسه يعطيه لك”.

 وقال (مأمون ناشد) بنبرة تأنيب:”الظافر والقاهر، صواريخ جمال عبد الناصر، ولما كنا نحاول نفهمكم يا بقر بأنه عميل وكذاب خوّنتونا يا سفلة وقلتوا علينا إمبرياليين يا خونة يا حمير.


وتناقل ناشطون على “فيسبوك” قصة حكاها الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم أنه بينما كان محشورا حشراً في “أتوبيس” تابع لهيئة النقل العام يوم 2 يونيو/حزيران 1967 وكان معه في “الحشر” اثنان من المواطنين يتكلمان عن الحرب المحتملة والزحف المقدس على تل أبيب، فقال أحدهما للآخر: “أنا لا أعرف ما الداعي لتجنيد الشباب في الجيش وتعريضهم للخطر! لماذا لا نضرب على إسرائيل صاروخ “قاهر” وصاروخ “ظافر” –اللذين أعلن الجيش عن إنتاجهما بقدرات تدميرية فائقة بعيدة المدى- وننتهي من مشكلة إسرائيل، فرد عليه الآخر قائلا: يكفي أن نضربهم بصاروخ واحد “قاهر” لأننا لو ضربناهم بالصاروخين يمكن أن يصل التدمير إلى لبنان”.


وهذه القصة الطريفة وغيرها تكشف ان الظافر والقاهر لم يكونا سوى انتاج اعلامي أكثر منه انتاجاً حقيقياً.


يُذكر أن القوات المسلحة المصرية قامت في الستينات من القرن الماضي بتصنيع صاروخين باسم “القاهر” و”الظافر” وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يردد فى كل خطبه الجماهيرية أن “مدى صاروخ القاهر يصل إلى 600 كيلو متراً أما الظافر فيصل مداه يصل إلى 350 كيلو متراً ويستطيع الصاروخان بكل سهولة قصف اسرائيل”.

وبحسب معلومات صحفية من تلك الفترة “شارك الصاروخان فى العروض العسكرية التى كانت تجرى كثيراً فى شوارع العاصمة فى ذلك الوقت، وأخذت الصحافة والإذاعة تتحدثان ليل نهار عن هذا الانجاز الضخم، وقامت الحكومة بنصب مجسمات معدنية من الصاروخ في العديد من ميادين المدن المصرية وهللّت الجماهير حينما شاهدتهما، وأيقنت بأن زوال إسرائيل صار أمراً محتوماً وبات مسألة وقت فكان الصاروخان دفعة معنوية مزيفة على غرار خطب المذيع “أحمد سعيد” ليتحولا فيما بعد إلى مادة للسخرية والتنكيت.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق