الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

“سوار الذهب” الحاكم والعسكري العربي الاستثناء

 “سوار الذهب” الحاكم والعسكري العربي الاستثناء

 1- في زمنٍ عَزَّ فيه الشرف..

وندر فيه الرجال الذين يجعلون من الكرسي عِبئًا لا غنيمة؛ وُلِدَ في السودان رجلٌ صنعَ من الحُكم زُهدًا،

ومن الزُّهد مجدًا،

ومن المجد خُلقًا خالدًا في ذاكرة الأمة.

2- عقمت كراسي الحُكم العربية في القرون الثلاثة الأخيرة أن تلد مثله؛

نزل من قمة السلطة طائعًا مختارًا، وهو قادرٌ على البقاء متوَّجًا بالعسكر والمجد والنفوذ.

3- ذاك هو الأسطورة، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، العسكري الذي حمل السلاح ليحمي الوطن لا ليحكمه، والسياسي الذي دخل القصر رئيسًا وخرج منه مؤمنًا بأن أكرمَ المواقف أن تضع السُّلطة عند أقدام الشعب.

4- “سوار الذهب” الذي اختاره الشيخ محمد متولي الشعراوي: أفضل حاكم وأشرف عسكري، في القرن العشرين.

5- المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب

(1935م – 18 أكتوبر 2018م)

خامس رئيس للجمهورية السودانية.

6- شغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم وزير الدفاع، وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري،

7- رفض تسليم حامية مدينة الأبيّض العسكرية عندما كان قائدا للحامية، عند انقلاب الرائد “هاشم العطا” عام 1971م، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد 3 أيام.

8- كان “سوار الذهب” قد استلم السلطة في السودان عقب انتفاضة أبريل 1985م، التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري، بوصفه أعلى قادة الجيش، وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات.

9- سلّمَ المشير “سوار الذهب” مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها: الصادق المهدي، ورئيس مجلس سيادتها: أحمد الميرغني، وبعدها اعتزل العمل السياسي، وترأّسَ منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

10- رحلَ الحاكم العربي الاستثناء “عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب” في مثل هذا اليوم بالمستشفى العسكري بالرياض، عن عمرٍ يناهز 83 عاما..

11- رحلَ الرجل الذي زهدَ في الحُكم والقيادة، وتـفـرّغَ للدعوة الإسلامية

12- شتّان بين من جاء إلى السُّلطة مُكرَهًا فزهد فيها، وبين من يتنازعون عليها اليوم شهوةً وسيفًا.

13- فـ سوار الذهب دخل قصر الحكم ليُطفئ نار الفتنة، وخرج منه طائعًا يوم استقرَّت البلاد، مؤمنًا أن السُّلطة تكليفٌ لا تشريف، وأن دوامها بقاءٌ للعدل، لا للأشخاص.

14- أمّا المتصارعون اليوم على كراسي الخراب في السودان، فقد جعلوا الوطن ساحةً لتصفية الحسابات، والدماءَ طريقًا إلى المجد الموهوم، حتى صارت البلاد تموت كل يومٍ على أيدي من يزعمون حمايتها.

15- هو تنازل عن الحكم حبًّا في الله والوطن، وهم يتقاتلون عليه حبًّا في الجاه والمغانم؛ فشتّان بين ذهبٍ صافٍ من نُبلٍ وإيمان، وحديدٍ صدئٍ من طمعٍ وعدوان.

16- رحلَ الزعيم العربي الوحيد الذي تنازل طَوعًا عن الحُكم

رحل سوار الذهب كما عاش؛ نقيَّ السيرة، أبيَّ النفس، عظيمَ الإيمان.

17-  لم يترك وراءه قصورًا ولا ثروات، بل ترك للعرب والمسلمين سيرةً من نور، تُروى للأجيال كلما خيّم ليلُ الطغيان، ليقول لهم: ما زال في الأمة رجال يعرفون متى يُمسكون ومتى يُسلِّمون.

18- مضى الحاكم الذي نزل عن العرش مختارًا، والعسكري الذي زهد في الدنيا وهو قادر عليها، تاركًا خلفه إرثًا من العظمة الأخلاقية، يُعيد إلينا بعض الأمل بأن في هذه الأمة بقايا من ذهبٍ خالص… لا يصدأ ولا يُشترى.

19- رحمَ اللهُ الحاكمَ والعسكري العربي الاستثناء

20- اللهم اغفر له، وارحمه، وتجاوز عن سيئاته، واجعله رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق