الأحد، 19 أكتوبر 2025

ألغاز ترامب.. والسلام من أجل الحرب (١)

ألغاز ترامب.. والسلام من أجل الحرب (١)


كان الرئيس الأسبق ( أنور السادات) يردد عبارة
" الحرب من أجل السلام" واصفا بذلك حرب ٦ أكتوبر، التي قادت في النهاية إلى الاعتراف بدولة العدو اللعين، وحقه في العيش بسلام على ما اغتصبه من أرض فلسطين..!
●.. واليوم يسير الثنائي الصهيوني (ترامبياهو) على مبدأ معاكس، توافق النتنان عليه، وانتزعا الموافقه ثم المسابقة إليه، وهو (السلام من أجل الحرب)..
سلام "مؤقت" قد يطول ، مع المسلمين والعرب، لأجل حرب طويلة ضد (محور الشر) الذي تمثله الصين وحلفاؤها من عالم الشرق..
●..أجندة الزعيم (الناري) _ وليس (البرتقالي) _ تستهدف على هذا التجهيز لأمر أخطر عندهم من جها.د حما.س، وأبعد من صمود غزة..وأكثر إثارة من قعود زعماء (القاعدة) القدامي على كرسي الحكم في سوريا..
●.. مهمة ترامب الاضطرارية تختصر في حشد المستطاع من قوى الحلفاء العالمية لمواجهة الكابوس المقلق والمؤرق للأمريكيين والأوربيين، حيث يتتابع فحيح تنين الصين، الذي صار يسابق بجنون كل عوامل التفوق الأمريكي والغربي تقنيا واقتصاديا وحتى عسكريا، إضافة إلى مسارعة الصينيين وحلفائهم نحو توطيد وتأكيد ميلاد تحالف شرقي جديد، تْجمع كل أطرافه على استهداف العلو الكبير - وربما الأخير - الذي تمكن الأمريكيون خلاله من التفرد بقيادة العالم منذ منذ ربع قرن، ومع ذلك يصرون على إخضاعه لقيادتهم حتى نهاية القرن..!
●.. وهنا.. لا معنى عند الأمريكان للانشغال بأي صراع كان؛ يمكن أن يصرفهم عن التفرغ والتهيؤ للصراع الطويل مع من يصفهم الإنجيليون الغربيون بقوى الشر في بلاد الشرق، حيث يعتقدون أن الصينيين هم قوم يأجوج ومأجوج أو قادتهم الذين سيقاتلون بضراوة في القتال الأخير ضد انصار المسيح بمعركة (الهرمجدون) التي يؤمن هؤلاء الإنجيليون أنها سيهلك فيها ثلثا سكان العالم..
●.. من جهتنا نحن المسلمين، فإن وقف القتال على كل حال _ كلما طال _ فهو مكسب كبير لسكان غزة ولعموم أهل فلسطين، من باب تحرير أعداد كبيرة من الأسرى، مع حقن الدماء، والسماح بدخول الغذاء والدواء..
إلا أن قادة المقاومة الذين يلتقطون اليوم أنفاس استراحة المحاربين.. أمامهم حقول ملغمة، بسبب ثغرات التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين، ضمن سطور وثيقة (أبراهام).. التي وضعت لإبقاءالفلسطينيين مرتهنين للحرب الزؤام.. أو سلام اللئام..
●.. لكن أمريكا _ على مايظهر _ جادة في أمر استقرار السلام هذه المرة، حيث إن الشواهد كلها تدل على أنها تعد لتكوين تحالف دولي قوي شديد، لمواجهة محور الشر أو الشرق الجديد، وهو حلف ينتظر أن يكون أكبر من التحالف الثلاثيني الذي كونته لقتال صدام حسين، و يتوقع أن يكون أضخم من التحالف السبعيني الذي حشدته لقتال الجها.ديين في الشام والعراق..
●.. أمريكا لأجل ذلك تضاعف جهودها لفرز جميع القوى الدولية وتصنيفها وفق المعايير الأمريكية، في إطار مبدأ ( من ليس معنا فهو ضدنا)..
وفي مقدمة (المفروزين).. بلاد العرب والمسلمين، حيث لا قبل لأمريكا والغرب في المستقبل المنظور أن يواجهوا (محور الشر) الصيني الروسي الكوري الإيراني، دون استعانة بالمقاتل العربي والإسلامي، في صيغة شبيهة بما كان في ملحمة افغانستان حين غزاها الروس في أواخر عهد ( الاتحاد السوفييتي ) حيث قاتلت أمريكا عدوها بالمسلمين، بعد أن جيشت كل إمكاناتهم لحسابها، ثم انفردت بحكم العالم وحدها..
●.. فهل يكرر المسلمون الوقوع في فخاخ الأمريكيين..؟..وهل تعيد أمريكا لمصلحتها "تأهيل" الإسلامين بعد أن حاربتهم بعملائها تحت مسمى
(الحرب العالمية ضد الإرهابيين)..؟!
يبدو أن الأمر كذلك..وهناك دلائل كثيرة على ذلك.. فهل نعي ذلك..؟
للحديث بقية. بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق