الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

الحرب العالمية على الأمة “حرب تقسيم السودان أنموذجًا”

الحرب العالمية على الأمة “حرب تقسيم السودان أنموذجًا”

عبد المنعم إسماعيل 

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية


الحرب العالمية على الأمة العربية والإسلامية حرب متعددة الوسائل والآليات والخطط والمناهج. بدأت منذ عصيان إبليس أمر ربه بالسجود لآدم، وزاد لهيبها عندما أكمل الله عز وجل الإسلام وأتم به النعمة، ورضي عن الأمة حجة الوداع في وصف رباني دقيق المعنى، شامل الرؤية الجامِع لكل محاور العدالة.

من توابع العداء الجهنمي الشيطاني للأمة، تسليط أصحاب الجحيم عليها واستخدام الأمم الكافرة والمشركَة والتي تدّعي أنها أهل كتاب مثل يهود ونصارى، وما نتج عنهم من مناهج جاهلية مدمرة سواء كانت صهيونية أو علمانية أو خمينية أو طائفية خبيثة مثل الراية التي يقف تحتها حميدتي في السودان، والحوثي في اليمن، والحشد الشيعي في العراق، والدروز في سوريا، وحزب الشيطان في لبنان.

أبرز معالم الحرب العالمية على الأمة العربية والإسلامية:

صناعة المناهج البديلة للشريعة الإسلامية عامة، والتوحيد الخالص لله رب العالمين، والسنة النبوية الشريفة الصحيحة، وفهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين خاصة، كما يمهِّد الطريق للجماعات الباطنية المجرِمة التي ظاهرها الإسلام وحقيقتها الجاهلية الوثنية مثل التي تزعم محبة آل البيت والحقيقة الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين تحت شعار الشيعة أو الصوفية القُبورية المعادية لحقيقة التوحيد لله رب العالمين.

ومن المناهج المعادية لله رب العالمين التغريب والليبرالية الساعية نحو تفكيك عرى الأمة العربية والإسلامية بعد مسخ حقيقة النصوص الشرعية وتحويل العبادة إلى مجرد دقائق داخل المسجد لا علاقة لها بسياسة الدنيا بالإسلام وتحكيمه في كافة مفاصل الحياة. وهذه كارثة خبيثة وطامة هدمت حقيقة الولاء والبراء على الحق والشريعة وعموم البناء الجامع للأمة العربية والإسلامية.

ثم جاءت الحروب المباشرة على الأمة مثل حرب الصهيونية على فلسطين، وحرب الخمينية الصفوية المجرمة على إيران والعراق والشام، وحروب التدمير الأخلاقي وتغيير عقول الشعوب بما يحقق التيه المدمر للجميع.

الغباء الطائفي واختزال الوطن في حزب أو جماعة أو عصابة مجرمة هي سبب خراب السودان، وجميعها نتاج الشركات العابرة للقارات الساعية نحو تفجير بلاد العرب ونشر التيه بين عموم الشعب العربي عامةً والسوداني خاصةً، لخدمة المشروع الصهيوني الخبيث في فلسطين المحتلة.

استدعاء الرؤية الصفرية بين أبناء الوطن ليتم من خلالها عدم الوطن تحت مزاعم الحق المفهوم لكل فصيل.

شرعنة الحرب العالمية على الشريعة الإسلامية عامةً، والسنة النبوية الشريفة خاصةً، وفهم الصحابة رضوان الله عليهم بصفتهم سلف الأمة الرشيد، لإخراج أجيالٍ منتهية الصلاحية العقدية، غايتها الطواف بالمقبور والجحود الشريعة والتعلق بالقبور من جانب، وشرك القصور من جوانب أخرى.

الخلاص من عصابة الشر حميدتي أمر مهم جدًا للدولة السودانية وكافة شعوب المنطقة، لأنه لو نجح مشروع الدعم الخبيث الموصوف بـ”السريع” لتم السعي لاستنساخه في كافة الدول، وهو هدف مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضع خيوط فكره صهاينة أمريكا بالتعاون مع هنري كيسنجر — ثعلب الإدارة الأمريكية الصهيونية — قبل خمسين عامًا.

اسباب كوارث السودان المتوالية :

اولا : مكر النظام الدولي الأسير للصهيونية العالمية

ثانيا : وقوع الانقسام داخل الحكومة السودانية

ثالثا : كارثة تكوين جماعات الجنجويد لخدمة نظام البشير

رابعا : عجز الجماعات الإسلامية عن قراءة المشهد في السودان وضعف علوم الاستشراف .

خامسا ؛ تدخل الدول الداعمة لفكرة التقسيم الوظيفي الخادم لإسرائيل والصهيون

يجب أن تفهم الشعوب العربية والإسلامية أن الحفاظ على النواة الصلبة للدولة والأمة العربية والإسلامية أمر مهم جدًا، والإصلاح مطلوب بعيدًا عن هوس الصفرية المدمر للدول والشعوب العربية والإسلامية حال انتشار كارثة الدولة الضعيفة أو اللا دولة حال نجاح مخطط الهدم وضعف أدوات الحفظ والبناء.

هدم الكتل الصلبة في الأسرة والعائلة والقبيلة والقرية والمدينة والدولة والأمة العربية والإسلامية هي أخطر أدوات الصهيونية العالمية لإسقاط المكون المستهدف لتمرير الانقسام المتوالي عقب فقدان التوازن داخل الجغرافيا، نتيجة حالة التيه والسيولة الدماغية بين فلول العصابات الساعية نحو ملء الفراغ المصنوع عقب الحروب الوظيفية المدمِّرة للعقل الجماعي للدولة خاصة، والأمة العربية والإسلامية بشكل عام.

هل نفهم حقيقة الترابط بين الصهيونية وصناعة الفرقة؟

هل تستمر الأجيال في تيه التعصُّب الضيِّق الخادم للخصوم؟

هل نتعلّم من التاريخ والواقع أم نستسلم لهوس الأنا؟

تخريب السودان نموذج يمكن تطبيقه في عموم الأمة حال شيطنة العقول وتدميرها في كابوس الأنا والذاتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق