الخميس، 30 أكتوبر 2025

ألغاز ترمب .. والسلام من أجل الحرب (٢)

ألغاز ترمب .. والسلام من أجل الحرب (٢)

 عدو الأمس حليف ...

لماذا..وكيف..؟




مايحدث في السودان من نار ودمار وسعار في تحويل مغارم المستضعفين إلى مغانم لحلف الولايات المتحدة الأمريكية، وأداتها : دويلة المؤامرات العربية ..هو مثال واضح فج من عولمة (سلام ترمب).. الذي اعتمدته الصهيوصليبية؛ للتدرج من حرب إلى حرب، حتى تتواصل الفتن للوصول إلى (أم الحروب) بين الشرق والغرب..
●● حالة الانزعاج البالغة حد الهياج عند الأمريكان تجاه الصعود الصيني المتمادي الرهيب.. حدا بالرئيس الأمريكي الحالي منذ رئاسته السابقة ثم اللاحقة؛ أن يجعل على رأس أولوياته تفادي المصير الذي يسارع إليه الصينيون وحلفاؤهم الشرقيون ، وهو تحويل الأوضاع العالمية إلى تعدد في الإدارة الدولية، بدلا من القطبية الأمريكية الواحدة، التي احتكرها شياطين واشنطن منذ نحو ربع قرن .
●● إلا أن هذه الأمريكا.. لا تزال تتعامل مع العالم بعقلية (مشروع القرن الأمريكي) الذي رُسِمت معالمه في عهد جورج بوش الأب، ثم أطلقه ابنه المرجوج.. جورج الابن، بعد أن تبناه يهو.د الأمريكان ليظلوا وقومهم في إفسادهم وعلوهم قرنا كاملا من الزمان، تبعا لأوهام مملكة (ابن داوود) العالمية، ذات ذات القيادة الصهيونية..
إلا أن ذاك التوجه المجنون.. قد قضى عليه المجا.هدون _ وبشهادة الأمريكان _ في حربي العراق وأفغانستان..!
●● أمريكا التي اصطنعت من الإسلام عدوا بديلا بعد سقوط ( الاتحاد السوفييتي الشيوعي).. اكتشفت بعد أربعين سنة من حربها الظالمة الغاشمة على المسلمين تحت مسمى (الحرب العالمية على الإرهاب).. أن العدو الحقيقي الأخطر والأكبر صار هو الصين الشعبية الشيوعية، التي صرح ترامب وبايدن بأنها أصبحت تمثل (الخطر الأكبر)على الأمن القومي الأمريكي ..
●● غير أن الصينيين الذين تريد أمريكا منازلتهم في محاولة لاستباق تراجعها إلى غير رجعة؛ لم يعودا قوة هامشية، بل صارت لهم صدارة عالمية، فالصين التي يبلغ تعداد سكانها وحدها حوالي مليار و٤٠٠ مليون نسمة _ بحسب جهات الإحصاء ومراكز المعلومات العالمية .. تُعد تلك اليوم أشبه بقارة جبارة.. اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا، فهي تحتل مراكز الصدارة في مؤشرات التقدم العالمية، إذ أنها تحوز المركز الأول في مجال التصنيع من بين دول العالم البالغة ١٩٠ دولة، وتحتل المرتبة الثانية عالميا في مستوى الانتاج والرواج الاقتصادي، متجاوزة الهند واليابان، ومتفوقة في ذلك على الامريكان بنسبة ٩،٥ %، وقد ظلت محافظة على هذه الصدارة لـمدة ١٥ عاماً متتالية. وهي تحتل المرتبة الأولى في حقوق براءة الاختراع عالميا، وتملك ربع حقوق الملكية في مجال الاختراع والابتكار ، وقد بلغت المركز العاشر عالميا في مجال التقدم التكنولوجي..
●● ولهذا وغيره..لم يعد هناك وقت عند ترامب وبلاد الغرب للانشغال بأعداء آخرين، حقيقيين أو وهميين، بل إن ذاك الطاغية وأمثاله الغربيين؛ صاروا مضطرين لتصفير أو تصفية كل الازمات العالمية الجانبية التي يمكن أن تعطل مهمتهم الأساسية في مساعي تكوين التحالف الكوني لمواجهة الصين ومحورها المتنامي من روسيا إلى كوريا..ثم إيران، وما أدراك بما يحاك ضد إيران ..
ومع كل هذا.. ولكل هذا؛ فقد أحوج الله أمريكا لعالم المسلمين..ولذا كان بدؤهم بإعادة ترتيب أوضاعه وترسيم خرائطه،
تمهيدا لكيد جديد، يريد تحويل عالم المسلمين إلى خدم وعبيد..
( والله من ورائهم محيط)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق