عن احتلال "إسرائيل" للعقل الأمريكي
خدمة العصر
تحدث "روجر ووترز"، أحد مؤسسي فرقة بينك فلويد الإنكليزية الشهيرة، واضعاً كوفية حول عنقه، بصراحة عن عمله في حملات مقاطعة إسرائيل من جهة، وعن مشاركته كراوٍ في فيلم من إخراج سات جالي (مدير مؤسسة التثقيف الإعلامي) بعنوان "احتلال العقل الأميركي: حرب العلاقات العامة الإسرائيلية في الولايات المتحدة"، قائلا بكل جرأة: "إن لم تتبع الخط المرسوم مسبقاً في الإعلام في ما يتعلق بالأخبار التي تخصّ إسرائيل، فسوف تخسر وظيفتك. ليس أمراً مدهشاً إذاً أنّ الجميع يُروَج للكذبة نفسها، فمعظم الناس يمكن شراؤهم بالمال، وهذا أمر حزين".
في مقابلة مع روجرز وجالي على القناة المستقلة "ذا ريل نيوز"، شرح الاثنان قصة وفكرة الفيلم: "الناس متخوّفون من طرح أسئلة بسيطة وأساسية. عندما تحاول "أنسنة" الفلسطيني بأي طريقة، يُقطع الطريق عليك فوراً"، يقول المخرج جالي، مبينا كيف أن الصحافيين ذوي الرأي المغاير في الولايات المتحدة يُقصون من الندوات والاجتماعات ونبذهم من المجتمع الإعلامي.
ويقدم جالي مثالاً على ذلك الصحافي الأميركي المصري أيمن محي الدين الذي أُجبِر على ترك وظيفته مراسلا لشبكة NBC في غزّة إبان العدوان الأخير، بعد أن كتب تغريدة يذكر فيها أنه كان يلعب كرة القدم مع أطفال أربعة قبل دقائق من استشهادهم بغارة إسرائيلية على الشاطئ. يستنتج جالي: "يبدو أنّ الإعلام الأمريكي قد هجر مهنة الصحافة عندما يتعلق الأمر بفلسطين!".
أمّا "ووترز"، فهو صاحب موقف متقدّم مقارنة بزملائه الموسيقيين الذين يشعرون برعب من قول أي كلمة تُدين إسرائيل، وفقا لما كتبته صحيفة "السفير" اللبنانية في تقريرها عن فكرة الفيلم، لكنه رغم ذلك متفائل بزمن صار فيه الناس أكثر جرأة على انتقاد إسرائيل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتسمية الأمور بمسمياتها: عدوان، فصل عنصري، ويكرّر "اسمه احتلال، احتلال، احتلال!".
وتقول الصحيفة إن "ووترز" مثال عن الفنان الناصع الذي لا تبقى كلمات أغانيه الرافضة للحرب والعنصرية مجرّدة من ترجماتها على الأرض، فيتحوّل إلى ناشط حقيقي، يرسل الرسائل مطالباً زملاءه الفنانين بالاستماع لما تطرحه حركة BDS، والتفكير مرتين قبل الترويج لإسرائيل أو إقامة الحفلات فيها.
يفسّر ووترز تفاؤله من تجربته الشخصية مع إعلاميين كانوا أنفسهم يسألونه: "لماذا أنت معادٍ للسامية؟"
كأنها مسألة محسومة أنه بالفعل كذلك، ليلمس تغيرات في صيغة السؤال فيصير: "بماذا تشعر حين يتهمك البعض بمعاداة السامية؟". وتغيير صغير كهذا يعني تغيّراً في مقاربة جزء من الصحافيين للموضوع، وهو مهما كان بسيطاً، مدعاة للتفاؤل.
يفسّر ووترز تفاؤله من تجربته الشخصية مع إعلاميين كانوا أنفسهم يسألونه: "لماذا أنت معادٍ للسامية؟"
كأنها مسألة محسومة أنه بالفعل كذلك، ليلمس تغيرات في صيغة السؤال فيصير: "بماذا تشعر حين يتهمك البعض بمعاداة السامية؟". وتغيير صغير كهذا يعني تغيّراً في مقاربة جزء من الصحافيين للموضوع، وهو مهما كان بسيطاً، مدعاة للتفاؤل.
عن هذا الأمل الصغير يتكلم الفيلم، كما أورد تقرير الصحيفة اللبنانية، حيث دور وسائل التواصل الاجتماعي في فضح الممارسات الإسرائيلية غير الأخلاقية أكثر فعالية من دور وسائل الإعلام السائدة ("الماينستريم")، وحيث هناك تفاؤل بأعمال صنّاع السينما الوثائقية الشبان، تضاف إليها الجهود العظيمة التي تقوم بها حركة المقاطعة BDS حول العالم وفي الجامعات، وصولاً إلى تبنّي حركة Black Lives Matter لحق الشعب الفلسطيني بالحياة تحت عنوان "من فرغسون إلى فلسطين" وتشبيه الاعتداء الإسرائيلي بالعنصرية الممارَسة ضد الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية.
وقد أسهمت هذه الجهود والمحاولات في تحويل نتائج الاستبيانات ليظهر في أحدثها أنّ الأميركيين من فئات عمرية شابة باتوا اليوم يميلون للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
فيلم احتلال العقل الأمريكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق